مقال: ولا تكن من الغافلين (1) الغفلة في اللغة تدُلُّ عَلَى تَرْكِ الشَّيْءِ سَهْوًا، ...
مقال: ولا تكن من الغافلين (1)
الغفلة في اللغة تدُلُّ عَلَى تَرْكِ الشَّيْءِ سَهْوًا، وَرُبَّمَا كَانَ عَنْ عَمْدٍ. [مقاييس اللغة].
وبينهما فرق في الاصطلاح، قال ابن القيم رحمه الله، مفرقا بين الغفلة والنسيان: "والفرق بين الغفلة والنسيان: أن الغفلة ترك باختيار الغافل، والنسيان ترك بغير اختياره، ولهذا قال تعالى: {ولا تكن من الغافلين} ولم يقل: ولا تكن من الناسين، فإن النسيان لا يدخل تحت التكليف فلا ينهى عنه". [مدارج السالكين].
والغفلة من أخطر الأمراض التي قد تصيب المجاهد في سبيل الله، قال ابن تيمية رحمه الله: " فالغفلة والشهوة أصل الشر" [مجموع الفتاوى].
لذا فقد حذرنا الله منها بقوله: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف:205].
قال الإمام الطبري رحمه الله: "ولا تكن من اللاهين إذا قرئ القرآن عن عظاته وعبره، وما فيه من عجائبه، ولكن تدبر ذلك وتفهمه، وأشعره قلبك بذكر الله، وخضوعٍ له، وخوفٍ من قدرة الله عليك، إن أنت غفلت عن ذلك". [تفسير الطبري].
• خطر الغفلة وأضرارها
وللغفلة مضار عظيمة وبلايا وخيمة على الغافل إن لم ينتبه من غفلته.
- منها أنها سبب للغواية وصرف الهداية. قال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} [الأعراف:146].
قال ابن كثير رحمه الله: "أي: وإن ظهر لهم سبيل الرشد، أي: طريق النجاة لا يسلكوها، وإن ظهر لهم طريق الهلاك والضلال يتخذوه سبيلا. ثم علل مصيرهم إلى هذه الحال بقوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} أي: كذبت بها قلوبهم، {وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} أي: لا يعلمون شيئا مما فيها".[التفسير].
- ومنها أن أمور أهل الغفلة في ضياع وهلاك وبعد عن الحق. قال تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف:28].
قال ابن كثير رحمه الله: "{وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا} أي: شغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا { وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} أي: أعماله وأفعاله سفه وتفريط وضياع، ولا تكن مطيعا له ولا محبا لطريقته، ولا تغبطه بما هو فيه" [التفسير].
- ومنها أنها سبب في العقوبات. قال تعالى مخبرا عن سبب ما حل بقوم فرعون من عقوبات:{فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} [الأعراف:136].
قال ابن كثير رحمه الله: "يخبر تعالى أنهم لما عتوا وتمردوا، مع ابتلائه إياهم بالآيات المتواترة واحدة بعد واحدة، أنه انتقم منهم بإغراقه إياهم في اليم، وهو البحر الذي فرقه لموسى، فجاوزه وبنو إسرائيل معه، ثم ورده فرعون وجنوده على أثرهم، فلما استكملوا فيه ارتطم عليهم، فغرقوا عن آخرهم، وذلك بسبب تكذيبهم بآيات الله وتغافلهم عنها". [التفسير].
• حسرة الغافلين يوم القيامة
- ومنها أن الغافلين من أكثر الناس حسرة عند معاينتهم أهوال يوم القيامة. كما قال تعالى: {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ} [الأنبياء:97].
قال الإمام الطبري رحمه الله: "وهم يقولون: يا ويلنا قد كنا قبل هذا الوقت في الدنيا في غفلة من هذا الذي نرى ونعاين ونزل بنا من عظيم البلاء" [تفسير الطبري].
ولغفلتهم يوبخهم الله سبحانه وتعالى يوم القيامة كما قال تعالى:{لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق:22].
قال الإمام الطبري رحمه الله: "يقول تعالى ذكره: يقال له: لقد كنت في غفلة من هذا الذي عاينت اليوم أيها الإنسان من الأهوال والشدائد {فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ} يقول: فجلينا ذلك لك، وأظهرناه لعينيك، حتى رأيته وعاينته، فزالت الغفلة عنك". [تفسير الطبري].
