في رثاء خطّـاب

أبو مصعب الصاوي

فاضت دموعي واستكان لسانـــــــي  
وتطلعت نحو الأسى أشجـــــاني
وتكســــــــرت في خافقي ألفا يـــــــد  
مملوءة بالسعـــــد والتحـــــــناني
صارت جميع جوارحي محزونة  
تبكي همام الدين يا إخوانــــــــــــي
تبكي أمان كنت أنسج عقــــــدهـــا  
في كل يوم أنتشي بأمــــــــانـي
أني سأرحل نحو أرض قــد حوت  
هذا الشجـــاع القائد الميــــــداني
أو هكذا أرض الجهــــــاد تلفعــــــت  
بالبؤس والعبرات والأحــــزان
أو هكذا تفني المنـــون مجــــاهـــــدا  
عاش الحياة لنصرة الإيمـــــــان
عاش السنين وهمُّـــه في قلبــــــــــه  
يبغي الجنــان ورفعة القــــــرآن
وتناثرت من جوفـــــه أمعـــــــــاؤه  
في ذات يوم في ربى الأفغــــان
لكنه فاق الخيـــــــال بصـبـــــــــــره  
متحاملا متماسك الوجــــــــدان
يا أيها الجرح الصغير ألا تـــــــرى  

أني أعدك تافــها في شانــــــــــي

اني أحب الجرح يقتلع الحشــــــــــى  
كيما أحوز بجنة الـــديـــــــــــان
وتمر أيام الحياة سريعــــــــــــــــــــة  
والأسد تمضي في ربى الشيشان
والحمل يلقى فوق كاهله الـــــــــذي  
حمل الثقائل في رضا الرحمـــن
والكل يرنو نحو قائدنا عســــــــــى  
أن ترفع الأعلام في الشيشــــان
وبعزمه وثباته ويقـــــيــــــــــــــــنه  
صارت حكايته بكل لســــان
هذا هو الخطّاب يادنيا اشهــــــــــدي  
بطل تقبله المنى بحنـــــــــان
يتنافس القواد في تخطيطـــــــــــــهم  
لكن خطابا هو المتفانــــــــي
دهش الجميع لعقله وذكائـــــــــــــــه  
في ساحة القوقاز والأفغان
أولست تذكر يارفيق دروبــــــــــــه  
وخليه وجليسه الوسنـــــان
لما تطايرت الأصابع في أســـــــــى  
من كفه اليمنى بدا متواني
متشاغلا عن كفه بصـــــــــــــموده  
أنا لا أحب دواءكم فدعاني
أنا لا أمني النفس في عيش هنـــــا  
بل جنة الفردوس يا خلاني
يا أيا البطل العظيم تركتنـــــــــــــا  
متناسيا دنياك والولــــدان
ورحلت عن دنيا السفاسف والأذى  
في دار رب العرش عز ثاني
عشقتك حور في الجنان دهورهـــم  

يرقبن بسم الخد والعينان

فليخسأ القوم الذين أغظـــــــــــتـــهم  
قتلوك غدرا يالها أحزاني
فدوام درب الخالدين متاعبــــــــــا  
ونهاية العقبى لدى الرحمن
لكننا شنبيدهم يافارســـــــــــــــــــا  
خط البطولة في رؤى الأزمان
سترفرف الأعلام فوق مناطـــق  
حررتها يافارس الفرسان
رايات دين الله يندحر العـــــــتـدا  
في كل شبر من ثرى الشيشان
فاهنأ بنيل شهادة في روضــــــة  
والحور ترقب فارس الميدان