الفرع اللبناني من النظام السوري

منذ 2012-08-25

ما الجديد في الاشتباكات العنيفة بين منطقة جبل محسن العلوية وباب التبانة السنية في مدينة طرابلس اللبنانية؟ سؤال يبدو وجيهاً بحكم أن التوتر بين المنطقتين قديم ومزمن، إذ تعود بداياته إلى زمن التدخل العسكري الأسدي في لبنان في عام1976م..


ما الجديد في الاشتباكات العنيفة بين منطقة جبل محسن العلوية وباب التبانة السنية في مدينة طرابلس اللبنانية؟
سؤال يبدو وجيهاً بحكم أن التوتر بين المنطقتين قديم ومزمن، إذ تعود بداياته إلى زمن التدخل العسكري الأسدي في لبنان في عام1976م، والذي تم بتكليف صهيوني أمريكي لحافظ أسد لطرد المقاومة الفلسطينية من ذاك البلد، بعد أن عجز العدو اليهودي عن طردها.ولعب المقبور لعبته الطائفية القذرة هناك بتحطيم أهل السنة لئلا يكونوا عوناً لإخوانهم المقموعين في سوريا.


لذلك ظل الجيب النصيري في جبل محسن مثل الجيتو اليهودي المعزول، مع فارق جوهري يتلخص في أن جبل محسن مدجج بأسلحة فتاكة لا تملكها عادةً سوى الجيوش النظامية.فكلما احتاج النظام الأسدي إلى خدمات عملائه في طرابلس ضغط على زر التشغيل فيبدأ على الفور إمطار طرابلس بحمم القذائف.وهذا ما يجري بصفة شبه مستمرة منذ اندلاع الثورة السورية، فعصابات عائلة الأسد تهتاج وترغي وتزبد لمجرد التعاطف الطبيعي الذي يكنه أهل السنة مع أشقائهم السوريين الثائرين على الظلم والطغيان.


لذا يتعين على من يريد فهم الصورة بكامل مكوناتها ألا ينظر إلى ما يجري في طرابلس معزولاً من سياقه ووظيفته التي تحددها أجهزة القمع الأسدية.

فمما يزيد الصورة بشاعة، الهشاشة البالغة في تركيبة السلطة القائمة في لبنان وبخاصة في هذه الفترة، حيث يعاني النظام السوري من هزائم عسكرية مهينة، فليس أمامه سوى نشر أذاه في بلدان الجوار-ولبنان أضعفها!!- لصرف الأنظار عن جرائمه البشعة ومنحه فرصة لالتقاط أنفاسه، ويوكل التنفيذ إلى أزلامه الذين فرض حكومتهم بالترهيب على النظام اللبناني الواهن.


ولعل التفسير المعقول لفضيحة تكليف الوزير السابق ميشيل سماحة بنقل متفجرات بسيارته لافتعال فتنة طائفية في لبنان، يؤكد هذه النظرية الجلية، ولا سيما إذا قرأنا بتأنٍّ بؤس التعامل الحكومي اللبناني مع مخطط بهذه الدناءة.
فعقب القبض على المجرم ميشيل سماحة كان المفترض في أي حكومة تحترم نفسها أن تطرد السفير الأسدي وتقطع علاقتها بنظام ثبت أنه يخطط للقيام بتفجيرات طائفية لإثارة فتنة في البلاد.

وبعد ذلك بادر حزب اللات إلى تمثيل مسرحية سخيفة وفجة: تكمن في اختلاق "الجناح العسكري لعائلة المقداد" التي اختطفت عمالاً سوريين يعملون في دويلة نصر الله: الضاحية الجنوبية.


وبدلاً من ملاحقة هؤلاء المجرمين الذين بلغت بهم الجرأة أن يَظْهَروا بسلاحهم ورهائنهم الأبرياء على شاشات الفضائيات، فإذا بالحكومة الذيلية في بيروت تطارد الناشطين السوريين في العمل الإغاثي الإنساني لأن اختطاف الناشطين السياسيين وتسليمهم لطاغية الشام لذبحهم أمر قديم ومستمر نفذته أدوات الحراسة اللبنانية الرسمية لمصلحة عصابات بشار منذ اندلاع الثورة السورية وهكذا كافأهم نصر الله على رفع صوره في بيوتهم يوم كانوا مخدوعين بمقاومته المزعومة وكذلك على إيوائهم مليوني نازح لبناني، 90% منهم من أبناء ملته (الرافضة)!!


ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي لم يسمح بإقامة مخيمات لإيواء عشرات الألوف من اللاجئين السوريين، وإن شئنا الدقة قلنا: إن الذي لم يسمح حقاً هو سيده نصر الله وكيل سيدهما خامنئي .

ربما لا يعلم كثير من الناس أن خيانة ميقاتي لدينه وأهله ليست أمراً طارئاً فهو شريك ذليل من سنوات لرامي مخلوف اللص الواجهة لعائلة الأسد وابن خال بشار في مشاريع سورية !!

لكن السوريين يعرفون ذلك وهو سبب ازدرائهم المزمن لميقاتي من قبل أن يخون قومه مجدداً وينقلب على أهل السنة لخدمة بشار وحزب اللات بترؤس حكومة لا يملك من قرارها ذرة واحدة فهو ينفذ ما يؤمر به بلا مناقشة فضلاً عن أدنى اعتراض !!


6/10/1433 هـ