عدْوى الحملات الفاشلة لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن انطلاق حملات عسكرية جديدة لجيوش وقوات ...
عدْوى الحملات الفاشلة
لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن انطلاق حملات عسكرية جديدة لجيوش وقوات الحكومات الكافرة والمرتدة في الولايات والمناطق التي يُمارس فيها جنود الدولة الإسلامية عبادة الجهاد في سبيل الله تعالى؛ ناسية أو متناسية هذه الجيوش والحكومات أنها قد أعلنت من قبل النصر النهائي على المجاهدين ودبّجت لأجل ذلك البيانات وأرّخت لذلك أيام الاحتفالات والعطلات!
ففي العراق مثلا أطلقت الحكومة الرافضية على مدار الأسابيع والأشهر الماضية عشرات الحملات العسكرية والأمنية مستهدفة بذلك ما تصفه بـ "مخابئ وملاجئ" المجاهدين، وزجّت بالمئات من فرق الجيش والشرط والميليشيات المرتدة وبمشاركة جوية من طيرانهم الحربي ودعم مباشر وغير مباشر من القوات الصليبية، وأصبحت أرتالهم كأسراب الجراد تهيم في كل جبل وواد، ومواقعهم لا تتوقف عن نشر صور وأخبار وتحركات هذه الحملات، ثم ماذا كانت النتيجة على أرض الواقع؟ فشل أمني وعسكري كبير لعل بعض معالمه ظهرت في الحملة الأخيرة على جبال مخمور وتلال حمرين والتي لم يجدوا لها صورا يعرضونها حول "الإنجازات" التي زعموها، فعادوا إلى التنقيب في أرشيفهم البائس لعلهم يجدون فيه ما يستر كذب قادتهم الذين أسرفوا على أنفسهم في نشر البيانات والتصريحات الكاذبة كما بالغ ضباطهم وجنودهم في التقاط الصور الاستعراضية الباهتة أمام أكوام القش في البساتين!
من زاوية أخرى، فإن هذه الحملات الرافضية المستمرة في الفشل، المتواصلة في الإخفاق، الموغلة في استنزاف خزينة حكومتهم، المتسببة بإنهاك قواتهم وميليشياتهم التائهة في عمق الصحاري والوديان؛ ما هي إلا دليل على ما سبق أن أكّد عليه المجاهدون حول زيف "النصر" الذي أعلنته الحكومة الرافضية ومِن خلفها الصليبيون، وردّ عليهم المجاهدون يومها بقولهم: "فهل لمنتصر وحاسمِ معركة يُطلق الحملات تلو الحملات؟".
عدوى الحملات الفاشلة لم تقتصر على الروافض في العراق وحسب، فقد سبقتها حملات أخرى شنّها الجيش والميليشيات النصيرية بدعم ومشاركة القوات الروسية الصليبية على بوادي الشام والتي تحوّلت إلى أنبار أخرى يتيهون فيها وتختفي فيها أرتالهم وآلياتهم بفضل الله تعالى، وأصبح جنودهم لا يأمنون على أنفسهم من السير على طرق البوادي في حمص وحماة إلا تحت غطاء الطائرات المروحية!
ومن آخر أخبار فشل حملات أعداء الدولة الإسلامية، الحملة التي شنتها قوات حكومة (بونتلاند) المرتدة على مواقع المجاهدين في ولاية الصومال، والخسارة الفادحة التي مُنيت بها هذه القوات على أيدي المجاهدين بفضل الله تعالى، وكان الأمر اللافت أيضا في هذه الحملة هو حجم الكذب الكبير الذي رافقها ومزاعم الحكومة المرتدة والتي فنّدها المجاهدون في تقاريرهم، وكان الكذب مِن أكثر أعراض هذه العدوى وضوحا، وحجمه يتناسب طرديا مع شدة الإصابة! وذلك عام في جميع هذه الحملات.
وقبلها الحملة الفاشلة التي شنّها الجيش النيجيري المرتد على مناطق المجاهدين في غابات (ألغارنو) والتي حشد لها ما لم يحشده في حملاته السابقة، ومع ذلك تمكن المجاهدون بفضل الله تعالى من صدّ حملتهم وإفشالها وإلحاق خسائر كبيرة فيها.
