موت السياسة

منذ قرن وكل دولة ترى الدين عقبة في طريقها، تبدأ بابتعاث محموم ليُغير مفهوم الدين فيجيء بتغير في مفهوم السياسة، فيضعف الدين ويعود وتموت السياسة.

ثمن الهدية

لكل هدية ثمن؛ فلا تقبل منها ما يُضَيِّعُ دينك، قالت بلقيس: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} [النمل:35] فقال سليمان: {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ} [النمل:37].

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (83)- ملامح يقظتنا

وكان نذير الاستشراق يومئذ يحذر المسيحية الشمالية من هذه اليقظة المخوفة العواقب، يقظة اللغة على يد الشيخين الكبيرين البغدادي والزبيدي وتلاميذهما، ويقظة علوم الحضارة على يد الشيخ الجبرتي الكبير وتلاميذه. يقظة في ديار تضم أقدم بيتين من بيوت العلم على ظهر الأرض، عاشا جميعًا متواصلين 12 قرنًا موئلًا للعلم والعلماء، هما الجامع العتيق بالفسطاط (جامع عمرو بن العاص) والجامع الأزهر بالقاهرة، وهما اسمان يترددان في أرجاء دار الإسلام من المشرق إلى المغرب، ومن الشمال إلى الجنوب. فاليقظة التي تأتي من قبلهما سوف تؤدي إلى يقظة دار الإسلام كلها، بما فيها اليقظة المتفجرة المتحركة الجديدة في جزيرة العرب. فإذا تم اندماج اليقظتين فلا يعلم إلا الله كيف يكون النصير؟ 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (10)- الأصل الأخلاقي (1)

والحديث عن الأصل الأخلاقي في كل ثقافة يطول ويتشعب، ولكن من المهم أن تعلم أنه ليس قواعد عقلية ينفرد العقل بتقريرها ابتداءً من عند نفسه، لأن القواعد العقلية مهما بلغت من القوة والسيطرة لا تستطيع أن تقوم بهذا العبء، لسبب لا يمكن إغفاله في مثل هذه القضية، وهذا السبب هو أن الأمر كله متعلق بالإنسان نفسه. وكل إنسان صندوق مغلق، فيه من الطبائع والغرائز والأهواء المتنازعة بين الخير والشر، وفيه أيضًا من القوة والضعف، مقادير مختلفة لا تكاد تضبط أحوالها وآثارها، ولا يكاد يضبط تقلبها تقلبًا يفضي إلى حيرة في شأن صاحبها. فالظابط في هذا الموج المتلاطم المتصادم في الصندوق المغلق لا بد أن يكون كامنًا في سريرة الإنسان نفسه. فالقواعد العقلية المجردة لا تكاد تقوم بهذا العبء كله، بل العقائد وحدها هي صاحبة هذا السلطان على الإنسان. ولذلك قلت إن هذا الظابط الرقيب يأتي من قبل الثاقفة ورأس الثقافة الدين. 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (29)- منزلة الدين الراسخ!

وكذلك رسخت في العظام الحية، لا في النفوس وحدها ولا في العقول، بغضاء سارية مشتعلة للفظ الترك (أي المسلمين)، لا تزداد على الأيام إلا توهجًا وانتشارًا، ونزلت من النفوس منزلة الدين الراسخ في أعماق الفطرة. وهذه البغضاء المشتعلة  النافذة في غور العظام هي التي دفعت أوربة دفعًا إلى طلب المخرج من المأزق الضنك، وهي التي أيقظت الهمم، يقظة لا تعرف الإغماض. وباليقظة المتوهجة دار الصراع في جنبات أوربة بين جميع القوى التي كانت تحكم الجماهير الهمج الهامج. ومن قلب هذا الصراع خرجت طبقة إصلاح خلل المسيحية الشمالية مرة أخرى، وخرج أيضًا صراع اللغات واللهجات المتبانية، طلبًا لاستقرار لغة موحدة لكل إقليم، وإخراج سيطرة اللاتينية العتيقة من طريق الرهبان والعلماء والكتاب، لكي يمكن نشر التعليم على أوسع نطاق بين جماهير الهمج الهامج من رعايا الكنيسة، وتاريخ طويل حافل متنوع وجهاد مرير قاس، في سبيل اليقظة العامة، والتنبه والتجمع لإعداد أمة مسيحية قادرة على دفع رعب الترك عن أرض أوربة المقدسة. 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (22)- علم الدنيا وعلم الآخرة

