الغيبة يجب على كل عاقل من أهل الإسلام _الإنس والجن _ أن يشتاق للذة النظر لله عز وجل، وأن يراقب ...
الغيبة
يجب على كل عاقل من أهل الإسلام _الإنس والجن _ أن يشتاق للذة النظر لله عز وجل، وأن يراقب النفس في كل زمن ومكان وفي كل وقت وحين، وأن يجلدها دائما بسياط الوعظ، وأن يتذكر دائما بأن الدنيا دار ممرٍ لدار مستقرٍ، وأن يتأمل في قول الله ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله (ﷺ) قال أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته (1 )، قال الله تبارك وتعالى ﴿أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ (سورة الحجرات الآية 12 ﴾ أخرج ابن كثير عن السدي قال: إن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) لما سار الناس ذات يوم وبقى نائماً لم يسر معهم فجعل صاحباه يكلمانه، فلم يجداه، فضربا الخباء، فقالا ما يريد سلمان أو هذا العبد شيئاً غير هذا، أن يجئ إلى طعام مقدور، أو خباء مضروب، فلما جاء سلمان أرسلاه إلى رسول (ﷺ) ومعه قدح له، فقال يا رسول الله بعثني أصحابي لتؤدمهم إن كان عندك، فقال (ﷺ) "ما يصنع أصحابك بالأدم، قد ائتموا " فرجع سلمان (رضي الله عنه) يخبرهما بقول الرسول (ﷺ) فانطلقا حتى أتيا الرسول فقال: والذي بعثك بالحق ما أصبنا طعاماً منذ نزلنا قال رسول الله (ﷺ) "إنكما قد ائتدمتما سلمان بقولكما" ونزل قوله تعالى: ﴿أيحب أحدكم﴾ الآية(2).
عن أبى هريرة (رضي الله عنه)، أنَّ رسول الله (ﷺ) قال: { أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: إنَّ المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار(3)
علاج الغيبة
• مصاحبة الأصدقاءِ الصَّالحين الذين يعاونونك على فعلِ الخير، ويحذِّرونك من فعلِ الشر.
• الانشغال بذكرِ الله، وقراءة القرآن دائماً
• القناعة والرِّضا بما قسم الله لك.
• الانشغال بعيوبِك عن عيوبِ الآخرين، ومحاولة إصلاح هذه العيوب.
• التمسك بهدي النبي (ﷺ)
• تقوية الإيمان، وذلك بالعلمِ النَّافعِ، وكثرة الأعمالِ الصَّالحة (4 ).
ومن أهم أسس السلامة من المعاصي والذنوب التربية وفي ذلك قيل:
وينشَأُ ناشِئُ الفِتيان منَّا على ما كانَ عوَّدَه أبُوه
.
أيها المسلم:
الدنيا فيها السعادة والفرح والهم والحزن، فلا يمكن لنا أن نشعر بالسعادة طول الحياة، فلابد من بذل الجهد والوقت في طاعة الله، فكم من أجْسامٍ صغيرة مجهدة بسبب الصيام لها عند الله أجرٌ كبير، تذكر بأننا سوف نغادر الدنيا دون موعدٍ محدد، تذكر بأننا سوف نشاهد أعمالنا _ يوم التناد . الطامة . الصاخة . الواقعة الأزفة . القيامة . الحاقة _ تذكر دخولنا للقبر دون أنيس ولا قريب ولا حبيب، تذكر المرور على الصراط، واعلم بأن للجنة ثمانية أبواب، نسأل الله لنا النجاة من المعاصي والذنوب في الدنيا والفوز بنعيم الجنة، وأن نتلذذ بالنظر لوجه الله تبارك وتعالى.
وفي النهاية أقول بأن خطر اللسان كبير جداً، ولا يمكن السلامة من هذا المرض إلا بتوفيق الله ثم الأخذ بالأسباب، نسأل الله لنا ولكم السعادة في الدارين وأن تكون قلوبنا أرضاً خصبة لزراعة الخير ....
المصادر والمراجع..