لقد أصابت عدوى الحملات الفاشلة جميع الجيوش المحاربة للدولة الإسلامية، وأصبحت حملاتهم العاثرة فرصة للمجاهدين ليكثّفوا استنزافهم لهذه الجيوش، بل ويقلبوها عليهم وبالا ونكالا.
ولعل العالم بأسره رأى ماذا حصل في موزمبيق عقب الحملات الأخيرة التي كان الجيش الموزمبيقي وحلفاؤه الأفارقة قد أطلقوها ضد مجاهدي الدولة الإسلامية في مناطق شمال شرق موزمبيق خلال الفترة السابقة، وكيف استطاع المجاهدون امتصاص الحملات وقلب الطاولة على رؤوس الصليبيين يوم استيقظ العالم على أخبار اجتياح المجاهدين لمدينة (بالما) الاقتصادية، وكيف صدم هذا الهجوم الحكومات الصليبية التي راحت تهذي عبر وسائل إعلامها وتندب حظها وهي ترى أن غرس الخلافة التي حاربوها في العراق والشام قد أثمر في وسط إفريقية، وأن الأموال التي أنفقوها والجيوش التي حشدوها والأحزاب التي حزّبوها والتحالفات التي أقاموها لم تحقق لهم شيئا سوى الحسرة كما أخبرنا الله تعالى: { فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال: 36]
وبات الصليبيون اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: أن يبدأو بتشكيل "تحالف دولي جديد" ويجمعوا له أضعاف ما جمعوه -من تمويل ومقدرات وجيوش- لتحالفهم السابق الذي انتهى به الحال ممزقا منقسما على نفسه سياسيا مستهلَكا عسكريا محصورا مختبئا في بعض قواعده العسكرية؛ في الوقت الذي تنشغل فيه دول هذا التحالف بمحاولة ترميم بيتها وإصلاح أزماتها الاقتصادية ومشاكلها الداخلية ونكباتها الاجتماعية التي ما زالت في بدايتها!
والخيار الثاني هو أن يدعموا الحكومات والميليشيات الموالية لهم من أجل القتال نيابة عنهم ضد الدولة الإسلامية، وهذا الخيار قد جرّبوه مرارا مِن قبل وجنوا حصاده مرّا علقما ولم يستفيقوا إلا وجنود الخلافة يفتحون الموصل والرقة وتدمر وسرت وغيرها ويعلنون إقامة الدولة الإسلامية التي غيّرت مجرى العالم وإلى الأبد.
أما جنود الخلافة فما زادتهم هذه الحملات إلا إصرارا وعزما على المضي قدما في طريق جهادهم المبارك، كيف لا وهم يرون بأعينهم معية الله تعالى وحفظه لهم، ومكره سبحانه بأعدائهم واستدراجهم من حيث لا يعلمون.
كما منحتهم هذه الحملات الفاشلة فرَصا أكثر لزيادة إغراق أعدائهم في دوامة الاستنزاف التي تتعاظم يوما بعد يوم، حتى أصبحت طلقة أو طلقتان تدُمّر (كاميرا) حرارية على أطراف ديالى أو شمال بغداد كفيلة بأن تستدرج جيشا بأكمله من قطعان الروافض وميليشياتهم نحو الفخاخ والكمائن، وأصبحت عبوة واحدة تنفجر في أرياف الخير أو الرقة أو البركة قادرة على إشغال فِرَق بأسرها من المرتدين في حملات البحث عن السراب.
لقد أنهكت عدوى الحملات الفاشلة جيوش وحكومات الكفر وأغرقتهم في بحور الاستنزاف الذي لا يملكون أمامه إلا الاستمرار في الغرق أكثر فأكثر حتى ينتهون، أو التوقف وترك الساحة للمجاهدين ليعيدوا رسم خارطة العالم على منهاج النبوة، وهو الهدف الذي لن يحيدوا عنه بإذن الله تعالى.
• المصدر:
صحيفة النبأ العدد 282
الخميس 3 رمضان 1442 هـ
لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن انطلاق حملات عسكرية جديدة لجيوش وقوات الحكومات الكافرة والمرتدة في الولايات والمناطق التي يُمارس فيها جنود الدولة الإسلامية عبادة الجهاد في سبيل الله تعالى؛ ناسية أو متناسية هذه الجيوش والحكومات أنها قد أعلنت من قبل النصر النهائي على المجاهدين ودبّجت لأجل ذلك البيانات وأرّخت لذلك أيام الاحتفالات والعطلات!
ففي العراق مثلا أطلقت الحكومة الرافضية على مدار الأسابيع والأشهر الماضية عشرات الحملات العسكرية والأمنية مستهدفة بذلك ما تصفه بـ "مخابئ وملاجئ" المجاهدين، وزجّت بالمئات من فرق الجيش والشرط والميليشيات المرتدة وبمشاركة جوية من طيرانهم الحربي ودعم مباشر وغير مباشر من القوات الصليبية، وأصبحت أرتالهم كأسراب الجراد تهيم في كل جبل وواد، ومواقعهم لا تتوقف عن نشر صور وأخبار وتحركات هذه الحملات، ثم ماذا كانت النتيجة على أرض الواقع؟ فشل أمني وعسكري كبير لعل بعض معالمه ظهرت في الحملة الأخيرة على جبال مخمور وتلال حمرين والتي لم يجدوا لها صورا يعرضونها حول "الإنجازات" التي زعموها، فعادوا إلى التنقيب في أرشيفهم البائس لعلهم يجدون فيه ما يستر كذب قادتهم الذين أسرفوا على أنفسهم في نشر البيانات والتصريحات الكاذبة كما بالغ ضباطهم وجنودهم في التقاط الصور الاستعراضية الباهتة أمام أكوام القش في البساتين!
من زاوية أخرى، فإن هذه الحملات الرافضية المستمرة في الفشل، المتواصلة في الإخفاق، الموغلة في استنزاف خزينة حكومتهم، المتسببة بإنهاك قواتهم وميليشياتهم التائهة في عمق الصحاري والوديان؛ ما هي إلا دليل على ما سبق أن أكّد عليه المجاهدون حول زيف "النصر" الذي أعلنته الحكومة الرافضية ومِن خلفها الصليبيون، وردّ عليهم المجاهدون يومها بقولهم: "فهل لمنتصر وحاسمِ معركة يُطلق الحملات تلو الحملات؟".
عدوى الحملات الفاشلة لم تقتصر على الروافض في العراق وحسب، فقد سبقتها حملات أخرى شنّها الجيش والميليشيات النصيرية بدعم ومشاركة القوات الروسية الصليبية على بوادي الشام والتي تحوّلت إلى أنبار أخرى يتيهون فيها وتختفي فيها أرتالهم وآلياتهم بفضل الله تعالى، وأصبح جنودهم لا يأمنون على أنفسهم من السير على طرق البوادي في حمص وحماة إلا تحت غطاء الطائرات المروحية!
ومن آخر أخبار فشل حملات أعداء الدولة الإسلامية، الحملة التي شنتها قوات حكومة (بونتلاند) المرتدة على مواقع المجاهدين في ولاية الصومال، والخسارة الفادحة التي مُنيت بها هذه القوات على أيدي المجاهدين بفضل الله تعالى، وكان الأمر اللافت أيضا في هذه الحملة هو حجم الكذب الكبير الذي رافقها ومزاعم الحكومة المرتدة والتي فنّدها المجاهدون في تقاريرهم، وكان الكذب مِن أكثر أعراض هذه العدوى وضوحا، وحجمه يتناسب طرديا مع شدة الإصابة! وذلك عام في جميع هذه الحملات.
وقبلها الحملة الفاشلة التي شنّها الجيش النيجيري المرتد على مناطق المجاهدين في غابات (ألغارنو) والتي حشد لها ما لم يحشده في حملاته السابقة، ومع ذلك تمكن المجاهدون بفضل الله تعالى من صدّ حملتهم وإفشالها وإلحاق خسائر كبيرة فيها.
لقد أصابت عدوى الحملات الفاشلة جميع الجيوش المحاربة للدولة الإسلامية، وأصبحت حملاتهم العاثرة فرصة للمجاهدين ليكثّفوا استنزافهم لهذه الجيوش، بل ويقلبوها عليهم وبالا ونكالا.
ولعل العالم بأسره رأى ماذا حصل في موزمبيق عقب الحملات الأخيرة التي كان الجيش الموزمبيقي وحلفاؤه الأفارقة قد أطلقوها ضد مجاهدي الدولة الإسلامية في مناطق شمال شرق موزمبيق خلال الفترة السابقة، وكيف استطاع المجاهدون امتصاص الحملات وقلب الطاولة على رؤوس الصليبيين يوم استيقظ العالم على أخبار اجتياح المجاهدين لمدينة (بالما) الاقتصادية، وكيف صدم هذا الهجوم الحكومات الصليبية التي راحت تهذي عبر وسائل إعلامها وتندب حظها وهي ترى أن غرس الخلافة التي حاربوها في العراق والشام قد أثمر في وسط إفريقية، وأن الأموال التي أنفقوها والجيوش التي حشدوها والأحزاب التي حزّبوها والتحالفات التي أقاموها لم تحقق لهم شيئا سوى الحسرة كما أخبرنا الله تعالى: { فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال: 36]
وبات الصليبيون اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: أن يبدأو بتشكيل "تحالف دولي جديد" ويجمعوا له أضعاف ما جمعوه -من تمويل ومقدرات وجيوش- لتحالفهم السابق الذي انتهى به الحال ممزقا منقسما على نفسه سياسيا مستهلَكا عسكريا محصورا مختبئا في بعض قواعده العسكرية؛ في الوقت الذي تنشغل فيه دول هذا التحالف بمحاولة ترميم بيتها وإصلاح أزماتها الاقتصادية ومشاكلها الداخلية ونكباتها الاجتماعية التي ما زالت في بدايتها!
والخيار الثاني هو أن يدعموا الحكومات والميليشيات الموالية لهم من أجل القتال نيابة عنهم ضد الدولة الإسلامية، وهذا الخيار قد جرّبوه مرارا مِن قبل وجنوا حصاده مرّا علقما ولم يستفيقوا إلا وجنود الخلافة يفتحون الموصل والرقة وتدمر وسرت وغيرها ويعلنون إقامة الدولة الإسلامية التي غيّرت مجرى العالم وإلى الأبد.
أما جنود الخلافة فما زادتهم هذه الحملات إلا إصرارا وعزما على المضي قدما في طريق جهادهم المبارك، كيف لا وهم يرون بأعينهم معية الله تعالى وحفظه لهم، ومكره سبحانه بأعدائهم واستدراجهم من حيث لا يعلمون.
كما منحتهم هذه الحملات الفاشلة فرَصا أكثر لزيادة إغراق أعدائهم في دوامة الاستنزاف التي تتعاظم يوما بعد يوم، حتى أصبحت طلقة أو طلقتان تدُمّر (كاميرا) حرارية على أطراف ديالى أو شمال بغداد كفيلة بأن تستدرج جيشا بأكمله من قطعان الروافض وميليشياتهم نحو الفخاخ والكمائن، وأصبحت عبوة واحدة تنفجر في أرياف الخير أو الرقة أو البركة قادرة على إشغال فِرَق بأسرها من المرتدين في حملات البحث عن السراب.
لقد أنهكت عدوى الحملات الفاشلة جيوش وحكومات الكفر وأغرقتهم في بحور الاستنزاف الذي لا يملكون أمامه إلا الاستمرار في الغرق أكثر فأكثر حتى ينتهون، أو التوقف وترك الساحة للمجاهدين ليعيدوا رسم خارطة العالم على منهاج النبوة، وهو الهدف الذي لن يحيدوا عنه بإذن الله تعالى.
• المصدر:
صحيفة النبأ العدد 282
الخميس 3 رمضان 1442 هـ
