أختاه الداعية.. أنتِ على ثغر

منذ 2012-04-12

أن تكوني مسلمة متميّزة يُشار إليكِ بالبنان في كل موقع وكل مناسبة.. فهذا أمر من المسلّمات التي يستوجبها العمل الدعوي الذي هو رسالة الأنبياء والمرسلين.. {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَىٰ بَصِيرَ‌ةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108].


أن تكوني مسلمة متميّزة يُشار إليكِ بالبنان في كل موقع وكل مناسبة..
فهذا أمر من المسلّمات التي يستوجبها العمل الدعوي الذي هو رسالة الأنبياء والمرسلين.. {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَىٰ بَصِيرَ‌ةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108].
وأن تكوني ذا همّة عالية وساعيةٍ دائما للقمة والسمّو في العمل الدعوي فهذا أيضا مما يجب أن يكون ذا مكانٍ في الحُسبان والاعتبار.
إلا أنه - أختاه الداعية - لا بد من الحيطة والحذر أثناء هذه المساعي وعملك الدعوي ولتحقيق الغاية الطاهرة وهي إرضاء الله ونيل حبه ورضاه, فالضوابط مطلوبة واليقظة مستوجبة..
فالمؤمن كيّسُ فَطِن.

أختاه.. يا حفيدة خديجة وعائشة..

إليكِ محاذير هامة..

وفي البداية أدعوا لكِ قائلا:
طبتِ وطابَ ممشاكِ وتبوأتِ من الجنة منزلا..
أسأل الله أن يوفق جميع الداعيات العاملات للدين وتبليغ رسالة سيد المرسلين إلى عدم الغفلة عن الأمر الهام العظيم الذي به تتحقق نهضة أنفسهن ونهضة بيوتهن ونهضة أعمالهن ومهامهن.. ثم يتبعها بإذن الله نهضة نساء مجتمعاتهن.. ومن ثم نهضة أمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.. ثم عودة مكانتنا وريادتنا ووقوفنا على قمة هرم الأمم كلها.

أُختاه.. هكذا كنا، فمتى نعود؟
فقد كنا هكذا من قبل والآن يجب أن نعود.. وأن يكون لكل واحدة منكن دوراً وهمةً كبيرة في إسعاد البشرية قاطبة بكل طوائفها ومذاهبها.. {وَمَا أَرْ‌سَلْنَاكَ إِلَّا رَ‌حْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: ١٠٧].

لكن أين الطريق؟؟ وكيف الوسيلة؟؟
إن الطريق والوسيلة يا أختاه تتمثل في القيام بنفس الوظيفة التي كان الأنبياء والمرسلون جميعا يقومون وقاموا فعلاَ بها وهي دعوة أقوامهم إلى الخير.. إلى الله.. إلى التوحيد الحق.. إلى الفضيلة.. إلى مكارم الأخلاق تلك التي تربّع على قمة هرمها سيد الأخلاق النبي العملاق محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان على رأسها وقمتها.
{وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: ٤].
{وَمَا أَرْ‌سَلْنَاكَ إِلَّا رَ‌حْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: ١٠٧].

