كيف تريد إسرائيل سوريا إذا فشلت في الحفاظ على كلب حراستها؟

منذ 2012-10-04

لن يُغير أحد ما يُريده الله ولن يقف أحد في وجه الثورة الكاشفة الفاضحة الهادرة إلا إذا قدّر له أن يُعاني فدماء السوريين من أطفال ونساء وشيوخ وشباب لعنة ستلاحقُ الأعداء والمتآمرين والمنافقين …


إسرائيل والتي تعتبر السبب الرئيسي لمؤامرة الدماء السورية واللاعب الخفي المجهول.. الذي يتحكم فزعها في قواعد اللعبة السياسية الدولية، يجب أن يعتد بترجمة ما يكتب بصحافتها ويعتد به كمصدر محرك أساسي ورئيسي لما يسمى بالمجتمع الدولي وما نراه نحن التبجح العربي بالدعم "الوهمي" والادّعاء الكاذب الأمريكي بدعم الثورة السورية..

ليس فقط ما يكتب في الصحافة العبرية بخصوص الثورة السورية بل من وظفتهم إسرائيل من صحفيين حاول بعضهم دخول سوريا بل دخل بعضهم ليكتب للفورين بوليسى تقريرا عن "وجود القاعدة" في سوريا تحت ألوية الجيش السوري الحر …

حيث قال الكاتب على هذا الرابط "سوريا والجهاديون الجدد" … كانت التعليقات أيضاً بالنسبة للصهاينة على أخبار سوريا والثورة السورية مهمة وخطيرة للغاية بخصوص مستوى وعيهم للثورة السورية باعتبارها عدوا رئيسياً استراتيجياً … و باعتراف أيضاً أن بشار الأسد حمى حدود إسرائيل..

وقبل أن نبدأ باستعراض نوايا إسرائيل للثورة السورية والمحرك الأساسي للمجتمع الدولي والعربي تقاعساً ومماطلة للوضع السوري وموالاة لإسرائيل علينا أن ننوه وننبه إلى أن:

1- نظام الأسد: كان كلب حراسة للكيان العبري سواءاً من الأسد الأب حتى الجرو الصغير.

2- لم يطلق نظام الأسد رصاصة واحدة على العدو الصهيوني كما سمّاه متبجحاً بتحويل المقاومة للممانعة.

3- أن نظام الأسد بدأ المذابح ضد الشعب السوري باعتبار الثورة السورية مؤامرة صهيونية امبريالية ضد محور الممانعة لنُفاجئ لاحقاً أن هذا الجرو وأتباعه يتلقون الدعم الغير مباشر ممن يفترض أن يعاديهم.

4- تحويل المقاومة إلى ممانعة.. كانت إحدى محاور نظام الأسد للتبجح بما تبقّى من حمرة خجل القومية العربية الصهيونية التي ادّعاها النظام القاتل.

5- أن النظام الأسدي المجرم بدأ قمعه للثورة السورية و المظاهرات باستعطاف الغرب وإسرائيل واستجداء الدعم و إمهال فرصة القمع عن طريق رامي مخلوف عندما قال هذا المخلوف على قناة العربية: "إن استقرار سورية من استقرار وأمن إسرائيل" في رسالة واضحة لإسرائيل أن نظام الأسد لازال هو كلب حراسة سورية …

6- أن نظام الأسد كان على مدى السنوات التى سبقت الثورة يتطلع لعقد معاهدة سلام صريحة واضحة مع إسرائيل ربما بسبب فقدانه الدافع الشعبي أو خوف أسياده في إسرائيل من استبداله عندما يشعرون بضعفه … و لكن إسرائيل تمنعت عن المعاهدة التي كان يستجديها هو.