1. شرح النووي على مسلم، باب تحريم الغيبة، تحت رقم 2589
2. أبي محمد إسماعيل ابن عبد الرحمن السدي الكبير، 1993، تفسير السدي الكبير، جمع وتوثيق ودراسة محمد عطا يوسف، ط1 1، دار الوفاء، المنصورة، ص 442-443
3. صحيح مسلم، تحت رقم 2581
4. حميدة جابر طاهر المندى، https://www.alukah.net/sharia/0/35694/#ixzz666vjfOQs
يجب على كل عاقل من أهل الإسلام _الإنس والجن _ أن يشتاق للذة النظر لله عز وجل، وأن يراقب النفس في كل زمن ومكان وفي كل وقت وحين، وأن يجلدها دائما بسياط الوعظ، وأن يتذكر دائما بأن الدنيا دار ممرٍ لدار مستقرٍ، وأن يتأمل في قول الله ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله (ﷺ) قال أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته (1 )، قال الله تبارك وتعالى ﴿أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ (سورة الحجرات الآية 12 ﴾ أخرج ابن كثير عن السدي قال: إن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) لما سار الناس ذات يوم وبقى نائماً لم يسر معهم فجعل صاحباه يكلمانه، فلم يجداه، فضربا الخباء، فقالا ما يريد سلمان أو هذا العبد شيئاً غير هذا، أن يجئ إلى طعام مقدور، أو خباء مضروب، فلما جاء سلمان أرسلاه إلى رسول (ﷺ) ومعه قدح له، فقال يا رسول الله بعثني أصحابي لتؤدمهم إن كان عندك، فقال (ﷺ) "ما يصنع أصحابك بالأدم، قد ائتموا " فرجع سلمان (رضي الله عنه) يخبرهما بقول الرسول (ﷺ) فانطلقا حتى أتيا الرسول فقال: والذي بعثك بالحق ما أصبنا طعاماً منذ نزلنا قال رسول الله (ﷺ) "إنكما قد ائتدمتما سلمان بقولكما" ونزل قوله تعالى: ﴿أيحب أحدكم﴾ الآية(2).
عن أبى هريرة (رضي الله عنه)، أنَّ رسول الله (ﷺ) قال: { أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: إنَّ المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار(3)
علاج الغيبة
• مصاحبة الأصدقاءِ الصَّالحين الذين يعاونونك على فعلِ الخير، ويحذِّرونك من فعلِ الشر.
• الانشغال بذكرِ الله، وقراءة القرآن دائماً
• القناعة والرِّضا بما قسم الله لك.
• الانشغال بعيوبِك عن عيوبِ الآخرين، ومحاولة إصلاح هذه العيوب.
• التمسك بهدي النبي (ﷺ)
• تقوية الإيمان، وذلك بالعلمِ النَّافعِ، وكثرة الأعمالِ الصَّالحة (4 ).
ومن أهم أسس السلامة من المعاصي والذنوب التربية وفي ذلك قيل:
وينشَأُ ناشِئُ الفِتيان منَّا على ما كانَ عوَّدَه أبُوه
.
أيها المسلم:
الدنيا فيها السعادة والفرح والهم والحزن، فلا يمكن لنا أن نشعر بالسعادة طول الحياة، فلابد من بذل الجهد والوقت في طاعة الله، فكم من أجْسامٍ صغيرة مجهدة بسبب الصيام لها عند الله أجرٌ كبير، تذكر بأننا سوف نغادر الدنيا دون موعدٍ محدد، تذكر بأننا سوف نشاهد أعمالنا _ يوم التناد . الطامة . الصاخة . الواقعة الأزفة . القيامة . الحاقة _ تذكر دخولنا للقبر دون أنيس ولا قريب ولا حبيب، تذكر المرور على الصراط، واعلم بأن للجنة ثمانية أبواب، نسأل الله لنا النجاة من المعاصي والذنوب في الدنيا والفوز بنعيم الجنة، وأن نتلذذ بالنظر لوجه الله تبارك وتعالى.
وفي النهاية أقول بأن خطر اللسان كبير جداً، ولا يمكن السلامة من هذا المرض إلا بتوفيق الله ثم الأخذ بالأسباب، نسأل الله لنا ولكم السعادة في الدارين وأن تكون قلوبنا أرضاً خصبة لزراعة الخير ....
المصادر والمراجع..
1. شرح النووي على مسلم، باب تحريم الغيبة، تحت رقم 2589
2. أبي محمد إسماعيل ابن عبد الرحمن السدي الكبير، 1993، تفسير السدي الكبير، جمع وتوثيق ودراسة محمد عطا يوسف، ط1 1، دار الوفاء، المنصورة، ص 442-443
3. صحيح مسلم، تحت رقم 2581
4. حميدة جابر طاهر المندى، https://www.alukah.net/sharia/0/35694/#ixzz666vjfOQs