التشيع بلباس صوفي في الصومال (5) علاج الخلاف بين الدعاة السلفيين إنّ إفتراق الدعاة والعلماء وعدم ...
التشيع بلباس صوفي في الصومال (5)
علاج الخلاف بين الدعاة السلفيين
إنّ إفتراق الدعاة والعلماء وعدم التعاون في ما بينهم يخدم لأعداء الامة من الشرق والغرب كما ان التعاون والترابط فيما بينهم يغيظ لكل من يضمر للامة الشر والخيانة ولكن سبق لنا أن شرحنا حالة الدعاة السلفيين ومظاهر الانفسام بينهم وتجاول عرض العلاج لهذا المرض وأحاول إيجاز العلاج في هذه النقاط :-
• الإخلاص في الدعوة إلى الله فليس بطبيعة الحال إذا كان للإخلاص أثر على الفرد, فلابد أن يكون كذلك على الجماعة, فإذا كان في الأمة مخلصون فإنهم ينتصرون, وأعظم ما تحققه عملياً هو أن تنتصر على أعدائها, ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم ) إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم ( بدعائهم وإخلاصهم، فإذا كان فينا أمة -أي طائفة- عابدة زاهدة تقية مخلصة وتضرعت لله عز وجل ودعت بإخلاص فإننا ننتصر على العدو مهما كثر عَددُه ومهما قويت عُدده.
فالإخلاص مهم للفرد وللمجتمع على حدٍ سواء, وقد ينجي الله تبارك وتعالى أمة أو قرية أو حضارة بوجود أناس مخلصين فيها، ولكن يجب أن يكونوا مصلحين عاملين: (( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ))[هود:117] والمصلح لو لم يكن مخلصاً لما كان مصلحاً؛ لأن الذي نيته باطلة لا يكون إلا منافقاً والعياذ بالله , فهو مفسد وليس مصلحاً, وإن زعموا أنهم مصلحون إلا أنهم مفسدون ومنافقون، كما ذكر الله تبارك وتعالى: (( أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ )) )) البقرة:12)) , وأكثر ما يثير الخلاف بين الناس والدعاة هي أمراض القلوب والتاريخ في ذالك خير شاهد إن المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه وقد نهى الإسلام عن الكبر وأمر بالتواضع، صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد» (الراوي: عياض بن حمار المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2865، خلاصة حكم المحدث: صحيح)، فكل هذا وأمثاله مما ينبغي أن يضعه المرء نصب عينيه قبل أن يقدم ويتصدر المجالس ويدلي بدلوه بما قد يفرق ولا يجمع، وليتق الله أن يكون ممن وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله كما في جامع الترمذي بسند حسن: «من طلب العلم ليجاري به العلماء أو يماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار» (الراوي: كعب بن مالك المحدث: ابن حبان - المصدر: المجروحين - الصفحة أو الرقم: 1/143، خلاصة حكم المحدث: [فيه] إسحاق بن يحيى بن طلحة كان رديء الحفظ سيئ الفهم).
• التعاون في البر والتقوى والنصيحة في ما أختلف فيه من ألأمر وعدم تشهير الهفوات والأخطاء مراعاة للمصلحة العظمى والامر الأهم وهو رباط الأخوة بين المسلمين ولدعاة المصلحين أولى بذالك يقول شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى ( فإن التعاون نوعان : تعاون على البر والتقوى ، من الجهاد وإقامة الحدود ، واستيفاء الحقوق وإعطاء المستحقين ، فهذا مما أمر الله به ورسوله ، ومن أمسك عنه خشية أن يكون من أعوان الظلمة ، فقد ترك فرضا على الأعيان ، أو على الكفاية متوهما أنه متورع ، وما أكثر ما يشتبه الجبن والفشل بالورع ، إذ كل منهما كف وإمساك .
والثاني : تعاون على الإثم والعدوان ، كالإعانة على دم معصوم ، أو أخذ مال معصوم ، أو ضرب من لا يستحق الضرب ، ونحو ذلك ، فهذا الذي حرمه الله ورسوله . ) السياسة الشرعية : ص (70 الأول).
