سيكتُبُ التَّـــاريخ

منذ 2012-06-22

بعد قرن من الزمان سيكتب مؤرِّخ: (وفي سنة 1433 من الهجرة أفتى علماء ذلك العصر بجواز إجهاض الحوامل من انتهاك الأعراض، ولم يُفتُوا بالجهاد لتحريرهن!).



بعد قرن من الزمان سيكتب مؤرِّخ: (وفي سنة 1433 من الهجرة أفتى علماء ذلك العصر بجواز إجهاض الحوامل من انتهاك الأعراض، ولم يُفتُوا بالجهاد لتحريرهن!).
وسيقول المؤرخ في فصل عنوانه: (مجازر الباطنيين في الشام: اختلف علماء في ذلك العصر حول الإجهاض، لكنهم أفتوا بجوازه مادام الجنين في طور 40 يوماً).
وسيقول المؤرخ: (ولم يدعُ كثيرٌ من علماء ذلك الزمان إلى الجهاد لنصرة أهل الشام، لأن الجهاد ارتبط حينها بالحرابة التي كانوا يسمونها الإرهاب).

ويضيف المؤرخ: (ومن عجبٍ أن أئمة ذلك العصر مكثوا زمناً لا يذكرون مصيبة الشام، ولا يدعون لأهلها، فقد حسبها بعضهم فتنة، وبعضهم انتظر إذن السلطان ويقول المؤرخ: وكان المسلمون يرون القتل عياناً، ويرون الباطنيين يفعلون الأفاعيل بالأطفال والنساء، فلا لأعراضهم يغضبون، ولا لإخوتهم ينتصرون).
ويضيف المؤرخ في كتابه الإعلام بخذلان المسلمين لأهل الشام: (ولا تنتهي عجائب ذلك الزمان، فإن أهل سوريا تفرَّقُوا في الأمصار، وتقطعت بهم السبل).
ويقول المؤرخ: (واشتدت وطأة النصيريين على أهل سوريا، وعاونهم أولياء منتسبون زوراً إلى أهل البيت في سفك دماء المسلمين، فعظُمَ الخطب، واشتد الكرب).
ويضيف المؤلف: (ومن علماء ذلك العصر من أفتى بنصرة الشام بالمال دون الرجال، بينما كان أهل الباطل يتداعون إلى الشام كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها).
ويضيف المؤلف: والحق أن سلاطين ذلك العصر لم يفعلوا شيئاً سوى الكلام، بل إنهم أوفدوا إلى السفاح غرابين مشؤومين أحدهما اسمه الدابي والآخر عنان).
يقول المؤرخ: (ولكن الله أنزل السكينة في قلوب المؤمنين وشرح صدور المرابطين، وقذف الرُّعبَ في قلوب الكافرين من مغول بني أسد فردَّهُم على أعقابهم خاسرين).

ويضيف المؤرخ: (ومن آيات الله في تلك الحقبة أن أهل سوريا وَلَّوا وجوهَهم إلى الله واستغاثوا به، ومن ذلك قولهم: يا الله ما لنا غيرك يا الله).

ويقول المؤرخ: (واشتُهِرَ عن أهل الشام وقتها قولُهُم: "لبيك.. لبيك.. لبيك يا الله" وقد تأملت ذلك، فشعرت كأنما دعاهم الله فلبوا نداءه بالخروج على الظلم ويضيف المؤلف: وأشد ما آلمني هو تهافت السلاطين والولاة على امرأة من الروم يقال لها: (هيلاري)، تعطيهم من طرف لسانها حلاوة، وتخدرهم بمعسول الكلام).

ويضيف المؤرخ: (سُمّيت ثورة أهل الشام بالكاشفة، وسماها بعضهم بالفاضحة، لمَا كَشَفت من بواطن، وما فضحت من عمائم، وما أسقطت من أصنام وما أبانت من زيف).

ويقول المؤلف: (كان الوُلاة ضعفاء ويعتذرون بقلة حيلتهم وهوانهم على الروم، لكن شيعة السفاح أقوياء على ما هُم عليه من باطل، ولا تأخُذُهم لومة لائم).
ويضيف المؤلف: (لا حول ولا قوة إلا بالله.. وإنا لله وإنا لله راجعون.. ورضي الله عن عمر إذ قال: "أشكو إلى الله جَلَد الفاجر وعجزَ الثقة).

وأخيراً قال المؤلف: (انشغل بعض المسلمين باستضافة قينات بني الأصفر، يغنين ويرقصن ويتنقلن بين المدن بينا طاغية الشام يسفك الدماء ويفسد في الأرض).

 

المصدر: موقع عودة ودعوة