دارها تعيش بها

لسلام عليكم و رحمة الله و بركاته،

شيخنا الكريم أرجو أن تتفضل وتجيب على استشارتي هذه، وأن تصارحني ولو كان الجواب قاسيًا.

 

أنا شابٌّ جزائري مقيم في الجزائر، عندما كان عمري 22 سنة، قررت الزواج، وأنا شاب متدين ووسيم ومثقف ومتعلم، حاصل على ليسانس في علوم التسيير، و- حاليًّا - أحضر للماجستير في إدارة الأعمال الإستراتيجية، بدأت بالبحث عن زوجتي المستقبلية، وأنا ليس لي خبرة في ذلك، إلا الأمور النظرية، وسماع بعض الدروس الشرعية، في ذلك و- باختصار - ككل شاب كان لدي صورة ذهنية عن زوجتي المستقبلية هذه. مثلًا في الدين: أريدها متدينة طالبة للعلم، تحمل هم الأمة، أتحاور معها في مختلف القضايا الشرعية والسياسية وغيرها.

 

في الجمال - مع الأخذ في الحسبان قلة الخبرة في ذلك - لا يهم كثيرًا، المهم أن تكون مقبولة الشكل والقوام، ليس مهم الطبخ، بدأت في البحث والبحث، وأوصيت بعض من أعرف أن يدلني على فتاة متدينة تليق بي، وبالفعل أرشدني أحد معارفي إلى فتاة متدينة، لم أرها لكني أرسلت عائلتي لخطبتها، ثم أخذت رأيهم، فقالوا: إنها بالنسبة للجمال مقبولة؛ البنت تزين نفسها أمام من جاؤوا ليخطبوها، قالوا: إنها كانت صائمة ذلك اليوم - الخميس - فأثر ذلك فيَّ كثيرًا، قالوا: إنها متدينة منذ أن كان عمرها 13 سنةً طوعًا منها، وليس من عائلتها، حيث إن عائلتها أناس عاديُّون، لم يأمروها بشيء، فأثر ذلك فيَّ كثيرًا - خصوصًا - وأن مجتمعاتنا أصبحت فاسدة - في الغالب - ولا يوجد مثلُ هذه العينة إلا قليلًا، ذهبت بعد يومين لأراها النظر الشرعي، دخَلَتْ عليَّ أنا وأخيها بحجاب شرعي، لا يظهر منها إلا الوجه والكفان، نظرت إليها، وتكلمت معها قليلًا، وجدتها مقبولة الشكل، ابتسامتها أعجبتني، لكني كنت أقول في نفسي: إنها مادام شكلها مقبولًا بالحجاب؛ فأكيد - إن شاء الله - شكلها بغير الحجاب أشد جمالًا، شعرها وتسريحته وما إلى ذلك؛ فقررت أن أتزوجها، ثم بعد ذلك عندما عقدت العقد القانوني عليها، لم أرها جيدًا، بدت لي متغيرة قليلًا، ثم لما رآها أهلي بعد العقد، جاؤوا إليَّ وهم يقولون: هل رأيتَها جيدًا؟ لا تلُمْنا نحن إذا لم تعجبْك، ومنهم من يقول: إن فلانًا أيْ: أنا أجمل من فلانة كثيرًا، المهم أني لم آبَه بهم، ذهبتُ عندها بعد العقد؛ لأجلس معها كما هو العرف عندنا، ففوجئت بها بغير الخمار أو الحجاب أنها أقلُّ جمالًا، أنها بدينة بعض الشيء، و أنا لا أحب الفتاة البدينة، شعرها لم يكن ناعمًا، فظللت في صراع نفسي، والمهم أني واصلت زواجي، وأقنعت نفسي وعائلتي، قائلًَا: إن من الشباب من تزوج فتاة غير جميلة؛ لأنه يحبها، ومنهم من تزوج بفتاة غير جميلة؛ لأنها غنية، ومنهم من يتزوج بفتاة غير جميلة؛ لأنها تحمل إقامة في دولة أوربية مثلًا، وأنا أتزوجها؛ لأنها متدينة، وبعد الزواج ومن أول يوم، وأنا أحاول إقناع نفسي بذلك، وأدعو الله بأسمائه الحسنى - باسمه المصور - أن يزينها في عيني، قائلًا في نفسي: السحرة الأشرار يستطيعون أن يجعلوا الرجل يرى المرأة القبيحة جميلة، أفلا يَقْدرُ الله على ذلك؟ وبالفعل أصبحتْ تبدو لي جميلة ومناسبة لي، لكن - دائمًا - هناك عقدة عندي، والأمر الذي ساهم في ذلك، أنها أول 7 أو 10 أشهر، كانت معي من حيث المعاملةُ والأخلاقُ والطاعةُ في القمة، فاكتشفت فيها جمالًا من نوع آخرَ، وكنت أُمنِّي نفسي - أيضًا - بأني سوف أتزوج بالثانية، و - في المقابل - من نقاط ضعفها حتى في تلك الفترة: مستوى تديُّنها، أو طلبها للعلم الشرعي، لم يكن كما كنت أصنعه في مخيلتي، كذلك لا يوجد توافقٌ فكري وثقافي، لا يوجد نقاش في المسائل الشرعية والسياسية، وغيرها، كنت أنا جامعيًّا، أحمل الليسانس، وكانت هي مستوى السنة الثالثة الثانوية، كان عمري 22 سنة، وهي 19 سنة، هذا جيد، و- كذلك - من نقاط ضعفها: غباؤها أو بطء فهمها، وأنا من الطبع الذي يكره الغباء، أيضًا من نقاط ضعفها: الطهي، سواء للمأكولات العادية، أو للحلويات، وهذا عكس ما هو معروف عن الفتيات في بلدنا

 

وبعد مرور 7 إلى 10 أشهر، بدأت أهم النقاط التي كانت تشدني إليها - رغم ما ذكرت – تزول، وهي المعاملة الطيبة، والأخلاق العالية، والطاعة الزوجية، بدأت المشاكل، وبدأ من جانبي الضرب والشجار، جاءنا ولد ذكر، ثم الثاني، والمشاكل باقية، أنا من طبعي لا أحب الظلم، ولذلك؛ كنت أرفض فكرة الطلاق، لماذا أطلقها، أهلها أناس طيبون؛ ساعدوني كثيرًا، لديَّ منها أولاد، و بعد تحليلي الشخصي للعلاقة بيني وبينها، من حيث كثرةُ المشاكل، والضرب المتكرر، وجدت أني أنظر إلى نفسي نظرة متعالية؛ أي: أني في مستوى أعلى من مستواها، وأنظر إليها نظرة دونية؛ أي: أنها في مستوى أدنى من مستواي، ولذلك؛ كنت لا أسمح لها بالنقاش معي في الأمور الخلافية بيننا، طبعًا كل هذا يحدث لا شعوريًّا، اكتشفت ذلك بعد التدقيق والبحث والتفكير، فماذا يحصل عند طرح أي طلب من جانبها؟ إما أن أقبل، أو أرفض، وممنوع النقاش، هي ماذا تفعل؟ تبدأ في تكرار الكلام، وصناعة الجو النَّكَدي والبكاء وإهمال البيت، فماذا أفعل أنا؟ أضربها ضربًا مبرِّحًا، وهكذا يتكرر الأمر - أحيانا - مرة كل أسبوع أو 10 أيام، و- في المقابل - لا أستطيع تطليقها؛ لأني لا أحب الظلم، وماذا سوف تفعل بعدي؟ وماذا فعل لي أهلها؟ ولديَّ منها أولاد، و ... المهم: أنها أصبحت بعد العام الأول، تبدو لي زوجة غير جميلة، ولا أنوثة فيها، وقوامها يزعجني كثيرًا - خصوصا - في عصر المغريات، حتى التزيُّن لا تتزين إلا بعد الإلحاح عليها، هي مع ذلك لا تُحسن التجمل والتزين، أما أهم نقاط قوتها - وهي المعاملة الطيبة والأخلاق والطاعة الزوجية - فذهبت أدراج الرياح، اليومَ - وأنا أكتب هذه الرسالة وبعد مرور قرابة 4 سنوات من زواجنا - اكتشفت أنني في صراع نفسيٍّ حادٍّ بين الشخصية التي لا تحب الظلم، ولا تريد التطليق، وبين الشخصية التي تنظر من أعلى، وأريد زوجتي تنفذ ما أقول لها فقط، ومن دون نقاش؛ لأنها في مستوى أدنى من مستواي، وإذا لم تنفذ، فالضربُ، وبذلك أظلمها عدة مراتٍ، فماذا أفعل؟ و - بكل صراحة - لأني قرأت عدة استشارات لمجموعة من المستشارين، كان القاسم المشترك بينهم، أنهم - ومهما كانت الحالة التي بين أيديهم - يشيرون بالصبر والتروي وعدم التطليق، وما إلى ذلك.

 

أنا صبرت، وضغطت على نفسي، وحاولت مغالطتها، ثم اكتشفت أني أفر من الظلم: (التطليق)، إلى ظلم آخرَ: (الضرب المتكرر المبرِّح)، نعم كانت غلطتي أنا، وأنا المسؤول عنها؛ أعني الاختيار، وهي غير مسؤولة عن غلطتي، لكن إن أمسكتها، فسوف أظلمها بالمعاملة والضرب، وولديَّ وعائلتَها، و إن سرحتها، فسوف أظلمها وولديَّ وعائلتَها. ما هو الحل؟ بارك الله فيكم.

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:فقد لاحظنا في رسالتك شدةَ رؤيتِك لنفسك، واعتزازِك بها، وإهمالِ الآخرين، وهذا ظاهر من وصفك لنفسك: شاب متدين ووسيم ومثقف ومتعلم، ومعك ليسانس في علوم التسيير، و...و – تحضّر الماجستير في إدارة الأعمال ... أكمل القراءة

علاج الكِبْر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أُعاني مِنْ مُشكلة كبيرة، وهي الكِبْر، فأجِد في نفْسي شيئًا منه؛ مثل: الأمْن مِنْ مكْر الله، واحتِقار المُذنبين، وقد جاهدتُ نفسي كثيرًا، ولكنْ بلا جدْوى، وقد كبرتْ مُعاناتي، خاصَّة عندما علمْتُ أنَّه لا يدخل الجنَّة مَنْ كان في قلْبه ذرَّة مِنْ كِبْر.

أُريد أنْ أَتَخَلَّص مِن هذا الشُّعور، ولكنِّي لا أستطيع، أرجوكم ساعدوني قبْل أنْ أهلك.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آلِه وصَحْبه ومَنْ والاه، أمَّا بعدُ:فالكبر منَ المهلِكات التي لا يخلو أحدٌ منَ الخلْق مِن شيء منه، فالنفسُ البشريَّة معجونة به، وعلى العاقل الناصح لنفسه إذا شعر بتوهُّج نار الكبْر، إدْراكُها بالتواضُع، وليس ذلك بالتمنِّي، بل بالمُجاهَدة والمُعالَجة، ... أكمل القراءة

من أين أبدأ طلب العلم؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

أريد أن أتعلَّم العلوم الشرعية، ولا سيما ما يحتاجه كل فرد مسلم ومسلمة، وأعرف كتبًا كثيرة بفضل الله لكل أنواع العلوم الشرعية؛ من عقيدة وفقهٍ وسيرة، وغيرهم من الكتب، وأعرف شيوخًا وعلماءَ أفاضلَ، قدماء ومعاصرين على اليوتيوب، وأعرف مواقع إسلامية على جوجل غير موقعكم الفاضل، الكتب موجودة وأعرف كثيرًا منها، والمشكلة ليست في جهلي بكتب علوم الشرع أو بالشيوخ، مشكلتي هي كيف أبدأ؟ ومن أين بالضبط؟ وهل يمكنني تعلُّم الشرع وحدي، أم أحتاج إلى مساندة خارجية؟ علمًا أنني لا أخرج من المنزل إلا قليلًا، ولا أعرف الناس ولا أخالطهم إلا قليلًا، فهل أبدأ بحفظ القرآن والأحاديث، أم أُقدِّم الفهم والفقه على الحفظ؟ أرشدوني، أرشدكم الله.

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى؛ أما بعد:فيا بنتي الكريمة، أسأل الله العظيم أن يثبتكِ على طاعته، وأن يوفقكِ لكل خير، وأن يرزقكِ زوجًا وذرية صالحة، وإجابة على سؤالكِ أقول:• بدايةً أعجبني حرصكِ على طلب العلم، وهذا باب من الخير لا يُفتَح إلا لمن وفَّقه الله لطاعته، وهي ... أكمل القراءة

كيف أتعامل مع من يسخر مني؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا رجلٌ في منتصف الأربعين من عمري، أعمل في وظيفة جيدة، لكني أفضِّل الوَحْدة، ولستُ انطوائيًّا، لا أجيد التعامُل مع الناس، رغم أنَّ الجميع يقولون عني: إني شخصٌ مُلتزمٌ ومُحترمٌ إلى حدٍّ كبير.

 

يومًا ما تشاجَرْتُ مع أحد الأشخاص في الشارع الذى أقيم فيه، وهذا لا يحدُث كثيرًا؛ لأنني لا أحبُّ الشجار والمشاحَنات، فقام هذا الشخصُ بسبي بلفظٍ جارحٍ؛ فانزعجتُ وضرَبتُ هذا الشخص حتى سقَط أرضًا، وانتهى الموقف!

 

المشكلةُ أن الجميع لاحَظ انزعاجي من هذا اللفظ وإثارته لي، فتعمَّد أحدُهم ذِكْر هذا اللفظ كلما شاهدَني؛ حتى أصبحتْ لديَّ حساسية مُفرِطة مِن هذه الكلمة، ويظهر أثرُها على وجهي وسلوكي، ثم تطوَّر الأمرُ إلى أنَّ الناس تتكلَّم عني وتسخر مني.

أخي الكريم، أهَنِّئك أولاً على سؤالك عن حلٍّ لما يُزعجك؛ فهذا يدلُّ على أنك إنسان تَرْغَب في الراحة والاستقرار النفسيِّ، ولا ترضى بالضعف والاستسلام، وهذه أول خطوة لحلِّ كل مشكلة، ونسأل الله أن ينفعك بما سنكتب لك. مِن الواضح فعلاً أنك شخصٌ محترمٌ وهادئٌ، ولا تحبُّ المشاكل، ولكنك ... أكمل القراءة

أولادي لا ينامون إلا على مُشاهدة التلفاز ؟!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي ابنة عمرها ٤ سنوات، وابن عمره سنتان ونصف, لا ينامان إلا على التلفاز (قناة براعم)، فهل يُشَكِّل هذا ضررًا نفسيًّا أو سلوكيًّا عليهما؟

مع العلم أني مشغولة بمولودة جديدة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أختي الفاضلة: بارك الله لكِ في أولادكِ، وحفِظ لكِ المولود الجديد، وجعَله قرَّةَ عينٍ لكِ. أمَّا بالنسبة لسؤالِكِ: هل النوم على التلفاز يوميًّا يُشكِّل ضررًا على الأطفال؟فإنَّه يُؤسفني أن أذكُر لكِ بعضًا من أضرارِ ذلك الذي ذكرتِ، من خلال نتائج دراساتٍ ... أكمل القراءة

