عاجل للرئيس بخصوص التقرير الشهري

منذ 2012-08-07

أرسل لكم خطابي هذا وفاءً بحقكم علينا في النصيحة، وإن كانت نصيحتي هذه مع أهميتها ليس بأهم ما أبغي توصيله إلى سيادتكم، فقد كانت هناك نصائح أهم منها، حاولت توصيل بعضها لكم بيدي يوم خطابكم في التحرير، وحال الحراس بيني وبين ذلك.


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْم
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العْالمينَ، وَالصَّلَاةُ والسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِيْنَ صلى الله عليه وسلم... وبعد.

عاجل للرئيس بخصوص التقرير الشهري:
سيادة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، محمد مرسي حفظه الله تعالى.
أرسل لكم خطابي هذا وفاءً بحقكم علينا في النصيحة، وإن كانت نصيحتي هذه مع أهميتها ليس بأهم ما أبغي توصيله إلى سيادتكم، فقد كانت هناك نصائح أهم منها، حاولت توصيل بعضها لكم بيدي يوم خطابكم في التحرير، وحال الحراس بيني وبين ذلك.

المهم: نصيحتي هذه متعلقة بأسلوب عرض التقرير الشهري لإنجازات الرئاسة إذ تم عرضه بأسلوب غير حرفي فكانت نتائجه عكسية، ويمكن مراجعة التعليقات غير المهذبة، ولا المنصفة على التقرير.

أولًا: يجب تجنب أسلوب الإنشاء، واعتماد أسلوب الجدول، والقائمة.
فيبدأ بذكر عدد القرارات الرئاسية كاملة طول الشهر، ثم يتم جدولة الإنجازات وفقًا للمجال الذي تنتمي إليه..

مجال حقوق الإنسان، مجال رد المظالم، مجال مراعاة الأحوال الإنسانية، مجال الإصلاح الاقتصادي، مجال الإصلاح القانوني، مجال الإصلاح السياسي، مجال الإصلاح التعليمي، مجال الإصلاح الزراعي، مجال إصلاح العلاقات الخارجية، مجال إصلاح الرعايا الصحية...
وهكذا.

ثانيًا: يجب قبل ذكر الإنجاز الجديد بيان الوضع المأسوي الفاسد الذي كان عليه قبل الإصلاح وذلك للمقارنة بين الوضعين، وبيان حجم الجهد المبذول.

ثالثًا: أحيانًا يكون الجهد غير مرئي فيجب الاستعانة بالمتخصصين لبيان حجمه.
رابعًا: أحيانًا تكون الفائدة غير واضحة، فيجب توضيح فائدة الإنجاز، والمنافع التي تعود على الإنسان من ورائه، والاستعانة بالمتخصصين لإبراز الأهمية، والفوائد.

خامسًا: عدم الذكر المجرد للسفريات، والزيارات، واللقاءات، والتركيز على العوائد الإيجابية على الفرد، والدولة من ورائها.

فمثلًا: يذكر عقب كل لقاء الفوائد الإيجابية، مثل:
وفي اللقاء، أو الزيارة تم الاتفاق على توفير 100000 فرصة عمل، وتم فيها عقد اتفاقية تتعلق بمشروع استصلاح مليون فدان، وتم فيها الاتفاق على رفع مستوى التبادل الاقتصادي بين البلدين إلى 5 مليارات -وهذا من شأنه أن يرفع الاقتصاد المصري بنسبة 10%- وتم فيها التعاقد على بناء عدد من المصانع تقوم فيها العمالة المصرية بالاستفادة بالخبرة اليابانية، وقس على ذلك في كل الأمور....

سادسًا: يتم إلغاء كلمات: (دعا، حث، أطلق،...).
وإنما يتم عرض الإنجاز بصيغة: (أصدر قرارًا رئاسيًا بكذا....).
فالذي يدعو وَيُطْلِقُ، ويحث هم الدعاة الذين لا حول لهم ولا قوة إلا ما أعطاهم الله من مهمة الصدع بالحق.
أما الرئيس الذي أعطاه الله القوة فهو يأمر ويكلف، ومن بعد ذلك: يثيب المحسن، ويعاقب المقصر، فيكون الإعلان بصيغة: "أصدر قرارًا جمهوريًا برقم ينص على إزالة جميع المخلفات، وتشديد العقوبة على المخالفين"، وبناءً عليه، فقد تم رفع 50 مليون طن مخلفات، أو كذا متر مكعب مخلفات، كما تم تنفيذ عدد عقوبة على المخالفين المضبوطين.

سابعًا: الحذر من تكرار إنجاز في كشفين متتالين إلا إن كان إنجازًا مرحليًا، فيتم ذكر الإنجاز الذي تم في المرحلة..

كأن يقال بالنسبة لمشروع رفع القمامة من الطرقات..
في التقرير الأول: تم رفع كذا متر مكعب، وفي التقرير الثاني تم رفع كم متر مكعب، ولا زال العمل جاريًا، وهكذا...

ثامنًا: يجب الاهتمام بالمشاكل التي يعاني منها المواطن بصورة يومية، وعلى رأسها: غياب الأمن، انقطاع الكهرباء، تعطل المرور، سرقة حصة الخبز، شبح البطالة، الإهمال الصحي، تدني التعليم، انخفاض مستوى المعيشة عن المنزلة الآدمية، انقطاع الماء، تلوث الماء، وعدم جودة المحطات، وعدم صلاحية الماء للاستهلاك الآدمي، مشاكل الصرف الصحي، عدم الاستجابة للمشاكل الطارئة كانفجار مواسير الماء، والصرف الصحي،.....

تاسعًا: بلغني أن الرئيس تنازل عن راتبه، وجميع مستحقاته لخزانة الدولة.
إن صح ذلك فكان واجبًا أن يذكر هذا في قراراته بالتقرير.


هذا موجز رؤيتي.
نسأل الله لكم أن يوفقكم لما يرضي الله سبحانه وتعالى.
وأخيرًا فأهم من كل ذلك، وأخطر أذكركم بقولكم لنا: "لن أخون الله فيكم، فلا مجال لانتزاع سلطة الشعب أو نوابه، أؤكد لكم أنني لن أتهاون في أي صلاحية من صلاحيات رئيس الجمهورية، ولن أتهاون ولن أفرط ولا أملك أن أفعل ذلك، وليس من حقي أن أفرط في الصلاحيات، والمهام التي أوكلتموها إلي، واخترتموني على أساسها عقد بيني وبينكم علي ذلك".

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد ألا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.


أحد رعيتكم الداعين لكم بالتوفيق، محمد فريد
باحث شرعي.
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام