أيام في ألبانيا ... الحلقة الأولى
منذ 2001-07-10
بعد عودة الشيخ من ألبانيا في رحلته الدعوية ... يقص علينا وقائع وأحداث مرت عليه في رحلته لنستفيد منها ...
بلون شعره الأشقر الذي يتوهج تحت أشعة الشمس كأنه خيوط من ذهب وعينيه
الزرقاوين ، رد علينا السلام بالعربية ، وعليكم السلام ورحمة الله
وبركاته ، صاح بها ، وهو يبتسم لنا بمرح وابتهاج يبدو جليا من عينيه ،
كان ذلك الصبي الصغير الذي يعمل في حقل أبيه المزروع بحبوب الذرة ،
وتحفه من جميع الجهات أشجار العنب والرمان والكمثرى والمشمش والخوخ
والزيتون والتين ، كان الصبي هو ابن ( رمضان) مسلم من ألبانيا ، ذلك
البلد الإسلامي الذي يتوسط أوربا والذي دخله الإسلام منذ خمسة قرون.
رحب بنا والد الصبي رمضان ، وهو في العقد الخامس من عمره ، ملتح وحريص على الالتزام بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم كما يظهر من أخلاقه الكريمة ، رحب أيما ترحيب عندما زرنا مزرعته في بلدة تبعد خمسين كيلومترا تقريبا عن العاصمة الألبانية تيرانا .
وبينما نحن نستمتع بالأكل من فواكه أشجار مزرعته نقطفها من الأغصان مباشرة ، ونملأ الرئتين من ذلك الهواء النقي ، يحدثنا صديقه التي يتكلم العربية ـ وهو مترجمنا في رحلتنا ـ عن حاجة المزارعين حولنا ، إلى إكمال بناء المسجد الذي بناه رمضان من تبرعات محسن من الخليج ، ولكن قد توقف الإمداد بعد ذلك ، ويحتاج إلى نحو ثلاثة آلاف دينار لاستكمال البناء .
ولعل أهم فوائد تلك الرحلة أنني لمست بنفسي أن حاجة المسلمين الألبان إلى ترميم المساجد القديمة ـ حتى بعض تلك التي بنتها الجمعيات الخيرية الكويتية وهي الآن آيلة للسقوط ـ وإلى بناء مساجد جديدة حاجة ماسة جدا ، والعمل الخيري الكويتي هناك يقوم بجهد مشكور ، غير أن حاجة المسلمين أكثر بكثير من جهود العمل الخيري الكويتي ، وهذا ما سنلقي عليه الضوء في سلسلة مقالات عن رحلتي إلى ألبانيا .
كانت مدة الرحلة ستة أيام ، غير أنها مليئة بالأحداث والقصص ، وقد تجولت في تلك الأيام الست في بعض أنحاء تلك البلاد التي عمرها الحقيقي عشر سنين فقط ، أي منذ سقوط الاتحاد السوفيتي ، ذلك أنها لم تكن قبل ذلك دولة ، وإنما كانت معسكـــرا من البائسين والتعساء إبان الحكم الشيوعي البائد .
عندما زار سماحة مفتي ألبانيا ووفد المشيخة الألبانية الكويت قبل نحو شهرين ، والتقيت معهم في الفندق وجهوا لي دعوة لزيارة ألبانيا ولبيت الدعوة ، وقد عقد هناك مؤتمر دعوي وشاركت فيه بمحاضرة مع الشيخ الفاضل الدكتور سليمان العودة وهو ابن عم فضيلة الشيخ العلامة سلمان العودة حفظه الله وأبقاه ذخرا وإخوانه الدعاة قادة الصحوة الإسلامية المباركة ، والشيخ سليمان كان في ألبانيا بدعوة من مؤسسة الوقف الإسلامي ، فاستغلت جمعية الآفاق والثقافة التي تنظم المؤتمر وجود الشيخ ودعته إلى المشاركة في المؤتمر ، وقد ألقى الكلمة الرئيسية في المؤتمر سماحة الشيخ حافظ صبري مفتي ألبانيا حفظه الله ، ثم حاضر أحد أعضاء المشيخة محاضرة عن فوائد الدين في حياة الشباب ، منتقدا العهد الشيوعي لمحاربته الدين ، وداعيا إلى زيادة النشاط الإسلامي في ألبانيا لكي يؤدي دين الإسلام دوره في بناء المجتمع الألباني بناء سليما بعد أن عانى بما فيه الكفاية مما مضى في العهد الشيوعي البائس .
