الإمام سيد العلوي المالكي ونكاح البدو : _________________________________________ كان مما ذكر في ...

الإمام سيد العلوي المالكي ونكاح البدو :
_________________________________________
كان مما ذكر في ترجمة الإمام السيد علوي إبن العلامة السيد عباس بن عبدالعزيز المالكي 1327-1391 أنه كان له مأون شرعي كوالده رحمه الله تعالى وقد بلغت العقود التي أجراها ثمانية عشر الفا في ثلاثين عاما وله في ذالك قصص لو جمعت لكانت سفرا ممتعا ومنها :
جاء إليه نفر من البدو وطلبوا منه إجراء عقد فتبعهم إلى أن وصل المسفلة فسألهم عن المنزل ؟ فقالو : رمية حجر , فتبعهم إلى أن وصلوا بركة ماجن , فإذا بذلل قد أعدت هناك فسالهم : أين المنزل ؟ فقالو : تفضل إركب فالمنزل رمية حجر يا شيخ .
ولم يسبق للشيخ ركوب الذلول , ولكنه راى من واجبه جبر خاطرهم , فتحصنّ وركب الذلول , وسلم الامر لله , فسارت الذلل بين مستنقعات , ووهاد , ووديان , وهو يسأل عن المنزل وهم كالعادة يقولون : رمية حجر طال عمرك !!
وبعد أن ضاق ذرعا وصل ركب العروس إلى (دقم الوبر) فلم يشعر السيد إلا وطلقات نارية تدوى في الفضاء , وجلبة ضوضاء , فحيل إليه أنّها غارة , فالتفت إلى من حوله ما الخبر ؟ من أطلق علينا الرصاص ؟ فقيل له : هؤلاء جماعتنا إستقبلونا بطلقاتهم , وأهازيجهم فرحا بالزواج , فهدأ روعه , فحمد لله على السلامة , ثم نزل المحل المعد للعقد , وبعد تناول القهوة سأل عن العروس : أهي بكر أم ثيب ؟ فقيل له ثيب ! فطلب ورقة طلاقها فقالو ضاعت , فطلب الشهود فقالو ماتوا فخار في أمره وفي عقد لا يجيزه الشرع ! فصاح بعضهم : الزوج المطلق موجود . فقال لهم أحضروه _ليقرٍّر الطلاق بنفسه _ فقالو سنرسل له رجلا (رمية حجر ) ويأتي !!!
فتذكر الشيخ رمية الحجر ومسافتها , فحوقل وحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه وفي منتصف الليل أقبل الرسول ومعه الزوج المطلق للمرأة وبعد أن أخذ الشيخ إقراره وأجرى العقد ثمّ قدم الطعام , فتقدم الشيخ إلى الطعام والكل يصيحون به : كل يا شيخ تراك ضيفنا . وما إن قام القوم إلا وأسرع بغسل يديه ليلوذ بالفرار , فأقسموا أغلظ الأيمان : أن ينام عندهم ولكن انّى له ذالك ؟ والطلقات تدوى في الفضاء والطبول تدقّ , والأهازيج البدوية تقلق راحته , وما هي إلا ساعة حتى طلع الفجر فتنفس الصعداء وصلى بهم الصبح , فمدت سفرة الفطور , وهي عبارة عن لحوح وأوان ملئت سمنا وعسلا , فتناول ما أمكنه , ثمّ قام إلى ذلول وركبها , وتبعه القوم إلى أن عاد إلى منزله , وفي ذالك يقول من قصيدة له :
فيا ليلةً ما كان أقسى عنائها تحملت فيها الكرب من رمية الحجر
لقيت بها قوما كراما أعزة أنست بهم بعد التبرم والضجر
رعى الله سكان البوادي بفضله ولا سيما الاشراف في دقم الوبر .
رحمه الله تعالى وأسكنه في فسيح جناته وجميع علماء المسلمين .
منقول من ترجمة سيد أحمد سيد أحمد يوسف له في مقدمة شرح الزمزمية له .
#شرماركي محمد عيسى ( أبو الأثير الصومالي ) .