الماضي المؤلم وكيفية التغلب على أثره

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرجوكم ساعدوني، لقد تعبت كثيرًا، أرجوكم خلصوني مما أنا فيه، أرجوكم دلوني على حلٍّ سريع وفعال، أنا تعبت، من أين أبدأ؟ هل أبدأ من طفولتي المُرة، أو من حاضري؟ في طفولتي كان أبي يضرب أمِّي، وكنت أراهما وهو يصعد على بطنها وهي حامل في الشهور الأخيرة، ويضربها على وجهها، ثم طلِّقت أمِّي منه، عشت 5 سنوات وأنا متجولة بين أمي وأبي، أيامًا عند أمي وأيامًا عند أبي، ثُمَّ قرَّرت المحكمة أنْ أعيش عند أمي وأخوالي، الأيَّام التي قضيتها مع أخوالي هي أمرُّ الأيام.

هم لم يستخدموا العنف الجسدي، بل النفسي، وخاصَّة اثنتين من خالاتي كانتا أشر الناس عليَّ من لسانهما السَّليط، مع ذلك كان مستواي الدِّراسي ممتازًا، ولله الحمد؛ إذ إنَّ أمي كانت تدفعني للتفوُّق بكل معانيه، وعندما نأتيها ونحن في قِمَّة الأسى من فقدان الأب، تقول: ما ضركم؛ نبيُّنا كان أسوأ حالاً منكم، فهو فاقد الأم والأب.

مشت الأيام، كنت في المرحلة المتوسطة في قمة نشاطي، وكنت اجتماعية بدرجة عالية، فكنت أصاحب المعلِّمات، وأربط علاقتي بمديرتي، حتى إنِّي كنت مشهورة في المدرسة بتميُّزي وتفوقي وحفظي للقرآن، حتى إنَّ بعضهم كان يقول عني: سيكون لها مستقبل مشرق، وكانت أمي تخاف عليَّ كثيرًا من العين، ومن ألسنة الناس، وكنت في المدرسة نفسِها التي تدرِّس فيها إحدى خالاتي اللاتي يكرهنني، فكانت تُهينني أمام زميلاتي، وتنقصني في الدَّرجات من غير سبب، فأثَّر ذلك عليَّ، ونقلت إلى مدرسة أخرى، وما أن وصلت إلى المرحلة الثانوية، حتى بدأت أخبو قليلاً قليلاً، حتى وصلت لدرجة أنِّي أكره الناس، وأحب العزلة، فلم تعد لي تلك الصَّداقات، صداقاتي كلها محدودة وأنا لا أميل لهم، دخلت الجامعة والحمد لله، كنت في القسم الذي أهواه.

ولكن علاقاتي الاجتماعية صارت ضعيفة؛ إذ بدأت بالفعل أنعزل تمامًا عن الناس، لدرجة أنِّي أحب أن أنشغل عن البنات؛ حتى لا يكون هناك وقت لأجلس معهم، وكلما حاولت أنْ أغير من نفسي وأدخل في نشاط، أهرب وأتركه، ثم خُطبت، وما أن مرَّ شهر على خطبتنا إلاَّ وفسخت الخطبة وازدادت مُعاناتي النفسية، حتى إنِّي صرت أعتزل أخواتي في البيت، ثم تزوجت ولله الحمد من رجل هو من خيرة الشباب، ولكن مع أنه طيب القلب، فإنَّه تأتيني الوساوس بأنَّه لا يوجد رجلٌ على هذه الدُّنيا طيبَ القلب، فكل الرِّجال لا يهمهم إلاَّ أنفسهم، وأمي تقول لي ذلك.

