- حفر النفق وبدأوا مستعينين بالله، فوزّعت المهام من حفر وتفتيت وإخراج للتراب ومشاغلة للحرس ...
- حفر النفق
وبدأوا مستعينين بالله، فوزّعت المهام من حفر وتفتيت وإخراج للتراب ومشاغلة للحرس فكانوا يخرجون التراب وينثرونه على الطريق الصغير الذي بين الخيمة والأسلاك الشائكة، وكان (أبو دجانة) ممن يحفر ويحمل التراب ويسهر في الليل لإكمال الحفر، ومع عمق الحفرة بدأوا بالبحث عن حل لنقص الهواء فوقع اختيارهم على قطعة من قماش كانت تلف كامل الخيمة من الداخل، فقصوها كاملة وجمعوها بالمخيط المصنوع يدويا من الأسلاك وجعلوها على شكل أنبوب ووضعوا بدايتها في فم جهاز (تبريد الهواء) والأخرى داخل النفق.
وبعد شهر ونصف تقريبا وقبل أيام قلائل من انتهائهم من الحفر لاحظوا أن هناك من يراقبهم من الخيمة المقابلة لهم، ثم نادى الصليبيون يوما السجناء للتفقد على غير الوقت المحدد فحار الإخوة ماذا يفعلون، وما هي إلا لحظات حتى فتح أحد ضباط الصليب باب الخيمة عليهم ومعه حرّاس فدخل الخيمة ثم خرج مسرعا وهو يصرخ عليهم بالخروج إلى الساحة وبدأت وفود الصليب تدخل الخيمة وتخرج يلف وجههم الدهشة.
أُخذ الإخوة بعد ضبطهم كعقوبة لهم إلى الزنازين المنفردة ووزعوا بعد العقوبة على كل الخيم، واقتيد عدد منهم إلى معتقل بوكا (المحاجر، الكم السادس) وكان منهم (أبو دجانة) وبعد انقضاء العقوبة وفي أحد الأيام حاول أبو دجانة الهروب في وضح النهار بعد أن نسي أحد الحراس إغلاق الباب فخرج أبو دجانة أمام الجميع ثم قبضوا عليه وعاقبوه.
- لقاء الأهل والفراق
وكان أبو دجانة دائم الصراع مع المرتدين داخل محابسه سواء مع السجانين أو المسجونين فكان يدافع عن إخوانه المجاهدين إذا تعرضوا لاعتداء ما، وخلال فترة سجنه التي بلغت 12 عاما حفظ كتاب الله العزيز وتعلم أحكامه، وبعد انقضاء فترة الأسر أُفرج عنه عام 1437 للهجرة، وبعد خروجه التقى أباه وأمه الذين طالما اشتاق إليهما، وبعد عدة أيام أخبر والديه أنه عازم على تنفيذ عملية استشهادية فقالوا له تريث وتزوج لعل الله يرزقك بالولد فرفض ثم التحق بمعسكر الانغماسيين التابع لـ (لواء الصديق) وبعد الانتهاء من المعسكر شارك بغزوات عدة ثم استنفر ليشارك في معركة الأنبار، وكان المجاهدون بحاجة لأخ استشهادي فانبرى بطلنا (أبو دجانة) -تقبله الله- ولبى النداء وآثر المضي للقاء الله تعالى، وأثخن رحمه الله بالروافض المرتدين الخبثاء -تقبله الله تعالى- هو وإخوان له كثيرون لا نعلم قصصهم ممن أفضوا إلى الله غرباء، ولا يضرّهم أن لا يعرفهم أحد من البشر، نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 178
الخميس 13 شعبان 1440 هـ
وبدأوا مستعينين بالله، فوزّعت المهام من حفر وتفتيت وإخراج للتراب ومشاغلة للحرس فكانوا يخرجون التراب وينثرونه على الطريق الصغير الذي بين الخيمة والأسلاك الشائكة، وكان (أبو دجانة) ممن يحفر ويحمل التراب ويسهر في الليل لإكمال الحفر، ومع عمق الحفرة بدأوا بالبحث عن حل لنقص الهواء فوقع اختيارهم على قطعة من قماش كانت تلف كامل الخيمة من الداخل، فقصوها كاملة وجمعوها بالمخيط المصنوع يدويا من الأسلاك وجعلوها على شكل أنبوب ووضعوا بدايتها في فم جهاز (تبريد الهواء) والأخرى داخل النفق.
وبعد شهر ونصف تقريبا وقبل أيام قلائل من انتهائهم من الحفر لاحظوا أن هناك من يراقبهم من الخيمة المقابلة لهم، ثم نادى الصليبيون يوما السجناء للتفقد على غير الوقت المحدد فحار الإخوة ماذا يفعلون، وما هي إلا لحظات حتى فتح أحد ضباط الصليب باب الخيمة عليهم ومعه حرّاس فدخل الخيمة ثم خرج مسرعا وهو يصرخ عليهم بالخروج إلى الساحة وبدأت وفود الصليب تدخل الخيمة وتخرج يلف وجههم الدهشة.
أُخذ الإخوة بعد ضبطهم كعقوبة لهم إلى الزنازين المنفردة ووزعوا بعد العقوبة على كل الخيم، واقتيد عدد منهم إلى معتقل بوكا (المحاجر، الكم السادس) وكان منهم (أبو دجانة) وبعد انقضاء العقوبة وفي أحد الأيام حاول أبو دجانة الهروب في وضح النهار بعد أن نسي أحد الحراس إغلاق الباب فخرج أبو دجانة أمام الجميع ثم قبضوا عليه وعاقبوه.
- لقاء الأهل والفراق
وكان أبو دجانة دائم الصراع مع المرتدين داخل محابسه سواء مع السجانين أو المسجونين فكان يدافع عن إخوانه المجاهدين إذا تعرضوا لاعتداء ما، وخلال فترة سجنه التي بلغت 12 عاما حفظ كتاب الله العزيز وتعلم أحكامه، وبعد انقضاء فترة الأسر أُفرج عنه عام 1437 للهجرة، وبعد خروجه التقى أباه وأمه الذين طالما اشتاق إليهما، وبعد عدة أيام أخبر والديه أنه عازم على تنفيذ عملية استشهادية فقالوا له تريث وتزوج لعل الله يرزقك بالولد فرفض ثم التحق بمعسكر الانغماسيين التابع لـ (لواء الصديق) وبعد الانتهاء من المعسكر شارك بغزوات عدة ثم استنفر ليشارك في معركة الأنبار، وكان المجاهدون بحاجة لأخ استشهادي فانبرى بطلنا (أبو دجانة) -تقبله الله- ولبى النداء وآثر المضي للقاء الله تعالى، وأثخن رحمه الله بالروافض المرتدين الخبثاء -تقبله الله تعالى- هو وإخوان له كثيرون لا نعلم قصصهم ممن أفضوا إلى الله غرباء، ولا يضرّهم أن لا يعرفهم أحد من البشر، نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 178
الخميس 13 شعبان 1440 هـ
