فلما فتح الله على عباده الموحدين في العراق والشام، ومكّن لهم في الأرض، شكروه سبحانه على ما أنعم به ...
فلما فتح الله على عباده الموحدين في العراق والشام، ومكّن لهم في الأرض، شكروه سبحانه على ما أنعم به عليهم، بأن أقاموا الدين، ولموا شمل جماعة المسلمين، وبايعوا الشيخ المجاهد أبا بكر البغدادي حفظه الله تعالى أميراً للمؤمنين، وكان الشيخ حافظ وإخوانه من أوائل المبايعين، فولاه الخليفة أمر خراسان وما جاورها من الأصقاع والبلدان، ليدعوا الناس هناك إلى الاعتصام بالجماعة ونبذ الفرق والأحزاب، فيستجيب له المسلمون زرافات ووحدانا، وكان منهم الشيخ عبد الحسيب وعدد من طلبة العلم والمجاهدين الذين ظل يدعوهم ويتواصل معهم حتى بعد هجرته.
- نائبا للشيخ الحافظ
لم تقتصر مهارات الشيخ عبد الحسيب على تدريس العلوم الشرعية التي انهمك فيها معلماً لجنود الخلافة فدرس على يديه المئات من المجاهدين، بل صار محطّ أنظار الإخوة بما برز فيه من مهارات إدارية وقيادية وحسن خلق وطيب معشر وزهد في الدنيا ومتاعها، وانهماك في حوائج المسلمين حتى ينشغل بها عن قضاء حوائجه، وإقدام في الحرب وثبات لدى الملمات قلّ له مثيل.
هذه الصفات وغيرها بوّأته لأن يُولّى -بالإضافة لعمله في التعليم- مسؤولية مركز الفيء والغنائم في الولاية، ويُختار عضواً في مجلس شوراها، ثم بجعله الوالي نائبا له في إدارة شؤونها في (14 محرم 1437 هـ)، فما زاده كل ذلك إلا تواضعا لإخوانه وبذلا في سبيل دينه، وهذا ما رفع قدره بينهم، ونشر محبته عند كل من التقاه، وكان في ذلك سببا -بإذن الله- لبيعة مجموعات من المجاهدين في مناطق أخرى من أفغانستان جاؤوا ليستقصوا عن أحوال جنود الخلافة ويتعرفوا على حقيقة دعوتهم ويسمعوا من أمرائهم وطلبة العلم فيهم، كما حدث مع إخوة من (كنر) ألحقوا المناطق التي يسيطرون عليها بديار الإسلام بعدما جلسوا إليه وسمعوا منه.
- ولي أمر المسلمين في خراسان
قتل الشيخ الوالي (حافظ سعيد خان) -تقبله الله- بقصف صليبي في (21 شوال 1437 هـ)، فولى أمير المؤمنين الشيخ عبد الحسيب أمر ولاية خراسان بناء على توصية مجلس شوراها، فكان نعم الراعي لنعم الرعية، وسد مكان الشيخ السابق الذي ظن إخوانه أن لا أحد يسد مكانه في الإمارة ولا في قلوبهم.
كان تقبله الله تعالى -وهو يدرك تربص الصليبيين والمرتدين به- يكاد لا ينقطع عن زيارة المجاهدين في ثغورهم ويشاركهم في غزواتهم، وإن دهمهم خطب أو ألمّ بهم أمر وجدوه في مقدمة الصفوف يثبت جمعهم ويسد نقصهم، حتى تعرض في حاله ذاك إلى كثير من المخاطر التي أنجاه الله تعالى منها.
وكان من أخطرها، حين تقدم حشد كبير من مرتدي الجيش الأفغاني والصليبيين إلى مواقع للمجاهدين في مديرية "أشين" بننجرهار، وتمكنوا من تطويق بعض النقاط الأمامية التي كان والي خراسان نفسه مرابطاً فيها، وهم لا يعلمون، واستمر الاشتباك عدة ساعات، حتى قتل كثير من الإخوة في النقطة التي يقاتل فيها الشيخ، فظل صامداً فيها تقبله الله، يقاتل بأسلحة متنوعة ثابتا في نقطة رباطه، مدافعاً عن إخوانه المصابين معه، حتى رد الله عادية المرتدين وتمكن المجاهدون من كسر هجومهم.
كما سرّع -رحمه الله- من تأسيس الدواوين في ولاية خراسان، والذي تأخر قليلا بسبب انشغال سلفه -تقبله الله- في تجميع صف المجاهدين وقتال أعداء الدين، وفي الوقت نفسه لم ينشغل عن التنكيل بأعداء الله، فأمر بتنفيذ الهجمات الكبيرة ضد المرتدين في كابل، أشهرها العملية الانغماسية على المشفى العسكري، والتي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من المرتدين.
وفتح الله على يديه مناطق واسعة من مديرية (بجير) في ننجرهار، وكان همه الأول في كل منطقة يفتحها الله لجنود الخلافة أن ينشر التوحيد ويعلم الناس أمر دينهم، فحين أسر المجاهدون 70 من مقاتلي القبائل الذين وقفوا في وجه الدولة الإسلامية في (بجير) متأثرين بدعاية السوء التي يبثها مرتدو "طالبان" أمر بالإحسان إليهم واستتبابتهم وأقام لهم دورات شرعية درّسهم فيها بنفسه التوحيد والولاء والبراء، ثم أطلق سراحهم ليدخل الإسلام من جديد إلى نفوسهم وقلوبهم بعد أن دخل أرضهم وديارهم، وكذلك امتدت الولاية إلى مناطق في (كنر) و(جوزجان) بانضمام مجاهديها إلى جماعة المسلمين، وتأسيس مراكز من دواوين الولاية فيها.
وكان -وهو أمير المجاهدين- لا يجد في نفسه حرجاً أن يخدمهم بنفسه حين يزورهم في نقاط رباطهم وأماكن إقامتهم وعملهم، وكان -وهو المتصرف في بيت مال المسلمين- ليس في بيته قوت يومه أحيانا، ولم يعلم بحاله هذا أحد إلا بعد مقتله.
- نائبا للشيخ الحافظ
لم تقتصر مهارات الشيخ عبد الحسيب على تدريس العلوم الشرعية التي انهمك فيها معلماً لجنود الخلافة فدرس على يديه المئات من المجاهدين، بل صار محطّ أنظار الإخوة بما برز فيه من مهارات إدارية وقيادية وحسن خلق وطيب معشر وزهد في الدنيا ومتاعها، وانهماك في حوائج المسلمين حتى ينشغل بها عن قضاء حوائجه، وإقدام في الحرب وثبات لدى الملمات قلّ له مثيل.
هذه الصفات وغيرها بوّأته لأن يُولّى -بالإضافة لعمله في التعليم- مسؤولية مركز الفيء والغنائم في الولاية، ويُختار عضواً في مجلس شوراها، ثم بجعله الوالي نائبا له في إدارة شؤونها في (14 محرم 1437 هـ)، فما زاده كل ذلك إلا تواضعا لإخوانه وبذلا في سبيل دينه، وهذا ما رفع قدره بينهم، ونشر محبته عند كل من التقاه، وكان في ذلك سببا -بإذن الله- لبيعة مجموعات من المجاهدين في مناطق أخرى من أفغانستان جاؤوا ليستقصوا عن أحوال جنود الخلافة ويتعرفوا على حقيقة دعوتهم ويسمعوا من أمرائهم وطلبة العلم فيهم، كما حدث مع إخوة من (كنر) ألحقوا المناطق التي يسيطرون عليها بديار الإسلام بعدما جلسوا إليه وسمعوا منه.
- ولي أمر المسلمين في خراسان
قتل الشيخ الوالي (حافظ سعيد خان) -تقبله الله- بقصف صليبي في (21 شوال 1437 هـ)، فولى أمير المؤمنين الشيخ عبد الحسيب أمر ولاية خراسان بناء على توصية مجلس شوراها، فكان نعم الراعي لنعم الرعية، وسد مكان الشيخ السابق الذي ظن إخوانه أن لا أحد يسد مكانه في الإمارة ولا في قلوبهم.
كان تقبله الله تعالى -وهو يدرك تربص الصليبيين والمرتدين به- يكاد لا ينقطع عن زيارة المجاهدين في ثغورهم ويشاركهم في غزواتهم، وإن دهمهم خطب أو ألمّ بهم أمر وجدوه في مقدمة الصفوف يثبت جمعهم ويسد نقصهم، حتى تعرض في حاله ذاك إلى كثير من المخاطر التي أنجاه الله تعالى منها.
وكان من أخطرها، حين تقدم حشد كبير من مرتدي الجيش الأفغاني والصليبيين إلى مواقع للمجاهدين في مديرية "أشين" بننجرهار، وتمكنوا من تطويق بعض النقاط الأمامية التي كان والي خراسان نفسه مرابطاً فيها، وهم لا يعلمون، واستمر الاشتباك عدة ساعات، حتى قتل كثير من الإخوة في النقطة التي يقاتل فيها الشيخ، فظل صامداً فيها تقبله الله، يقاتل بأسلحة متنوعة ثابتا في نقطة رباطه، مدافعاً عن إخوانه المصابين معه، حتى رد الله عادية المرتدين وتمكن المجاهدون من كسر هجومهم.
كما سرّع -رحمه الله- من تأسيس الدواوين في ولاية خراسان، والذي تأخر قليلا بسبب انشغال سلفه -تقبله الله- في تجميع صف المجاهدين وقتال أعداء الدين، وفي الوقت نفسه لم ينشغل عن التنكيل بأعداء الله، فأمر بتنفيذ الهجمات الكبيرة ضد المرتدين في كابل، أشهرها العملية الانغماسية على المشفى العسكري، والتي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من المرتدين.
وفتح الله على يديه مناطق واسعة من مديرية (بجير) في ننجرهار، وكان همه الأول في كل منطقة يفتحها الله لجنود الخلافة أن ينشر التوحيد ويعلم الناس أمر دينهم، فحين أسر المجاهدون 70 من مقاتلي القبائل الذين وقفوا في وجه الدولة الإسلامية في (بجير) متأثرين بدعاية السوء التي يبثها مرتدو "طالبان" أمر بالإحسان إليهم واستتبابتهم وأقام لهم دورات شرعية درّسهم فيها بنفسه التوحيد والولاء والبراء، ثم أطلق سراحهم ليدخل الإسلام من جديد إلى نفوسهم وقلوبهم بعد أن دخل أرضهم وديارهم، وكذلك امتدت الولاية إلى مناطق في (كنر) و(جوزجان) بانضمام مجاهديها إلى جماعة المسلمين، وتأسيس مراكز من دواوين الولاية فيها.
وكان -وهو أمير المجاهدين- لا يجد في نفسه حرجاً أن يخدمهم بنفسه حين يزورهم في نقاط رباطهم وأماكن إقامتهم وعملهم، وكان -وهو المتصرف في بيت مال المسلمين- ليس في بيته قوت يومه أحيانا، ولم يعلم بحاله هذا أحد إلا بعد مقتله.