والآن أنا نفسيتي محبطة، زوجي يدفعني دائمًا بأن ألتقي مع جاراتي، ويريدني أن أنتج، ودائمًا يقول لي: اكتبي مقالات وانشريها على (الإنترنت)، والآن يعلمني كيف أصمم موقعًا، ولكني أخاف جدًّا من النَّقد الذي سأواجه به من قبل خالاتي، أخاف جدًّا؛ لأنَّهن لن يتركنني في حالي أبدًا، أخواتي ينصحْنَني بأن ألغيهم من تفكيري، وأن أنشغل بأموري؛ حتى لا أفكر فيهنَّ، هنَّ دائمًا يدفعنني أنْ أبدأ وأبني مستقبلي بنفسي، فأغلب العظماء لم يكونوا في صِغَرهم من ذوي النعمة، أريد أن أتخلص من هذه النفسية السوداويَّة، أريد أن أكون اجتماعية محبوبة، كما كنت سابقًا، بل أفضل، حتى لو لم أكن في نظر الناس كما يريدون، ولكن في نظري أنا كما أريد.

أريد أن أتعلم فنَّ التعامُل مع الصعوبات، وكيف أستطيع مواجهاتها من غير أن تؤثِّر على نفسيتي، فالدنيا لا تخلو من المصاعب، أريد أن أتعلم كيف أواجه النَّقد، سواء من زوجي - فزوجي ينقدني في كلِّ شيء، وهذا يُؤثِّر عليَّ، صحيحٌ أنِّي لم أخبره؛ لأنَّه يقوله بأسلوب شبه مؤدب - أم من الناس عامَّة، أم من الذين يقعدون لنا بالمرصاد.

أريد أن أتعلم أن لا ألوم نفسي كثيرًا؛ لأنِّي أعتقد أنَّ هذا هو المدمرُ الأولُ لي، كيف أستطيع أن أكون إنسانة دائمًا متفائلة، وتسعى دائمًا نحو النَّجاح والتميُّز، أعلم أنِّي أطلت عليكم، ولكن صدركم الواسع ومشوراتكم الرائعة وآراؤكم السديدة، ونصحكم المخلص - هو الذي دفعني لكم بكلِّ قوة، وشكرًا جزيلاً لكم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،لم تطيلي عزيزتي، فنحن نرحِّب بالاستشارات الوافية، التي تشمل ذكرَ كل ما يُمكنه أن يفيدنا بالفهم والمساعدة، وأنت قد استوفيتِ كلَّ ما يُمكن أن يتبادر بأذهاننا من استفسارات باستشارتك، ليتَ الجميع يعي أسبابَ ما يعانيه مثل وعْيك.أنت واعية بالكثير من المسبِّبات التي ... أكمل القراءة

فاشل في كل شيء

أنا شخص فاشل في كل شيء؛ فليس لديَّ أيُّ مهارة، أو هواية، فاشل في دراستي؛ حيث أدرس رغمًا عني، لا بإرادتي، ولم يبقَ سوى أسبوعين ويأتي الامتحان، وأثق أنني سأفشل، ومهما حاولت أن أنجح، فلا أستطيع، أنا مكتئب، ووحيد؛ فلا أحد يحبني، ليس لديَّ أصدقاء، أتعرض للتنمر والضرب من قِبل الناس ولا أستطيع أن أردَّ عن نفسي؛ إذ إن صورتي قبيحة، أيضًا أعاني أمراضًا بصرية، وعصبية، ومصاب بداء القزامة، ومن ثَمَّ فأنا فاشلٌ دراسيًّا، واجتماعيًّا، ونفسيًّا، وجسديًّا، أرجو مساعدتي، وشكرًا.

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ أما بعد:من مضمون رسالتك القصيرة نصل إلى أنك تعاني من تدني تقديرك لذاتك، وهذا يعني أنك تركز على ما فشلت فيه، ونقاط ضعفك، وتغضُّ بصرك عن محاسنك ونقاط قوتك، فما من مخلوق في الكون إلا وخُلق لهدف ... أكمل القراءة

ظروف عملي جعلتني لا أرى أمي سوى نهاية الأسبوع ، فهل يعتبر ذلك عقوقا لها؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، ظروف عملي اضطرتني لأن أترك والدتي وأسافر بداية الأسبوع مع زوجتي وأولادي، ثم أعود لأمي في إجازتي، مما أغضبها، وجعلها حزينة دائما بسبب بعدي عنها، فماذا أفعل؟