فيا أختاه.. احذري
يحفظكِ الله ويرعاكِ.. إعلمي أنه وعند قيامكِ بهذه المهمة - مهمة الدعوة إلى الله - وتلمّسكِ الهمة وإخلاص نيتك في إسعاد نساء هذه الأمة..
فإنها يا أختاه المحاذير في طريقكِ هامة فكوني لها ذات يقظة تامة..
فاحذري أن يسيطر عليكِ إبليس في الدخول إلى فكركِ ورشدكِ وعقلكِ فيأخذ يوسوس لكِ بوسواس خطير وهو وسواس الشعور بالإنهزامية والدونيّة, حيث يوحي إليكِ بدهائه الإبليسي أن لا شأن لكِ في أن تصلحين مجتمع النساء أو تفكرين مجرد تفكير في ذلك.. فيأخذ يزيد في وسوسته ويقول: كيف ستصلحين النساء والبنات وهُنَّ قد إنجرفن وتُهنَ وأصبحن يتلقين النصيحة والوصية من هنا ثم لايلبثن دقائق وسرعان ما تذهب أدراج الرياح؟!.. ثم يزداد اللعين إبليس وجنوده ويقول: "عليكِ أيتها الداعية بنفسكِ فلا داعي لإرشاد النساء والبنات ولا داعي لإيقاظ الغافلات ولا داعي لبث الخير"..
عيشي حياتك.. امرحي فيها وبها وعليها وامزحي وتناسي واطربي بكل شهوات النفس وزينات الدنيا.. لا داعي لدعوة البنات والنساء إلى ارتداء اللباس الشرعي الساتر, كفى بأن تتحشم الواحدة في ملبسها وفقط، لا بأس بالتنورة والبلوزة والبنطلون طالما أن طرحة الرأس تغطي رأسها، لا داعي أن تتشدي مع النساء والبنات الأهم أن تدعين إلى صفاء القلب و.. وهكذا يأخذ اللعين إبليس وجنوده من نساء الشر أن يزينوا لك الشر على أنه خير.
وإن رددتِ على إبليس وجنده من النساء بقولك أن اللباس الشرعي هو الذى أمر به الله ورسوله ومصطفاه وأن القرآن الكريم أوضح ذلك وضوحا كالشمس التي لا تغيب.. وأن خروج المرأة بلباس خارج عن لباس الشرع سيكون حتما فتنة للرجال ووبالا عليها وعلى الناس في الدنيا والآخرة.
إن رددت عليه وعلى جنوده بذلك.. أتوا إليكِ من جوانب أخرى.. فيقولون لك أن: "الدين يسر وليس عسر وأن الأهم أن يكون قلب المسلمة عامر بالإيمان والصفاء مع الله"، انظري إلى تلبيس الأبالسة من الجن والإنس.
فتردّين عليهم كيف تكون المسلمة عامرة القلب بالإيمان ومظهرها لا يقيس ذلك الإيمان ولا يعّبر عنه.
فالأدعى أن يكون الباطن وهو الإيمان مدعوما بالظاهر وهو ارتداء اللباس الشرعي فالظاهر والباطن لا بد أن يكونا معا أسوياء أصفياء يعبران عن طاعة الله ورسوله والرغبة في الصلاح.
إلا أن أبليس بجنده سيقف لكِ بالمرصاد..
كلما حاولتي أن تصعدي في سُلّم الدعوة ونشر الفضيلة ولو بدرجة واحدة من درجات الصعود إلى القمة في الدعوة والعمل لله فسيأتي لكِ إبليس وجنده في هيئة نساء مثلك يصورن لكِ ويتشدقن بمبرراتهن الإبليسية قائلات تارة: أن الأمر يحتاج إلى وقت، وأن البنطلون طالما أنه ساتر للسيقان فهذا هو الأهم واسعاً كان أو ضيقاً، وأن التنورة طالما أنها فضفاضة وطويلة فلا بأس، وأن الجوارب في الأقدام لا داعى منها طالما أن التنورة طويلة, وستجدين منهن تحاليل ورؤى ما شاء الله فقهية عجيبة لم يستطع أن يصل إليها كبار العلماء في معمورة الله الواسعة.

إنها حرب من إبليس وجنده:
يريدون من ورائها إنعاش وتزيين كل ما من شأنه خذلان المسلمة الداعية ومحاربتها وإعاقة فكرها وتقويض مسيرتها وإبعادها عن طريق الله ودعوة وهداية البنات والنساء.
إن إبليس لا يكره في العالم كله مثلما يكره سيد البشرية محمدا صلى الله عليه وآله وسلم.. وهو تصريح صرّح به اللعين بنفسه لرسولنا رسول الإنسانية.. وبالتالي فكل من تريد من الداعيات أن تعمل وتخلص وتتأسى بقدوتها محمد صلى الله عليه وتنال شرف الدعوة إلى الله فإن إبليس وجنده سيتفانون في إبعاد المسلمة الداعية - ومن هم على شاكلته - عن طريق الهدى والنور طريق الحق والقوة والفضيلة.