بعد ذلك دعينا إلى مؤدبة كبيرة ، ثم كانت لنا بعد ذلك جولة في أنحاء البلاد ، وفيها ذكريات جميلة جدا ، سنكتبها في هذه الزاوية على حلقات إن شاء الله فتابعوا معنا .
لمتابعة هذه الحلقات يمكنك أخي القارئ الكريم مراجعتها في موقع الشيخ ، وسوف نعرضها هنا بإذن الله أيضا...
رحب بنا والد الصبي رمضان ، وهو في العقد الخامس من عمره ، ملتح وحريص على الالتزام بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم كما يظهر من أخلاقه الكريمة ، رحب أيما ترحيب عندما زرنا مزرعته في بلدة تبعد خمسين كيلومترا تقريبا عن العاصمة الألبانية تيرانا .
وبينما نحن نستمتع بالأكل من فواكه أشجار مزرعته نقطفها من الأغصان مباشرة ، ونملأ الرئتين من ذلك الهواء النقي ، يحدثنا صديقه التي يتكلم العربية ـ وهو مترجمنا في رحلتنا ـ عن حاجة المزارعين حولنا ، إلى إكمال بناء المسجد الذي بناه رمضان من تبرعات محسن من الخليج ، ولكن قد توقف الإمداد بعد ذلك ، ويحتاج إلى نحو ثلاثة آلاف دينار لاستكمال البناء .
ولعل أهم فوائد تلك الرحلة أنني لمست بنفسي أن حاجة المسلمين الألبان إلى ترميم المساجد القديمة ـ حتى بعض تلك التي بنتها الجمعيات الخيرية الكويتية وهي الآن آيلة للسقوط ـ وإلى بناء مساجد جديدة حاجة ماسة جدا ، والعمل الخيري الكويتي هناك يقوم بجهد مشكور ، غير أن حاجة المسلمين أكثر بكثير من جهود العمل الخيري الكويتي ، وهذا ما سنلقي عليه الضوء في سلسلة مقالات عن رحلتي إلى ألبانيا .
كانت مدة الرحلة ستة أيام ، غير أنها مليئة بالأحداث والقصص ، وقد تجولت في تلك الأيام الست في بعض أنحاء تلك البلاد التي عمرها الحقيقي عشر سنين فقط ، أي منذ سقوط الاتحاد السوفيتي ، ذلك أنها لم تكن قبل ذلك دولة ، وإنما كانت معسكـــرا من البائسين والتعساء إبان الحكم الشيوعي البائد .
عندما زار سماحة مفتي ألبانيا ووفد المشيخة الألبانية الكويت قبل نحو شهرين ، والتقيت معهم في الفندق وجهوا لي دعوة لزيارة ألبانيا ولبيت الدعوة ، وقد عقد هناك مؤتمر دعوي وشاركت فيه بمحاضرة مع الشيخ الفاضل الدكتور سليمان العودة وهو ابن عم فضيلة الشيخ العلامة سلمان العودة حفظه الله وأبقاه ذخرا وإخوانه الدعاة قادة الصحوة الإسلامية المباركة ، والشيخ سليمان كان في ألبانيا بدعوة من مؤسسة الوقف الإسلامي ، فاستغلت جمعية الآفاق والثقافة التي تنظم المؤتمر وجود الشيخ ودعته إلى المشاركة في المؤتمر ، وقد ألقى الكلمة الرئيسية في المؤتمر سماحة الشيخ حافظ صبري مفتي ألبانيا حفظه الله ، ثم حاضر أحد أعضاء المشيخة محاضرة عن فوائد الدين في حياة الشباب ، منتقدا العهد الشيوعي لمحاربته الدين ، وداعيا إلى زيادة النشاط الإسلامي في ألبانيا لكي يؤدي دين الإسلام دوره في بناء المجتمع الألباني بناء سليما بعد أن عانى بما فيه الكفاية مما مضى في العهد الشيوعي البائس .
بعد ذلك دعينا إلى مؤدبة كبيرة ، ثم كانت لنا بعد ذلك جولة في أنحاء البلاد ، وفيها ذكريات جميلة جدا ، سنكتبها في هذه الزاوية على حلقات إن شاء الله فتابعوا معنا .
لمتابعة هذه الحلقات يمكنك أخي القارئ الكريم مراجعتها في موقع الشيخ ، وسوف نعرضها هنا بإذن الله أيضا...
المصدر: موقع الشيخ حامد عبد الله العلي
حامد بن عبد الله العلي
أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية
- التصنيف: