قالو إنّه تسامح وواضح أنّه تنازل ومعلوم أنّ الحق لا يقدم للباطل تنازلات . جاء في سبب نزول سورة ...
قالو إنّه تسامح وواضح أنّه تنازل ومعلوم أنّ الحق لا يقدم للباطل تنازلات .
جاء في سبب نزول سورة الكافرون عن ابن عباس رضي الله عنهما :
(أن قريشا وعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ، ويزّوجوه ما أراد من النساء ، ويطئوا عقبه ، فقالوا له : هذا لك عندنا يا محمد ، وكفّ عن شتم آلهتنا ، فلا تذكرها بسوء ، فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة ، فهي لك ولنا فيها صلاح . قال : ما هي ؟ قالوا : تعبد آلهتنا سنة : اللات والعزي ، ونعبد إلهك سنة ، قال : حتى أنْظُرَ ما يأْتي مِنْ عِنْدِ رَبّي . فجاء الوحي من اللوح المحفوظ : (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) السورة، وأنزل الله : (قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ) ... إلى قوله : (فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) .
رواه رواه ابن أبي حاتم في " التفسير " (10/3471)، والطبري في " جامع البيان " (24/703)، والطبراني في " المعجم الصغير " (751) والنيسابوري الواحدي: أسباب النزول، ص467. ( )
يبدو من هذه المفاوصة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين قريش أنَّ قريشًا بدأت تشعر بالهزيمة -وإن كان الظاهر أنَّهم هم الممكَّنون في الأرض، وأصحاب الرأي والسيادة- فقد قَبِلُوا أن يتنازلوا للمسلمين عن أشياء ظلُّوا يتمسَّكون بها قرونًا عديدة، وهذه نتيجةٌ طبيعيَّةٌ لثبات المؤمنين
ولا ريب أنّ أشبه ما تكون حالة الأمة اليوم يوم أن هاجر النبّي إلى المدينة فأصبح له أعداء في داخل مدينته وهم اليهود وأعداء في الشام وهم النصارى حيث كانوا في دمشق وأعداء في مكة وهم كفار قريش مع قلّة حيلة المسلمين وضعف حالهم وهكذا ترى اليوم أعداء المسلمين يتداعون كما تتداعى الأكلة على قصعتها حتى آوائهم أتباعهم فأصبحوا في عقر دارنا في حالة تشبه حال المشركين يوم أن قالوا يا محمد تعال نعبد إلهك سنة وتعبد آلهتنا سنة فنزلت (قل يا أيها الكافرون إلخ ) .
إن ما يزعمون أنّه تسامح وعفو ما هو إلّا منازلات لأهل الخنزير وعبّاد الصليب إنْ لم يكن موافقة وإظهار رضى مما عليه فلا تكون حال المسلمين اليوم عذرا لنا لننازل أهل الباطل وعبّاد الصليب ولا أن نسامحهم فلم يكن في التاريخ ولا يكون أيضا موافقة بين الحقّ والباطل بل بينهم العداوة والبغضاء أبدا حتى يؤمنوا بالله وحده .
﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 21].
الشيخ : شرماركي محمد عيسى (أبو الأثير الصومالي ) .
هرجيسيا _الصومال .
3 جمادى الآخر 1440 الموافق 8فبراير 2018
جاء في سبب نزول سورة الكافرون عن ابن عباس رضي الله عنهما :
(أن قريشا وعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ، ويزّوجوه ما أراد من النساء ، ويطئوا عقبه ، فقالوا له : هذا لك عندنا يا محمد ، وكفّ عن شتم آلهتنا ، فلا تذكرها بسوء ، فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة ، فهي لك ولنا فيها صلاح . قال : ما هي ؟ قالوا : تعبد آلهتنا سنة : اللات والعزي ، ونعبد إلهك سنة ، قال : حتى أنْظُرَ ما يأْتي مِنْ عِنْدِ رَبّي . فجاء الوحي من اللوح المحفوظ : (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) السورة، وأنزل الله : (قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ) ... إلى قوله : (فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) .
رواه رواه ابن أبي حاتم في " التفسير " (10/3471)، والطبري في " جامع البيان " (24/703)، والطبراني في " المعجم الصغير " (751) والنيسابوري الواحدي: أسباب النزول، ص467. ( )
يبدو من هذه المفاوصة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين قريش أنَّ قريشًا بدأت تشعر بالهزيمة -وإن كان الظاهر أنَّهم هم الممكَّنون في الأرض، وأصحاب الرأي والسيادة- فقد قَبِلُوا أن يتنازلوا للمسلمين عن أشياء ظلُّوا يتمسَّكون بها قرونًا عديدة، وهذه نتيجةٌ طبيعيَّةٌ لثبات المؤمنين
ولا ريب أنّ أشبه ما تكون حالة الأمة اليوم يوم أن هاجر النبّي إلى المدينة فأصبح له أعداء في داخل مدينته وهم اليهود وأعداء في الشام وهم النصارى حيث كانوا في دمشق وأعداء في مكة وهم كفار قريش مع قلّة حيلة المسلمين وضعف حالهم وهكذا ترى اليوم أعداء المسلمين يتداعون كما تتداعى الأكلة على قصعتها حتى آوائهم أتباعهم فأصبحوا في عقر دارنا في حالة تشبه حال المشركين يوم أن قالوا يا محمد تعال نعبد إلهك سنة وتعبد آلهتنا سنة فنزلت (قل يا أيها الكافرون إلخ ) .
إن ما يزعمون أنّه تسامح وعفو ما هو إلّا منازلات لأهل الخنزير وعبّاد الصليب إنْ لم يكن موافقة وإظهار رضى مما عليه فلا تكون حال المسلمين اليوم عذرا لنا لننازل أهل الباطل وعبّاد الصليب ولا أن نسامحهم فلم يكن في التاريخ ولا يكون أيضا موافقة بين الحقّ والباطل بل بينهم العداوة والبغضاء أبدا حتى يؤمنوا بالله وحده .
﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 21].
الشيخ : شرماركي محمد عيسى (أبو الأثير الصومالي ) .
هرجيسيا _الصومال .
3 جمادى الآخر 1440 الموافق 8فبراير 2018