إنها معركة أيتها الأخت الداعية:
معركة بين إبليس وأمة محمد قاطبة وليس معكِ وحدكِ.. معركة بين الحق والباطل..
معركة وتدافع مستمر لا ينتهى ولا يزول ولن يتوقف حتى تقوم الساعة ويأتي الفصل.
إنها معركة تحتاج منكن إلى صبر ومجاهدة ونفس طويل.. معركة تحتاج منكن لذكر لله كثير وصلاة قائمة تقوم بحقها سيادة الفرد المسلم ونظافته من الداخل والخارج على السواء..
معركة تحتاج للتأسي بالأنبياء والسَيْر على نهجهم وطريقتهم المثلى.. وليكون على رأس من تتأسين به منهم سيد الأولين والأخرين خليل الله وحبيبه شفيع الأمة وراحم المساكين ومحبهم.. المرسل للناس كافة هاديا ورحيما ورؤوفا وفخرا وعزا.. محمد صلى عليه الله وآله وصحبه وبارك.

وأخيرا يا أختاه وليس بآخر..
نسأل الله أن يصلح قلوبنا وقلوبكن، ويقوّم ألسنتنا وألسنتكن، ويشرح صدورنا وصدوركن، وييسر أمورنا وأموركن، ويرحم ضعفنا وضعفكن، ويرفع همتنا وهمتكن.. ويجمعنا بكل من يقرأ تلكم الخاطرة الخارجة من قلب أحب الخير للداعيات إلى الله كما أحبه لنفسه.. همّه أن يرى أمة محمدا صلى الله عليه وسلم ذات سعادة وفي قمة دائمة وريادة وفي أمن وأمان ورخاء وزيادة ليكون الملتقى في جنات المأوى عند محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه رضوان الله عليهم.

خاتمة:
اللهم إني أسالك للداعيات وكل البنات والنساء المسلمات من النعمة تمامها، ومن العصمة دوامها، ومن الرحمة شمولها، ومن العافية حصولها، ومن العيش أرغده، ومن العمر أسعده، ومن الإحسان أتمه، ومن الإنعام أعمه، ومن الفضل أعذبه، ومن اللطف أنفعه.
اللهم كن للداعيات والفتيات والنساء جميعا المسلمات ولا تكن عليهن, اللهم اختم بالسعادة آجالهن، وحقق بالزيادة آمالهن، واقرن بالعافية غدوهن وآصالهن، واجعل إلى رحمتك مصيرهن ومآلهن، واصبب سجال عفوك على ذنوبهن، ومُنَّ عليهن بإصلاح عيوبهن, واجعل الداعيات المسلمات قدوة صالحة في كل ما يدعون له وإليه.
اللهم ثبّت الداعيات وجميع الفتيات والنساء المسلمات على نهج الاستقامة وأعذهن في الدنيا من موجبات الندامة يوم القيامة.
اللهم خفف عنهن ثقل الأوزار، وارزقهن عيشة الأبرار، واكفهن واصرف عنهن شر الأشرار، واعتق رقابهن جميعا ورقاب آبائنا وأمهاتنا وأخواننا وأخواتنا وأقربائنا والمسلمين جميعا من النار يا عزيز يا غفار يا كريم..
يا ستير يا حليم يا جبار يا الله يا الله يا الله.
اللهم ارزق الداعيات وكل البنات ونساء المسلمين الحق حقا وارزقهن اتباعه، واظهر لهن الباطل وارزقهن إجتنابه.. ولا تجعل عليهن متشابها فيتبعون الهوى.. برحمتك يا أرحم الراحمين.


نبيل جلهوم
عضو رابطة أدباء الشام – لندن.
 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام