مزيداً من اليأس في قلوب المرتدين يا أسود سيناء في الوقت الذي تتصاعد فيه مخاوف الصليبيين ...

مزيداً من اليأس في قلوب المرتدين يا أسود سيناء


في الوقت الذي تتصاعد فيه مخاوف الصليبيين والمرتدين من تصاعد قوة جنود الخلافة في خراسان، وتتردد تحذيراتهم من جبهات القتال الجديدة في الهند وباكستان وغيرها من المناطق، وتزداد مطالبات الجيوش الفرنسية والأمريكية في غرب إفريقية لقياداتها بتعزيز وجودها خوفا من حدوث ما لا يحمد عقباه لهم، يتفاجؤون -بحمد الله- بالضربات القوية لمجاهدي ولاية سيناء التي ظنوا القضاء عليها، بعد أن صدقوا أكاذيب الطاغوت السيسي وجيشه المهزوم.

فرغم انحيازهم من بعض المناطق خلال العام الماضي لم يُوقف جنود الدولة الإسلامية في ولاية سيناء هجماتهم ضد الجيش المصري المرتد، ليستمر نزيف قواته ولو بمعدلات أقل، بعبوة ناسفة تدمر آلية على طرقات العريش، أو طلقة قناص تفلق رأس جندي مرتد في نقطة حراسة في أطراف رفح، أو عملية استشهادية تمزق بعض الجنود والضباط، أو غير ذلك من العمليات التي تُبقي المرتدين في حالة تأهب دائم، حراسة ودوريات وكمائن وتمشيط وتعزيزات وتحصينات، مع ما يعنيه ذلك من إرهاق للجنود وخسائر مستمرة في خزينة الطاغوت المصري الخاوية.

وفي هذا الوقت يستمر المجاهدون -بفضل الله تعالى- في إعادة ترتيب صفوفهم، وتقوية أنفسهم استعدادا للعودة من جديد إلى مناطق سيطرة المرتدين، والدخول عليهم في مراكز قوتهم ومَنَعتهم، للتنكيل بهم وإقلاق أمنهم الزائف وتذكيرهم كلما نسوا أن المجاهدين مستمرون في قتالهم وأن حملاتهم الفاشلة وانتصاراتهم الموهومة لم تحقق لهم شيئا، وإعلامهم بعد انتهاء كل حملة لهم أن عليهم أن يبدأوا من جديد، حتى يوقنوا أنهم يدورون في حلقة استنزاف مفرغة ليس لها نهاية إلا أن يهدّهم التعب والإرهاق فيهووا على وجوههم مستسلمين.

وهكذا لم تُحقق لطاغوت مصر الحشود العسكرية والأمنية الكبيرة التي وجهها إلى سيناء آماله بإنهاء الجهاد فيها، ولم تُعنه على تحقيق وعوده لليهود والصليبيين بذلك، كما أن فشل قواته -رغم المؤازرة الكبيرة لها من طيران اليهود- جعل حلفاءه الأمريكيين في شك من قدرته على تحقيق النصر حتى ولو أمدوه بقوة إضافية لا زال يطلبها منهم، مستفيدا من حرصهم على تأمين محيط دويلة يهود المتاخمة لسيناء.

ومع الاستنزاف الكبير لقوات السيسي في سيناء، والانشغال الكبير لها في الحرب هناك، ووجود احتمالات بتصعيد تدخله في ليبيا، بالإضافة إلى التراجع المستمر في الاقتصاد، والضغوط الكبيرة التي يطبقها على الناس داخل مصر استجابة لمطالب "صندوق النقد الدولي" لتقديم مزيد من القروض التي سيعجز في المستقبل القريب عن دفع فوائدها الربوية فضلا عن أصولها، فإن البلاد مقبلة عاجلا أم آجلا على مشكلات ستتضخم باستمرار واضعة في وجه الطاغوت وحزبه المزيد من العقبات والعراقيل لشن حملات عسكرية كبيرة في سيناء خلال الفترة القادمة.

وربما يعلم قادة الجيش المصري المرتد أن وضعهم الآن أصعب بكثير مما كان عليه خلال السنوات الماضية، وأن احتمالات توفير مساعدات صليبية ويهودية كبيرة لهم تتضاءل، خاصة مع خيبة الأمل الحاصلة لدى الصليبيين اليوم من نتائج حملتهم الكبيرة ضد الدولة الإسلامية المستمرة منذ 5 سنين، وهم يرون بنيانها يشتد من جديد، وقوة جنودها تظهر في مناطق متباعدة يصعب جعلها ساحة قتال واحدة كما كان الحال في العراق والشام.