• العمل بالعلم والتأسي بالسلف الصالح: السلفيون من أحرص الناس على متابعة السلف الصالح والتأسي بهم والدعوة إلى ذلك، فمجالسهم ودروسهم مليئة بالكلام عن عقيدة السلف وعلمهم، وعبادتهم وأخلاقهم، لكن الواقع اليوم يظهر أن هناك انفصالاً في كثير من الأحيان بين الواقع وبين ما ندعو إليه، فهل كان السلف رضوان الله عليهم يقعون في أعراض بعض؟ أو كان بعضهم يخرج بعضهم من دائرة أهل الحق ويرميه بالبدع وعظائم الأمور مهما عظم الخلاف بينهم؟ لقد وقعت مقتلة عظيمة بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمل ويوم صفين، وسالت دماء غزيرة زكية طاهرة، لكن القلوب عادت واجتمعت وتآلفت، فمن الله على أهل السنة بالاجتماع بعد الافتراق وبالاتحاد بعد الانقسام، وهذا ما كان ليتم لو لم تكن القلوب طاهرة زكية، وما لم يكن الجميع يريد الحق والخير ويعذر صاحبه. قال ابن تيمية رحمه الله: "كان السلف -مع الاقتتال- يوالي بعضهم بعضا موالاة الدين، لا يعادون كمعاداة الكفار، فيقبل بعضهم شهادة بعض، ويأخذ بعضهم العلم عن بعض، ويتوارثون ويتناكحون ويتعاملون بمعاملة المسلمين بعضهم مع بعض، مع ما كان بينهم من القتال والتلاعن وغير ذلك"، فما أحرانا اليوم أن نتمثل بهؤلاء الأماجد ونحن بفضل الله لم نصل فيما بيننا إلى حد الاقتتال. وانظر إلى ابن تيمية رحمه الله حيث يصف ولاة الأمر في مصر والشام في زمانه أنهم من الطائفة المنصورة، رغم أن دولتهم كانت تنصر الأشعرية والصوفية، يقول رحمه الله تعالى: "أما الطائفة بالشام ومصر ونحوهما، فهم في هذا الوقت المقاتلون عن دين الإسلام، وهم من أحق الناس دخولاً في الطائفة المنصورة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الأحاديث الصحيحة المستفيضة عنه: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة»" (الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 28/552، خلاصة حكم المحدث: ثابت)، وما ذاك إلا لكونهم قاموا مقاماً لا يقومه أحد في زمانهم، فهل ترى حال أي فريق من السلفيين اليوم أقل شأناً من حال أولئك!
• تحصيل العلم الشرعي المؤصل والدراسة المستفيضة للواقع: العلم جنة، يعصم صاحبه بإذن الله من الوقوع في مواطن الزلل، وقد سبق معنا أن قلة العلم واحدة من أسباب الانقسام الذي نراه اليوم. والعلم المطلوب هو العلم المنهجي المؤصل الذي تناقله علماؤنا الأفذاذ جيلاً بعد جيل. وحيث إن جزءاً من المشكلة سببه اختلاف النظر حيال الوقائع والمستجدات، فإن الأمر يحتاج من العلماء المؤصلين ومن طلبة العلم النابغين إلى مزيد تأمل وتعرف على تفاصيل الواقع المعاصر الذي يزداد تشعباً وتعقيداً يوماً بعد يوم، وهذه المهمة ينبغي أن توليها المجامع والهيئات العلمية التي سبق اقتراحها مزيداً من الاهتمام، مع الاستعانة بالخبراء المتخصصين في شتى المجالات الضرورية، لتتضح الرؤية للجميع ومن ثم يكون الحكم على صورة مطابقة للواقع أو أقرب ما تكون إليه.
• الرفق بدل الشدة: لقد كان أولى بمن يلجأ إلى الشدة أن يستحضر معاني الرفق الذي حض عليه النبي صلى الله عليه وسلم في غير موضع، «الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه» (الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2594، خلاصة حكم المحدث: صحيح )، «يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف» (الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2593، خلاصة حكم المحدث: صحيح
• البعد عن التعصب المقيت: إذا كان الجمع بين الأقوال في اختلاف التضاد متعذراً، فلا يلزم من ذلك أن ينقسم الصف المسلم وأن تتباغض القلوب، وغياب مثل هذه الروح وتفشي روح التعصب للرأي هي التي تشعل الخلافات والعداوات، ورحم الله أئمتنا حيث قالوا: رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، فبمثل هذا الفهم تجتمع القلوب وتستقيم الصفوف، وليس معنى ما سبق أن نردد العبارة المشهورة: نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، لأنها لا تصح بهذا الإطلاق، ولكن نقول: نتعاون فيما اتفقنا عليه، ونتناصح فيما اختلفنا فيه، فيعذر بعضنا بعضا فيما كان الخلاف فيه سائغاً، وينكر بعضنا على بعض فيما سوى ذلك.
وفي الختام أقول ليس للدعاة السلفيين إلا ان يجتمعوا فيما بينهم ويكونو على يد واحدة فإنّ أعداء الامة اليوم واحدة وسهامهم علينا متتالية فإن لم نستطع التوحيد فيما بيننا فالنتعاون في إصلاح الامة ورعاية مصالحها ودرء الفساد عنها فإن لم نستطع ذالك فلنكفّ القتال بيننا ولننه مراعاة لمصلجة الاخوة بين الدعاة .