7 - إن تقاطع مصالح إسرائيل مع إيران في حماية بشار الأسد أصبح واضحاً للعيان …


وجب التنبيه إلى أن:

أ - الثورة ستنتهي و النظام انتهى فالخوف قد زال من القلوب بعد أن شهد الجميع أقصى ما يُمكن أن يفعله النظام المجرم بعسكره المريض السادي …

ب - الحرب الحقيقية بدأت والثورة المسلحة بدأت وتكون الجيش السوري الحر …

ج - لن يقف أحد أمام سقوط و تصفية النظام الطائفي ويحميه ويدعو للحل السياسي إلا العملاء..

د- إن المصالح المتقاطعة لإسرائيل و إيران و فزع إسرائيل الذي يتحكم بالمجتمع الدولي سيفرض على المجتمع الدولي أن يفرض على السوريين المنهكين بالداخل (حلٍ سياسي) سلمى بالنسبة لبشار الأسد وبقايا نظامه..

في لقاء مع ضابط في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي ليونايتد برس انترناشونال " 10 أغسطس 2012 " عن مؤشرات لتقسيم سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الأسد إلى أربع كانتونات.

و ذكر الضابط اليهودي أن "الأسد ما زال موجوداً في دمشق، وكذلك معظم عائلته، ويصعب الإجابة على السؤال إلى متى سيبقى هناك، والأمر الأصعب هو ما إذا كان الأسد سيستخدم سلاحاً كيميائياً ضد شعبه". لكأنه يهمّه استخدام السلاح الكيميائي وأين فزع إسرائيل لأشهر من هذا السلاح الكيميائي المزعوم إن كان موجوداً حقاً؟

بالنسبة للجيش السوري الحر قال هذا الضابط عن الجيش السوري الحر والذي يُطلق عليه في وسائل الإعلام العبرية بإسرائيل اسم "المتمردين"، وقال: إنه "يوجد ألوان كثيرة للمتمردين، فهناك المنشقين عن الجيش والفارين منه وهناك الجهاد العالمي والإخوان المسلمين، وجميعهم ينشطون تحت غطاء المتمردين، وهذا الوضع يضع تحديات كبيرة أمامنا إذ لا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد سقوط الأسد".

أولاً لا يعترف بوجود الجيش السوري الحر بل يؤكد وجود عدو أمريكا وإسرائيل والغرب تحت مسمى الجيش السوري الحر، مما يؤكد فزع إسرائيل من الجيش السوري الحر وأن يستمر كنواة جيش وطني حقيقي لسوريا قد يُنازع إسرائيل لاحقاً على الجولان المحتل.

وأردف الضابط كما ذكر في المقابلة أن "الأمر الذي يهمنا كثيرا هو ما سيحدث للسلاح الاستراتيجي في سوريا، والجيش الإسرائيلي يدرس هذا الأمر بشكل عميق ويتابعه من أجل معرفة ما إذا كان سيسقط بأيدي حزب الله ومنظمات إرهابية أخرى".

وقال الضابط الإسرائيلي "في ظروف معينة، يوجد لدى الجيش الإسرائيلي القدرة على منع تسرّب أسلحة، كيميائية، كهذه إلى تنظيمات إرهابية".

إذا فالمدخل على الاعتداء على سوريا سيكون باسم تأمين إسرائيل حتى لا يسقط السلاح الكيميائي المزعوم في أيدي التنظيمات الإرهابية فإسرائيل لا تعترف بالجيش السوري الحر …


ماذا تريد إسرائيل؟

1- الحفاظ على نظام بشار الأسد متكامل الأطراف …. وإن كان بتغيير الرؤوس الكُبرى للكلاب التي تظهر إعلامياً وتحميلها المسؤولية الكاملة للمذابح والإبقاء على رؤوس أصغر للحفاظ على هيكل النظام لتأمين حدودها الشمالية … "ما يُعرف الآن باسم الحلِّ السياسي للثورة السورية".

2- تفتيت الجيش السوري الحر: فإسرائيل لن تسمح بجيش وطني قد يُنازعها على الجولان المحتل و لهذا كان فزع إسرائيل يظهر في منع السلاح الاستراتيجي كالصواريخ المضادة للدروع و الطائرات عن الجيش السوري الحر …

4- إن لم يتمكن نظام الأسد من البقاء وهذا سيحدث إثر تصفية 60% من الشعب السوري على الأقل … فإسرائيل لديها حل التقسيم.

وهذا الحل الذي سيحول سوريا إلى دويلات تسرب أول الأمر إلى المعارضة السورية الخارجية في أوائل الثورة والذي يبدو أنه كان تسريباً "غربياً" لإرهاب المعارضة المفندقة السياسية الخارجية عن مواجهة نظام الأسد و محاولة لتمييع الثورة السورية …

تقسيم سوريا لكانتونات يعنى 4 دول كما هو الحل العبري "للدولة السورية فيما بعد الأسد" بدأ الآن بتحييد الأكراد من الثورة … وإظهار الهوية القومية التي تطالب بحكم فيدرالي ليس فقط للأكراد وإنما لجميع قوميات سوريا " دولة علوية، دولة كردية، دولة سنية، ودولة درزية".

يعوق هذا المشروع هو " السنة "و الدروز" … فبينما منذ أكثر من 10 أشهر قدمت إسرائيل دعوة للطائفة العلوية بتوطينها بالجولان لصنع حزام بشرى سكنى من العلويين بين إسرائيل و سوريا الجديدة، كان الكثير من الدروز يصارعون نظام الأسد و ينشقون عن الجيش النظامي و ينضمون للجيش الحر وكذلك العديد من الأكراد ومسيحي سوريا، وهؤلاء باعتبارهم قادة في "قومياتهم وطوائفهم" بالنسبة للثورة ومشاركتهم للثورة فهم لن يقبلوا أبداً بتفتيت سوريا ….

5- إن فشل مشروع التفتيت "التقسيم" لأربع كانتونات … بالنسبة لسوريا وهو المشروع الذي لن يَقبله، ويُشارك فيه الكثير من أطراف الشعب السوري و دول الجوار التي تؤيد الثورة على خجل … سيتبع من إسرائيل بفرض مشروع آخر على المجتمع الدولي ، وهو الدخول للتفتيش وحماية الأسلحة الكيمائية المزعومة من إن تقع في أيدي الجيش السوري الحر باعتباره "تنظيمات إرهابية" … الناتو لن يتدخل إلا بعد أن يصل الجيش السوري الحر إلى سرير بشار الأسد … بحُجة حماية دول الجوار من أسلحة الأسد الوهمية ليتم التضحية ببشار الأسد، واستهداف وحدات الجيش السوري الحر من قبل "الناتو" و ربما لهذا السبب يُعاني السوريين من وطأة طائرات الأسد بدون صواريخ مضادة للطائرات تمهيداً لفرض حلّ دخول الناتو لتأمين الأسلحة الوهمية الكيمائية والتفتيش …

6- إسرائيل قد تُشعل المنطقة كلها بحرب إقليمية قد تتطور لتصبح حرباً عالمية جديداة إذا لم تستطع التحكم، وتغيير المسار الطبيعي للثورة السورية لتأمين حدودها، إسرائيل نفسها ستظل لاعباً خجولاً لن تُشارك في المعارك التي تَدفع إليها الدول الأخرى …
ويصبح هدف هذه الحرب تدمير الجيش السوري الحر باعتباره عدو إسرائيل الأول، فإسرائيل لن تسمح بجيش وطني حقيقي تكون بعقيدة قتالية جديدة مغايرة تماماً للعقيدة القتالية للجيش النظام الطائفي بقمع و ذبح الطوائف الأخرى وحماية وتأمين حدود إسرائيل ….

وأخيراً لن يُغير أحد ما يُريده الله ولن يقف أحد في وجه الثورة الكاشفة الفاضحة الهادرة إلا إذا قدّر له أن يُعاني فدماء السوريين من أطفال ونساء وشيوخ وشباب لعنة ستلاحقُ الأعداء والمتآمرين والمنافقين …


حمزة عماد الدين موسى