- أسباب الغفلة ولهذه الغفلة أسباب ينبغي للمجاهد معرفتها للحذر منها ومن هذه الأسباب: - الجهل. ...
- أسباب الغفلة
ولهذه الغفلة أسباب ينبغي للمجاهد معرفتها للحذر منها ومن هذه الأسباب:
- الجهل. قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر:9].
قال ابن تيمية: "وأما السيئات فمنشؤها من الظلم والجهل. وفي الحقيقة كلها ترجع إلى الجهل وإلا فلو تم العلم بها لم يفعلها؛ فإن هذا خاصة العقل وقد يغفل عن هذا كله بقوة وارد الشهوة والغفلة". [مجموع الفتاوى].
- ومن أسباب الغفلة كثرة المعاصي. قال تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين:14].
قال الإمام الطبري رحمه الله: "غلب على قلوبهم وغَمَرها وأحاطت بها الذنوب فغطتها" [تفسير الطبري].
وقال ابن كثير رحمه الله: " وإنما حجب قلوبهم عن الإيمان به ما عليها من الرين الذي قد لبس قلوبهم من كثرة الذنوب والخطايا " [التفسير].
وقال ابن القيم رحمه الله:"فالقبائح تسود القلب، وتطفئ نوره. والإيمان هو نور في القلب. والقبائح تذهب به أو تقلله قطعا. فالحسنات تزيد نور القلب. والسيئات تطفئ نور القلب". [مدارج السالكين].
- ومنها صحبة الغافلين اللاهين. قال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} [الفرقان:27].
قال القرطبي رحمه الله: " أي يقول هذا النادم: لقد أضلني من اتخذته في الدنيا خليلا عن القرآن والإيمان به". [تفسير القرطبي].
وعن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة" [متفق عليه].
قال النووي رحمه الله:"وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع ومن يغتاب الناس أو يكثر فجره وبطالته ونحو ذلك من الأنواع المذمومة" [شرح مسلم].
- ومن أسباب الغفلة ترك الجمعات بدون سبب، لما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر، وأبي هريرة أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول على أعواد منبره: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين" ومعنى ودعهم: أي تركهم.
فإن كان سبب فجائز. قال البغوي رحمه الله:" أما ترك الجمعة بالعذر، فجائز بالاتفاق" [شرح السنة].
الغفلة وطول الأمل
- ومنها طول الأمل والتعلق بالدنيا والركون إليها وإشغال الهم والفكر بها وبمتاعها الزائل، ولذلك كان المعرضون عن الدنيا هم أتباع الرسل.
قال تعالى: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الحجر:3].
قال القرطبي رحمه الله: "وطول الأمل داء عضال ومرض مزمن، ومتى تمكن من القلب فسد مزاجه واشتد علاجه، ولم يفارقه داء ولا نجع فيه دواء، بل أعيا الأطباء ويئس من برئه الحكماء والعلماء. وحقيقة الأمل: الحرص على الدنيا والانكباب عليها، والحب لها والإعراض عن الآخرة... فالأمل يكسل عن العمل ويورث التراخي والتواني، ويعقب التشاغل والتقاعس، ويخلد إلى الأرض ويميل إلى الهوى. وهذا أمر قد شوهد بالعيان فلا يحتاج إلى بيان ولا يطلب صاحبه ببرهان، كما أن قصر الأمل يبعث على العمل، ويحيل على المبادرة، ويحث على المسابقة" [تفسير القرطبي].
وقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه، قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطا، فقال: "هذا الأمل وهذا أجله، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب".
قال ابن حجر رحمه الله:" والأحاديث متوافقة على أن الأجل أقرب من الأمل" [فتح الباري].
جعلنا الله وإياكم من الذاكرين الشاكرين والحمد لله رب العالمين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 184
الخميس 25 رمضان 1440 هـ
ولهذه الغفلة أسباب ينبغي للمجاهد معرفتها للحذر منها ومن هذه الأسباب:
- الجهل. قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر:9].
قال ابن تيمية: "وأما السيئات فمنشؤها من الظلم والجهل. وفي الحقيقة كلها ترجع إلى الجهل وإلا فلو تم العلم بها لم يفعلها؛ فإن هذا خاصة العقل وقد يغفل عن هذا كله بقوة وارد الشهوة والغفلة". [مجموع الفتاوى].
- ومن أسباب الغفلة كثرة المعاصي. قال تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين:14].
قال الإمام الطبري رحمه الله: "غلب على قلوبهم وغَمَرها وأحاطت بها الذنوب فغطتها" [تفسير الطبري].
وقال ابن كثير رحمه الله: " وإنما حجب قلوبهم عن الإيمان به ما عليها من الرين الذي قد لبس قلوبهم من كثرة الذنوب والخطايا " [التفسير].
وقال ابن القيم رحمه الله:"فالقبائح تسود القلب، وتطفئ نوره. والإيمان هو نور في القلب. والقبائح تذهب به أو تقلله قطعا. فالحسنات تزيد نور القلب. والسيئات تطفئ نور القلب". [مدارج السالكين].
- ومنها صحبة الغافلين اللاهين. قال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} [الفرقان:27].
قال القرطبي رحمه الله: " أي يقول هذا النادم: لقد أضلني من اتخذته في الدنيا خليلا عن القرآن والإيمان به". [تفسير القرطبي].
وعن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة" [متفق عليه].
قال النووي رحمه الله:"وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع ومن يغتاب الناس أو يكثر فجره وبطالته ونحو ذلك من الأنواع المذمومة" [شرح مسلم].
- ومن أسباب الغفلة ترك الجمعات بدون سبب، لما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر، وأبي هريرة أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول على أعواد منبره: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين" ومعنى ودعهم: أي تركهم.
فإن كان سبب فجائز. قال البغوي رحمه الله:" أما ترك الجمعة بالعذر، فجائز بالاتفاق" [شرح السنة].
الغفلة وطول الأمل
- ومنها طول الأمل والتعلق بالدنيا والركون إليها وإشغال الهم والفكر بها وبمتاعها الزائل، ولذلك كان المعرضون عن الدنيا هم أتباع الرسل.
قال تعالى: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الحجر:3].
قال القرطبي رحمه الله: "وطول الأمل داء عضال ومرض مزمن، ومتى تمكن من القلب فسد مزاجه واشتد علاجه، ولم يفارقه داء ولا نجع فيه دواء، بل أعيا الأطباء ويئس من برئه الحكماء والعلماء. وحقيقة الأمل: الحرص على الدنيا والانكباب عليها، والحب لها والإعراض عن الآخرة... فالأمل يكسل عن العمل ويورث التراخي والتواني، ويعقب التشاغل والتقاعس، ويخلد إلى الأرض ويميل إلى الهوى. وهذا أمر قد شوهد بالعيان فلا يحتاج إلى بيان ولا يطلب صاحبه ببرهان، كما أن قصر الأمل يبعث على العمل، ويحيل على المبادرة، ويحث على المسابقة" [تفسير القرطبي].
وقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه، قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطا، فقال: "هذا الأمل وهذا أجله، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب".
قال ابن حجر رحمه الله:" والأحاديث متوافقة على أن الأجل أقرب من الأمل" [فتح الباري].
جعلنا الله وإياكم من الذاكرين الشاكرين والحمد لله رب العالمين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 184
الخميس 25 رمضان 1440 هـ