الغفلة في اللغة تدُلُّ عَلَى تَرْكِ الشَّيْءِ سَهْوًا، وَرُبَّمَا كَانَ عَنْ عَمْدٍ. [مقاييس اللغة].
وبينهما فرق في الاصطلاح، قال ابن القيم رحمه الله، مفرقا بين الغفلة والنسيان: "والفرق بين الغفلة والنسيان: أن الغفلة ترك باختيار الغافل، والنسيان ترك بغير اختياره، ولهذا قال تعالى: {ولا تكن من الغافلين} ولم يقل: ولا تكن من الناسين، فإن النسيان لا يدخل تحت التكليف فلا ينهى عنه". [مدارج السالكين].
والغفلة من أخطر الأمراض التي قد تصيب المجاهد في سبيل الله، قال ابن تيمية رحمه الله: " فالغفلة والشهوة أصل الشر" [مجموع الفتاوى].
لذا فقد حذرنا الله منها بقوله: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف:205].
قال الإمام الطبري رحمه الله: "ولا تكن من اللاهين إذا قرئ القرآن عن عظاته وعبره، وما فيه من عجائبه، ولكن تدبر ذلك وتفهمه، وأشعره قلبك بذكر الله، وخضوعٍ له، وخوفٍ من قدرة الله عليك، إن أنت غفلت عن ذلك". [تفسير الطبري].
• خطر الغفلة وأضرارها
وللغفلة مضار عظيمة وبلايا وخيمة على الغافل إن لم ينتبه من غفلته.
- منها أنها سبب للغواية وصرف الهداية. قال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} [الأعراف:146].
قال ابن كثير رحمه الله: "أي: وإن ظهر لهم سبيل الرشد، أي: طريق النجاة لا يسلكوها، وإن ظهر لهم طريق الهلاك والضلال يتخذوه سبيلا. ثم علل مصيرهم إلى هذه الحال بقوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} أي: كذبت بها قلوبهم، {وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} أي: لا يعلمون شيئا مما فيها".[التفسير].
- ومنها أن أمور أهل الغفلة في ضياع وهلاك وبعد عن الحق. قال تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف:28].
قال ابن كثير رحمه الله: "{وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا} أي: شغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا { وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} أي: أعماله وأفعاله سفه وتفريط وضياع، ولا تكن مطيعا له ولا محبا لطريقته، ولا تغبطه بما هو فيه" [التفسير].
- ومنها أنها سبب في العقوبات. قال تعالى مخبرا عن سبب ما حل بقوم فرعون من عقوبات:{فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} [الأعراف:136].
قال ابن كثير رحمه الله: "يخبر تعالى أنهم لما عتوا وتمردوا، مع ابتلائه إياهم بالآيات المتواترة واحدة بعد واحدة، أنه انتقم منهم بإغراقه إياهم في اليم، وهو البحر الذي فرقه لموسى، فجاوزه وبنو إسرائيل معه، ثم ورده فرعون وجنوده على أثرهم، فلما استكملوا فيه ارتطم عليهم، فغرقوا عن آخرهم، وذلك بسبب تكذيبهم بآيات الله وتغافلهم عنها". [التفسير].
• حسرة الغافلين يوم القيامة
- ومنها أن الغافلين من أكثر الناس حسرة عند معاينتهم أهوال يوم القيامة. كما قال تعالى: {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ} [الأنبياء:97].
قال الإمام الطبري رحمه الله: "وهم يقولون: يا ويلنا قد كنا قبل هذا الوقت في الدنيا في غفلة من هذا الذي نرى ونعاين ونزل بنا من عظيم البلاء" [تفسير الطبري].
ولغفلتهم يوبخهم الله سبحانه وتعالى يوم القيامة كما قال تعالى:{لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق:22].
قال الإمام الطبري رحمه الله: "يقول تعالى ذكره: يقال له: لقد كنت في غفلة من هذا الذي عاينت اليوم أيها الإنسان من الأهوال والشدائد {فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ} يقول: فجلينا ذلك لك، وأظهرناه لعينيك، حتى رأيته وعاينته، فزالت الغفلة عنك". [تفسير الطبري].