تصاعد المد الشيعي في مصر بعد ثورة 25 يناير

منذ 2012-07-07

واليوم وبعد ثورة يناير يسعى شيعة مصر إلى تكوين حزب سياسي يعبر عن مطالبهم، ويكون نواة للعمل السياسي والمشاركة في صنع القرار وتحقيق الحلم الذي طال انتظاره، ولكن مازالت الدولة المصرية تنظر بعين الشك الممزوجة بالقلق من أهداف الحزب الذي تقدم له رموز المذهب الشيعي المصريين، والمعروف عنهم علاقتهم الوثيقة بإيران..


قال تقرير نشرته وكالة الأنباء الروسية (نوفوسيتي): "إن أعداد الشيعة من المصريين تتزايد بشكل واضح لا يمكن تجاهله، بالتزامن مع جهود تعزيز وجودهم في المجتمع المصري كقوة مؤثرة، من خلال إقامة المؤسسات الشيعية ونشر فكرهم وثقافتهم بكل ما أوتوا من إمكانيات".

وأضافت: "أن هذا التمدد يرافقه اهتمام من القيادات السياسية الإيرانية بمصر كدولة لها وضعها في منطقة الشرق الأسط، لتعزيز مواقع المتشيعين من المصريين"، وبحسب الوكالة فإن أتباع المذهب الشيعي يتأثرون بشكل سلبي أو إيجابي وفقا لطبيعة العلاقات بين النظامين الحاكمين في مصر وإيران، ولا يستبعد أن تستخدم إيران هذه الورقة للضغط على الحكومة المصرية وتحقيق أهداف سياسية.


ومن الجدير بالذكر أن العلاقة السيئة بين طهران والقاهرة منذ أواخر سبعينات القرن الماضي كان لها أثر سلبي على تحركات التجمعات الشيعية في مصر وأنشطتهم الثقافية وشعائرهم الدينية، ولكن وبعد قيام ثورة 25 يناير في مصر والانفتاح الحر لممارسة العمل السياسي باتت جيوب الشيعة في مصر تخرج عن صمتها وتتحرك معلنة عن نفسها وحقها في المشاركة في رسم ملامح الدولة الجديدة على أساس مبدأ المواطنة.


ويضيف التقرير: "أن تاريخ من الصدام والتوتر بين الحكومات المصرية وأنصار المذهب الشيعي، شهدته مصر خاصة خلال أعوام (1979،1987، 1988، 1989،1996، 2002) والتي كان يتم في كل مرة رصد مجموعات شيعية تتكون من مصريين وعرب وإيرانيين تعمل في سرية، ومنتشرة في أماكن مختلفة في مصر بهدف نشر المذهب الشيعي بتمويل خارجي لإدارة نشاطهم في الداخل المصري، تمهيداً لتحقيق أهداف سياسية، وفق ماجاء في التقارير التي نُشرت آنذاك".

واليوم وبعد ثورة يناير يسعى شيعة مصر إلى تكوين حزب سياسي يعبر عن مطالبهم، ويكون نواة للعمل السياسي والمشاركة في صنع القرار وتحقيق الحلم الذي طال انتظاره، ولكن مازالت الدولة المصرية تنظر بعين الشك الممزوجة بالقلق من أهداف الحزب الذي تقدم له رموز المذهب الشيعي المصريين، والمعروف عنهم علاقتهم الوثيقة بإيران.


وإلى جانب العامل الداخلي يطل العامل الخارجي ليخيم على الجهود المبذولة في عودة العلاقات المصرية الإيرانية، فتيارات الإسلام السياسي التي تعتنق المذهب السني وترفض سياسة إيران فيما يتعلق بالمد الشيعي في المنطقة العربية، باعتباره أداة لأهداف سياسية تتعلق بنفوذ إيران في المنطقة ورغبتها في لعب دور إقليمي مؤثر خصماً من الدول العربية والإسلامية سنية المذهب.

والعامل الخارجي يتمثل في الضغوط الإقليمية والدولية التي يمكن أن تتعرض لها القيادة المصرية حديثة العهد في ممارسة التوازنات السياسية، وفق المصالح المتبادلة والمشتركة لمنع استعادة العلاقات بين البلدين أو على أقل تقدير تعزيز التعاون المشترك وأن يقتصر على التمثيل الدبلوماسي فقط.


وفي ظل المؤثرات الداخلية والخارجية فإن سيناريو العلاقة بين القاهرة وطهران لن يخرج عن عودة العلاقات في إطار محدود من التعاون الذي قد يقتصر على قطاعات الاقتصاد المختلفة، أو استمرار التباعد والتنافر لا سيما وأن الثقة بين الجانبين لم تنضج وتكتمل.
 
المصدر: مجلة البيان