جئت يا مرسي

منذ 2012-09-09

أيها الذي جاء بعد أن فقدنا القدرة على الأمل
أيها الذي جاء وقد نضبت ينابيع الحلم
أيها الذي جاء وقد توقفت عصافير الفرح
أيها الذي جاء على شوقٍ عمره بعمر الوعي والإدراك فينا
أيها الذي جاء بعد سنين عجاف وأيام لا مشترك بينها إلا البؤس والقهر والعجز والغربة
أيها الذي جاء ومياه حياتنا آسنة من طول الركود
أيها الذي جاء ومراكبنا علاها الصدأ وشوارع عوالمنا ملأها العبث والفوضى
جئت وقد أصاب العطب كل محركات الفرح فينا وملأ العنكبوت كل منازلنا
جئت بعد أن صرنا أقزاماً لا يرانا العالم ولا يأبه أنه يحطمنا بأحذيته
جئت والإحباط سيد مدننا
جئت بعد أن ظننا أنك لست بآت وأن أجيالنا كتب عليها أن تعيش بالعجز وتموت من القهر والإحباط
جئت والظلام دامس والهمم خارت
إطلالاتك الأولى كانت توحي أنك لست المنتظر
قلنا فليكن مرحلة، فلنتصبر به
لم يكن هناك خيارات أخرى
كنت أنت أو جبت الطاغوت المخلوع
انتخبتك على مضض
ولم انتظر منك أحلاماً ولا أماني كبار
فقط قلت فرصة لالتقاط الأنفاس وبرزخاً بين عالمين
وعلى حين غرة أخذتنا
في عز اللحظة التي تيقنت من أنك عادي جداً
في عز هذه اللحظة أخذتني عالياً جداً جداً جداً
زلزالك كان كافياً أن تتحول ليالي الزنازين والمطاردة وكمائن الطرق السريعة ومقالات وبرامج الشياطين ومرارات لا تعد ولا تحصى، رجفة واحدة من زلزالك أحالت القهر رضا والمرارات حلاوة والظلم صفحًاً والغربة موطناً وإياباً
شكرًاً
شكرًا
شكرًاً
بعدد الليالي التى قضيناها في العتمة
بعدد المقهورين الذين اشتفوا
بعدد الشموس التى زارت بلادي ومدني وشوارعي
شكراً بعرض الأمل الذي نبت فينا
وبطول السكك التي مشيناها إلى هذا اليوم
ليس في حرف من كلامي تهويلاً
أنا أكتب ما أشعر به فقط
ومن رأى ما رأيت وعانى ما عانيت وعاين ما عاينت، عرف
شكر مختلط بامتنان، اختلاط دموعي وابتساماتي وقلقي في الميدان وسلطان يقرأ النتيجة
شكر مختلط بعرفاني، اختلاط دموعي وابتساماتي حين خلعت طنطاوي وعنان ورفاقهما
شكر مختلط بدهشتي، اختلاط دموعي بطعامي ومذيعة الأخبار تعلن أنك أعدت فتح المعبر
وبكائي وأنت ترتجل كلمة كلها آيات وأحاديث وأقارن بينك وبين القزم المجرم المخلوع
بين خطبك وخطبه
وأحاديثك وأحاديثه
وصلاتك وصلاته
ياااه أكاد أموت من الدهشة وأحيا من الفرحة وأطير من السرور
شكر لا يوصف على مشاعرٍ لا توصف حين ترضيت على سادتنا أمام أعنيهم
يااااه يا سيادة الرئيس إنك منذ جئت تبكيني كثيراً بكاء الفرح
قبل مجيئك كان البكاء معظمه من الأسى والعجز
أيها المدهش كان المنصب قبلك سيء السمعة
وكانت خطب الرئيس لا يسمعها أحد
وكانت زياراته ولقاءاته محض سخافة
أيها البطل -على الأقل بالنسبة لي- يا فارس أحلامي
أشكرك
جميلك لا يُنسى
وفضلك لا يُكافئ
وقد جئت يا مرسي
 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

خالد الشافعي

داعية مصري سلفي