لو عدت للعيش معها في بيتها، فسوف أضطر للسفر كل يوم ما يقارب 6 ساعات لكي أصل لعملي ثم أعود منه، فهل يعتبر ذلك عقوقا لأمي؟

أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:لو أمكن أن تأخذ والدتك معك إلى مكان عملك وتعيش معها، فهو أفضل، وأطيب، وأكثر برا بها، فإن تعذر ذلك لسبب أو لآخر، وكنت مضطرا لما ذكرت، فحاول أن تقنعها بذلك، وتطلب منها الإذن والرضى عنك، ولو بشيء من المال والهدايا التي تؤثر على نفسها فتشعر ... أكمل القراءة

هل أفضح شخصا منافقا؟

كان ثمة مشكلة بين أبي وأمي، تركت أمي على إثرها البيت، فقمتُ باستشارة قريب من أقارب والدي، كان بينه وبين أبي مشاحناتٌ استمرت وقتًا طويلًا وانتهت، وصارت تجمعهما الصحبة والقرابة، وعندما أطلعتُ هذا القريب على الأمر، نصحني بأن أقوم برفع قضية ضد والدي، واختيار محامٍ مناسب، وحكم بهذا لأن والدي كان لا يدفع نفقة والدتي بعد خروجها من البيت، ولم أفعل ما أرشدني إليه، وبعد فترة هدأتِ الأمور، وكان مجلس عائلي حضر فيه شخصيات من الأقارب وكان من بينهم هذا الرجل الذي أمرني بما ذكرته آنفًا، ولكن الغريب أنه كان يقف بصفِّ أبي وانحاز له، وحرضه علينا - نحن أولاده - بعبارات من مثل: "ربنا ما يحوجك ليهم"، يقولها لأبي قاصدًا بها أولاده نحن، وعندها صُعقتُ من نفاقه وكذبه رغم كبر سنه وشعره الأبيض، ومنعني الله أن أذكر ما قاله لي في أمر والدي من رفع قضية في المحكمة، وانتهى المجلس، السؤال: هل أقول لأبي ما قاله لي؟ هل لو جلست مع هذا الشخص أُظهر نفاقه وأحرجه؟ أرشدوني، وجزاكم الله خيرًا.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:فالجواب باختصار شديد: أعْرِضْ عنه، ولا تذكر شيئًا عنه لأحدٍ، وادعُ له بالهداية، فمثل هذه الأمور إذا تُركت نُسيت، وإذا ذُكرت تعقدت وكبرت، وزادت من المشاكل؛ وتذكر قوله سبحانه: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ ... أكمل القراءة

أتقلب بين التوبة والعودة للذنب، فماذا أفعل؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسأل الله بكرمه أن يوفق القائمين على الموقع لما يحب ويرضاه.

أنا -يا أخوتي الكرام- قد منَّ ربي علي بنعمة الصوت الحسن في القرآن الكريم، وقد اصطفاني -والحمد له- أن أكون إمامًا للناس، ولكن ابتليت بذنب مرافق لأغلب الشباب وهو العادة السرية، وكل مرة أتوب وأعود، وإني أستحي من الله في كل مرة.

هناك أيضا فتاة أحبها وقد كلمتُ أهلها أني سأتقدم لخطبتها قريبا، واتفقت معهم على قطع التواصل بيني وبينها حتى الخطبة، خوفا من الله، ولكن في بعض الوقت أضعف ونتحدث، وتكون هي البادئة، ولا أستطيع ردها خوفا من المشاحنات والمشاكل، وقد تؤدي لمرضها وقد حدث من قبل.