شرماركى محمد عيسى ( بخاري )
هرجيسيا _ الصومال
1440هـ الموافق 2019 .
علاج الخلاف بين الدعاة السلفيين
إنّ إفتراق الدعاة والعلماء وعدم التعاون في ما بينهم يخدم لأعداء الامة من الشرق والغرب كما ان التعاون والترابط فيما بينهم يغيظ لكل من يضمر للامة الشر والخيانة ولكن سبق لنا أن شرحنا حالة الدعاة السلفيين ومظاهر الانفسام بينهم وتجاول عرض العلاج لهذا المرض وأحاول إيجاز العلاج في هذه النقاط :-
• الإخلاص في الدعوة إلى الله فليس بطبيعة الحال إذا كان للإخلاص أثر على الفرد, فلابد أن يكون كذلك على الجماعة, فإذا كان في الأمة مخلصون فإنهم ينتصرون, وأعظم ما تحققه عملياً هو أن تنتصر على أعدائها, ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم ) إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم ( بدعائهم وإخلاصهم، فإذا كان فينا أمة -أي طائفة- عابدة زاهدة تقية مخلصة وتضرعت لله عز وجل ودعت بإخلاص فإننا ننتصر على العدو مهما كثر عَددُه ومهما قويت عُدده.
فالإخلاص مهم للفرد وللمجتمع على حدٍ سواء, وقد ينجي الله تبارك وتعالى أمة أو قرية أو حضارة بوجود أناس مخلصين فيها، ولكن يجب أن يكونوا مصلحين عاملين: (( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ))[هود:117] والمصلح لو لم يكن مخلصاً لما كان مصلحاً؛ لأن الذي نيته باطلة لا يكون إلا منافقاً والعياذ بالله , فهو مفسد وليس مصلحاً, وإن زعموا أنهم مصلحون إلا أنهم مفسدون ومنافقون، كما ذكر الله تبارك وتعالى: (( أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ )) )) البقرة:12)) , وأكثر ما يثير الخلاف بين الناس والدعاة هي أمراض القلوب والتاريخ في ذالك خير شاهد إن المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه وقد نهى الإسلام عن الكبر وأمر بالتواضع، صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد» (الراوي: عياض بن حمار المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2865، خلاصة حكم المحدث: صحيح)، فكل هذا وأمثاله مما ينبغي أن يضعه المرء نصب عينيه قبل أن يقدم ويتصدر المجالس ويدلي بدلوه بما قد يفرق ولا يجمع، وليتق الله أن يكون ممن وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله كما في جامع الترمذي بسند حسن: «من طلب العلم ليجاري به العلماء أو يماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار» (الراوي: كعب بن مالك المحدث: ابن حبان - المصدر: المجروحين - الصفحة أو الرقم: 1/143، خلاصة حكم المحدث: [فيه] إسحاق بن يحيى بن طلحة كان رديء الحفظ سيئ الفهم).
• التعاون في البر والتقوى والنصيحة في ما أختلف فيه من ألأمر وعدم تشهير الهفوات والأخطاء مراعاة للمصلحة العظمى والامر الأهم وهو رباط الأخوة بين المسلمين ولدعاة المصلحين أولى بذالك يقول شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى ( فإن التعاون نوعان : تعاون على البر والتقوى ، من الجهاد وإقامة الحدود ، واستيفاء الحقوق وإعطاء المستحقين ، فهذا مما أمر الله به ورسوله ، ومن أمسك عنه خشية أن يكون من أعوان الظلمة ، فقد ترك فرضا على الأعيان ، أو على الكفاية متوهما أنه متورع ، وما أكثر ما يشتبه الجبن والفشل بالورع ، إذ كل منهما كف وإمساك .
والثاني : تعاون على الإثم والعدوان ، كالإعانة على دم معصوم ، أو أخذ مال معصوم ، أو ضرب من لا يستحق الضرب ، ونحو ذلك ، فهذا الذي حرمه الله ورسوله . ) السياسة الشرعية : ص (70 الأول).
• العمل بالعلم والتأسي بالسلف الصالح: السلفيون من أحرص الناس على متابعة السلف الصالح والتأسي بهم والدعوة إلى ذلك، فمجالسهم ودروسهم مليئة بالكلام عن عقيدة السلف وعلمهم، وعبادتهم وأخلاقهم، لكن الواقع اليوم يظهر أن هناك انفصالاً في كثير من الأحيان بين الواقع وبين ما ندعو إليه، فهل كان السلف رضوان الله عليهم يقعون في أعراض بعض؟ أو كان بعضهم يخرج بعضهم من دائرة أهل الحق ويرميه بالبدع وعظائم الأمور مهما عظم الخلاف بينهم؟ لقد وقعت مقتلة عظيمة بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمل ويوم صفين، وسالت دماء غزيرة زكية طاهرة، لكن القلوب عادت واجتمعت وتآلفت، فمن الله على أهل السنة بالاجتماع بعد الافتراق وبالاتحاد بعد الانقسام، وهذا ما كان ليتم لو لم تكن القلوب طاهرة زكية، وما لم يكن الجميع يريد الحق والخير ويعذر صاحبه. قال ابن تيمية رحمه الله: "كان السلف -مع الاقتتال- يوالي بعضهم بعضا موالاة الدين، لا يعادون كمعاداة الكفار، فيقبل بعضهم شهادة بعض، ويأخذ بعضهم العلم عن بعض، ويتوارثون ويتناكحون ويتعاملون بمعاملة المسلمين بعضهم مع بعض، مع ما كان بينهم من القتال والتلاعن وغير ذلك"، فما أحرانا اليوم أن نتمثل بهؤلاء الأماجد ونحن بفضل الله لم نصل فيما بيننا إلى حد الاقتتال. وانظر إلى ابن تيمية رحمه الله حيث يصف ولاة الأمر في مصر والشام في زمانه أنهم من الطائفة المنصورة، رغم أن دولتهم كانت تنصر الأشعرية والصوفية، يقول رحمه الله تعالى: "أما الطائفة بالشام ومصر ونحوهما، فهم في هذا الوقت المقاتلون عن دين الإسلام، وهم من أحق الناس دخولاً في الطائفة المنصورة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الأحاديث الصحيحة المستفيضة عنه: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة»" (الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 28/552، خلاصة حكم المحدث: ثابت)، وما ذاك إلا لكونهم قاموا مقاماً لا يقومه أحد في زمانهم، فهل ترى حال أي فريق من السلفيين اليوم أقل شأناً من حال أولئك!
• تحصيل العلم الشرعي المؤصل والدراسة المستفيضة للواقع: العلم جنة، يعصم صاحبه بإذن الله من الوقوع في مواطن الزلل، وقد سبق معنا أن قلة العلم واحدة من أسباب الانقسام الذي نراه اليوم. والعلم المطلوب هو العلم المنهجي المؤصل الذي تناقله علماؤنا الأفذاذ جيلاً بعد جيل. وحيث إن جزءاً من المشكلة سببه اختلاف النظر حيال الوقائع والمستجدات، فإن الأمر يحتاج من العلماء المؤصلين ومن طلبة العلم النابغين إلى مزيد تأمل وتعرف على تفاصيل الواقع المعاصر الذي يزداد تشعباً وتعقيداً يوماً بعد يوم، وهذه المهمة ينبغي أن توليها المجامع والهيئات العلمية التي سبق اقتراحها مزيداً من الاهتمام، مع الاستعانة بالخبراء المتخصصين في شتى المجالات الضرورية، لتتضح الرؤية للجميع ومن ثم يكون الحكم على صورة مطابقة للواقع أو أقرب ما تكون إليه.
• الرفق بدل الشدة: لقد كان أولى بمن يلجأ إلى الشدة أن يستحضر معاني الرفق الذي حض عليه النبي صلى الله عليه وسلم في غير موضع، «الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه» (الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2594، خلاصة حكم المحدث: صحيح )، «يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف» (الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2593، خلاصة حكم المحدث: صحيح
• البعد عن التعصب المقيت: إذا كان الجمع بين الأقوال في اختلاف التضاد متعذراً، فلا يلزم من ذلك أن ينقسم الصف المسلم وأن تتباغض القلوب، وغياب مثل هذه الروح وتفشي روح التعصب للرأي هي التي تشعل الخلافات والعداوات، ورحم الله أئمتنا حيث قالوا: رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، فبمثل هذا الفهم تجتمع القلوب وتستقيم الصفوف، وليس معنى ما سبق أن نردد العبارة المشهورة: نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، لأنها لا تصح بهذا الإطلاق، ولكن نقول: نتعاون فيما اتفقنا عليه، ونتناصح فيما اختلفنا فيه، فيعذر بعضنا بعضا فيما كان الخلاف فيه سائغاً، وينكر بعضنا على بعض فيما سوى ذلك.
وفي الختام أقول ليس للدعاة السلفيين إلا ان يجتمعوا فيما بينهم ويكونو على يد واحدة فإنّ أعداء الامة اليوم واحدة وسهامهم علينا متتالية فإن لم نستطع التوحيد فيما بيننا فالنتعاون في إصلاح الامة ورعاية مصالحها ودرء الفساد عنها فإن لم نستطع ذالك فلنكفّ القتال بيننا ولننه مراعاة لمصلجة الاخوة بين الدعاة .
شرماركى محمد عيسى ( بخاري )
هرجيسيا _ الصومال
1440هـ الموافق 2019 .