ولذلك فإن المجاهدين عندما يقتحمون على المنافقين والمرتدين مناطقهم، ويقومون باعتقال رؤوسهم، وينكلون ...

ولذلك فإن المجاهدين عندما يقتحمون على المنافقين والمرتدين مناطقهم، ويقومون باعتقال رؤوسهم، وينكلون في المرتدين، ويتلفون أموالهم التي لأجلها ارتدوا عن دين الله تعالى، وكذلك يُرونهم عجز جيوش الطواغيت عن حمايتهم، فإن هذا سيدفع من سلم منهم من بطش المجاهدين إلى ترك ما هم عليه، وربما يقودهم إلى التوبة من الكفر، في حين يقوّي من عزائم المسلمين، ويشفي صدورهم ممن ظلمهم، ويعينهم على تقوية إيمانهم بنصر الله تعالى لهم ولإخوانهم، وجهاد أعدائهم.
وهذا الأمر مهم جدا ليس في إبعاد الناس عن الردة وجذبهم إلى الإسلام والجهاد فحسب، ولكن له دور كبير أيضا في إضعاف جيش العدو، بتقليل معدلات انضمام المقاتلين من سكان المنطقة إلى صفوفه، وكذلك كل أوجه التعاون الأخرى من تقديم المعلومات أو الإمدادات، وذلك خشية من عقاب المجاهدين لمن يرتد عن دين الله تعالى بذلك، وفي نفس الوقت تشجيع المسلمين على إعانة المجاهدين، عندما يرون قوتهم وقدرتهم على هزيمة أعدائهم بإذن الله تعالى، ويقينهم بانتصارهم عليهم.


- التمهيد للتمكين

وكذلك فإن هذا الأسلوب في القتال قد يجعله الله تعالى سببا لحصول التمكين للمجاهدين في الأرض، وذلك بعد تكرار تنفيذه مرات كثيرة في مناطق متعددة، فإن العدو يحاول بادئا تغطية كل المناطق، بشكل دائم أو على سبيل توفير النجدات المتأهبة للدخول في معركة ضد المجاهدين في أي منطقة يظهرون فيها، حيث يبدي جيشه بدايةً نشاطا في هذا الباب.

ولكن مع تكرار الأمر، وتعاظم الخسائر الكبيرة في صفوفه، يصبح من الواجب على الجيش المفاضلة بين المناطق بحسب درجة أهميتها بالنسبة إليه أو للمجاهدين، فينتهي أولا الارتباط بين قطع الجيش الموجودة في المناطق المتجاورة، بأن تصبح كل منطقة مسؤولة عن أمنها، وذلك لخطورة تنقل القوات بين المناطق أثناء الهجمات عليها.

ثم يضطر إلى تقديم الحفاظ على المناطق التي يهمّه جدا الحفاظ عليها أو منع المجاهدين من السيطرة عليها، وترك المناطق الأخرى بشكل جزئي، بحيث يفقد السيطرة عليها في أوقات معينة (خلال الليل مثلا) أو أطول من ذلك بحيث يقتصر وجوده على لحظات عابرة يُثبت وجوده فيها من خلال أرتال كبيرة يجول بها بين المناطق التي فقد السيطرة الكاملة عليها، وهو متوقع أن يتجنب المجاهدون الاشتباك معه فيها مؤقتا، فإذا ما تلقى بعض الضربات الموجعة، أو انشغل بأمر آخر، ترك هذه المناطق كليا، وتحولت إلى مناطق خالية من السيطرة، مما يمهد لتمكن المجاهدين فيها بإذن الله تعالى.

فهذه بعض من الأهداف المهمة التي قد يسعى المجاهدون لتحقيقها من خلال السيطرة المؤقتة على المناطق، وسنبحث في المقال القادم بإذن الله تعالى في طرق تنفيذ هذا الأسلوب من القتال، والحمد لله رب العالمين.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 180
الخميس 27 شعبان 1440 ه‍ـ