أشعر أني منافق وأن كل أعمالي الحسنة غير مقبولة، مع أني أخشع كثيرا في صلاتي، وأبكي حين أسمع القرآن، ولكن لا أدري ما الحل لكل هذه الذنوب، يعلم الله حبي له ولدينه الحق ولرسوله وسنته الحسنة وعلم الإسلام، ولكن لا أعلم ما هو الحل؟ وهل أنا من المنافقين واهل الكبائر؟

وشكرا لكم على سعة الصدر.

بسم الله الرحمن الرحيمنسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يسترك في الدارين، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:أولا: لا شك أن الذنوب والمعاصي لها آثار سلبية على القلب بل وعلى النفس والحياة، وهي ... أكمل القراءة

كيف أتخلص من حالة التشتت وسوء المزاج؟

كانت حياتي طبيعية، وتغيرت بسبب وفاة صديقي الذي صادقته 7 سنوات، أعرف أن هذا أمر الله، ولا اعتراض على حكم الله، بعد شهور من وفاته أصبحت حالتي جدا سيئة، مزاجي أصبح سيئا، لقد انعزلت عن الناس، تأتيني نوبات بكاء وحالة خوف، لأن وفاة صديقي المقرب كان غريبا، لقد هرب من المنزل ووجدناه ميتا غرقا، أفكر بأنه ربما انتحر، علما أنه لا يوجد دليل على ذلك.

أعلم أن تفكيري خطأ، لكن لا أستطيع أن أقنع عقلي بذلك، أصبحت قلقا جدا وخائفا من أن أفعل مثله! تأتيني الأفكار الانتحارية بشكل يومي، وأصبح مزاجي جدا سيئا، حتى حالتي الصحية ساءت من كثرة التفكير بالحدث، حتى تأتيني بأحلامي وتأتيني نوبات بكاء كثيرة، أنعزل في غرفتي ولا أخرج لأيام، وأنام كثيرا، وبعض الأيام لا أنام، وأشعر بصداع من كثرة التفكير.

عملت تحاليل، وكانت النتائج سليمة، وقد مضى على وفاته سنة، وقل تفكيري بصديقي، والأفكار الانتحارية شبه معدومة، لكن لم أعد كالسابق، أعاني من كثرة التفكير وسوء المزاج وتشتت البال وضعف التركيز، حتى مستواي الدراسي تدنى، كيف أتخلص من هذه الحالة؟

بسم الله الرحمن الرحيمأولاً: نسأل الله سبحانه وتعالى لك دوام الصحة والعافية، ونسأل الله تعالى أن يرحم ويغفر لصديقك المتوفى، وأن يسكنه فسيح جنّاته.ثانيًا: ما انتابك من مشاعر يعتبر ردة فعلٍ طبيعية نتيجة فقدان هذا الصديق المفضل، والذي زاد الأمر تعقيدًا أن وفاته كانت صادمة، ولم تكن لها أسبابًا معروفة، ... أكمل القراءة

تغيرات سن المراهقة

ابني في السادسة عشرة من عمره، تغيرت طِباعه كثيرًا، أصبح يتكلم معي بأسلوب سيئ، ويضرب إخوته الذين يصغرونه، وسيطر عليه أصدقاؤه، وهم يؤثرون عليه كثيرًا، حتى إنه يدَّعي الذهاب للمدرسة، ثم يخرج معهم ولا يذهب للمدرسة، وبعد سيطرة أصحابه عليه، سيطرت عليه لعبة تسمى fry fire، مع العلم أن والده كان شديدًا معه في التعامل، لكنه يحاول مؤخرًا أن يلين له، وأنا لا أدري كيف أتعامل معه، أرشدوني، وجزاكم الله خيرًا.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:فلعل حلَّ مشكلة ابنكم - حفظه الله - في الآتي:أولًا: أعظم شيء ينفعه الدعاءُ له بإلحاحٍ وصدق وإخلاص؛ فهو منهج الأنبياء والصالحين مع أبنائهم؛ قال سبحانه: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ ... أكمل القراءة
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
16 ربيع الأول 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً