- لوازم محبته سبحانه وتعالى فإذا كانت محبة العبد لربه صادقة أوقدت في قلبه الغيرة لدين الله، ...

- لوازم محبته سبحانه وتعالى

فإذا كانت محبة العبد لربه صادقة أوقدت في قلبه الغيرة لدين الله، وحثته على القيام بأمره، والجهاد في سبيله، ومحبة أولياءه، وهذه هي المحبة في الله، ومعاداة أعداءه، وهي البغض في الله.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "فمُحب الله ورسوله يغار لله ورسوله على قدر محبته وإجلاله، وإذا خلا قلبه من الغيرة لله ولرسوله فهو من المحبة أخلى، وإن زعم أنه من المحبين، فكذب من ادعى محبة محبوب من الناس وهو يرى غيرَه ينتهك حرمة محبوبه ويسعى في أذاه ومساخطه ويستهين بحقه ويستخف بأمره وهو لا يغار لذلك بل قلبه بارد فكيف يصح لعبد أن يدعي محبة الله وهو لا يغار لمحارمه إذا انتهكت ولا لحقوقه إذا ضيعت؟ وأقل الأقسام أن يغار له من نفسه وهواه وشيطانه فيغار لمحبوبه من تفريطه في حقه وارتكابه لمعصيته، وإذا ترحلت هذه الغيرة من القلب ترحلت منه المحبة بل ترحل منه الدين وإن بقيت فيه آثاره، وهذه الغيرة هي أصل الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي الحاملة على ذلك، فإن خلت من القلب لم يجاهد ولم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر، فإنه إنما يأتي بذلك غيرة منه لربه ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى علامة محبته ومحبوبيته الجهاد ".[روضة المحبين].


- ولايةُ اللهِ أصلُها المحبة

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "فالولاية أصلها الحب، فلا موالاة إلا بحب، كما أن العداوة أصلها البغض، والله ولي الذين آمنوا وهم أولياؤه، فهم يوالونه بمحبتهم له، وهو يواليهم بمحبته لهم، فالله يوالي عبده المؤمن بحسب محبته له وبهذا التوحيد في الحب أرسل الله سبحانه جميع رسله، وأنزل جميع كتبه، وأطبقت عليه دعوة جميع الرسل من أولهم إلى آخرهم، ولأجله خلقت السماوات والأرض والجنة والنار، فجعل الجنة لأهله، والنار للمشركين به" [الجواب الكافي].

فولاية المسلم ومحبته لا تكون إلا لله ورسوله والذين آمنوا حتى يدخل في حزب الله الغالبون، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ}[المائدة:56].

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 195
الخميس 14 ذي الحجة 1440 هـ