وانتبه بعض الرهبان والملوك وعقلاء الرجال، وبحثوا عن مخرج قبل أن يتفاقم الأمر. فكان بينا لعقلائهم أن سر قوة الحضارة الإسلامية هو العلم، علم الدنيا وعلم الآخرة. فعلم الآخرة، وهو الدين؛ مقنع لجماهير البشر، فهم يدخلونه طوعًا واختيارًا، وعلم الدنيا؛ كما رأوا هو الذي مكن لهذه الحضارة الإسلامية أن تمتلك هذه القوة الهائلة المتماسكة التي شعروا أنها مستعصية على الاختراق، وهذه الأبهة الهائلة التي تعيش فيها دار الإسلام. 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (9)- ورأس كل ثقافة هو الدين!

ورأس كل ثقافة هو الدين بمعناه العام، والذي هو فطرة الإنسان، أي دين كان، أو ما كان في معنى الدين، وبقدر شمول هذا الدين لجميع ما يكبح جموع النفس الإنسانية ويحجزها عن أن تزيغ عن الفطرة السوية العادلة، وبقدر تغلغله إلى أغوار النفس تغلغلًا يجعل صاحبها قادرًا على ضبط الأهواء الجائرة، مريدًا لهذا الضبط بقدرهذا الشمول وهذا التغلغل في بنيان الإنسان، تكون قوة العواصم التي تعصم صاحبها من كل عيب قادح في مسيرة ما قبل المنهج، ثم في مسيرة المنهج الذي يتشعب عنه من شطره الثاني وهو شطر التبيطق.

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (2)- المنهج الأدبي

ولكي لا تقع في الوهم والضلال، وكي لا يغرر بك أحد من المتشدقين من أهل زماننا هذا بالثرثرة، فاعلم أن حديثي هنا هو عن الذي يسمى "المنهج الأدبي" على وجه التحديد؛ أي: عن المنهج الذي يتناول الشعر والأدب بجميع أنواعه، والتاريخ، وعلم الدين بفروعه المخلتفة، والفلسلفة بمذاهبها المتضاربة، وكل ما هو صادر عن الإنسان إبانة عن نفسه وعن جماعته؛ أي يتناول ثقافتها المتكاملة المتحدرة إليه في تيار القرون المتطاولة والأجيال المتعاقبة. ووعاء ذلك كله ومستقره هو اللغة العربية واللسان لا غير.

الكتاب والميزان والحديد!

ولن يقوم الدين إلا بالكتاب والميزان والحديد، كتاب يهدي به، وحديد ينصره.. فالكتاب به يقوم العلم والدين، والميزان به تقوم الحقوق في العقود والمالية والقبوض، والحديد به تقوم الحدود على الكافرين والمنافقين (مجموع الفتاوى [35/36]). 

انشغال العالِم وترسيخ العلمانية!

انشغال العالِم بإصلاح الدين وسكوته عن إصلاح الدنيا، يرسخ علمانية تفصل الدين عن الدنيا، والله أمر بإصلاح الأمرين {وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْمِيزَانَ} [الحديد من الآية:25].

العدل والظلم

لا يُعلم العدل والظلم إلا بالعلم، فصار الدين كله: العلم والعدل وضد ذلك الظلم والجهل، قال الله تعالى {وَحَمَلَهَا ٱلْإِنسَـٰنُ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومًۭا جَهُولًۭا} [الأحزاب من الآية:72] (المستدرك [5/125]).

العافية

ما أُعطي المسلم بعد الهداية أعظم من العافية في الدّين والدنيا.. أكْثِرْ من سؤال الله العافية.

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً