العالم يَهُبُّ لإنقاذ بشار!

منذ 2012-10-18

ليس في العنوان خطأٌ مطبعي مثلما يبدو للوهلة الأولى، لأن المأمول لدى كل إنسان ذي ضمير، هو أن يتداعى الشرفاء لنجدة الشعب السوري من جنون نيرون الشام، الذي فاق في طغيانه سائر الطواغيت في تاريخ أبناء آدم منذ القِدَم حتى اليوم.


ليس في العنوان خطأٌ مطبعي مثلما يبدو للوهلة الأولى، لأن المأمول لدى كل إنسان ذي ضمير، هو أن يتداعى الشرفاء لنجدة الشعب السوري من جنون نيرون الشام، الذي فاق في طغيانه سائر الطواغيت في تاريخ أبناء آدم منذ القِدَم حتى اليوم.

صحيح أنه حلم يقظة، لكن مرارة الواقع توحي به إذا لم يكن مفر من حصول فزعة لإغاثة الملهوف وتخليص الفريسة من براثن الوحش مصاص الدماء. أما أن تتضافر جهود الدول لمؤازرة الطاغية المجرم، وبخاصة أن لديه الطيران والمدافع والدبابات والصواريخ بألوانها، فلا ريب أنه يثير غضب الحليم ولا يستطيع المرء استيعابه واقعياً.

وليس في الأمر أدنى مبالغة ولا تصوير مجازي! وإنما هي الحقيقة التي يجري تمويهها بعبارات دبلوماسية لطالما تفنن الغرب في توظيفها في تاريخ نفاقه المديد!

الأخضر الإبراهيمي الذي اتفق المجرمون الخمسة العتاة على تسميته مبعوثاً مشتركاً للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، يمارس هواية السفر المترف إلى عواصم المنطقة والعالم، بالرغم من اعترافه بعدم وجود خطة عنده للتحرك، فالرجل ليس في عجلة من أمره -كما صرح بلسانه-، فالسوريون الذين يقضون نحبهم بالمئات على يد طاغية دمشق يموتون من قبل، فأين المشكلة إذا ظلوا يلقون حتفهم بالقصف الجوي أو المدفعي، أو بسكاكين القتلة الوافدين للثأر من الذين قتلوا المجرم أبا لؤلؤة المجوسي، والذين أطفأ الله على أيديهم نار المجوسية، وأنقذوا الفرس من عبادة كسرى ومن شيوعية النساء وإباحية المزدكية.

ولو أن نيرون الشام أسرف مؤخراً في استعمال القنابل العنقودية المحظورة دولياً، فهذا تفصيل عابر إذ تعددت الأسباب والموت واحد! ولسان حال الإبراهيمي تعبيراً عن مكنونات رؤسائه المعروفين المكتومين: "ألستم مؤمنين وتعلمون أن الإنسان لا يموت إلا إذا حان أجله"!

الأخضر -المتلون بحسب ما تقتضيه ظروف البيئة الدولية المحيطة وكلها مع عصابات الأسد- سكت وراوغ ثم أخذ يسرّب خطته الكارثة، وركنها الأكبر تأسيس قوة لحفظ السلام في سوريا! ثم فكر وقدر فقتل كيف قدر، إذ راح يدعو الدول إلى منع تدفق السلاح عن الطرفين المتصارعين في سوريا! -ثكلتك الأمم المتحدة والجامعة العربية والبشرية جمعاء-.

أين هو السلام في ربوع الشام حتى تحفظه أيها الشريك في قتل السوريين؟! أهو الذي ينجزه صاحبك المعتوه في حلب وحمص ودير الزور وريف دمشق؟! أم تنطق به أعداد ضحاياه من الرجال والنساء والشيوخ العزل، وهي تتراوح بين (35، 60) ألف قتيل؟ أم ملايين المُهَجرين من ديارهم في الداخل والخارج؟ أم مئات الألوف من المفقودين ومن المخطوفين إلى أقبية التعذيب الهمجي المنتهي بالموت البشع؟!

وتباً لك ولدبلوماسيتك التي صدعوا بها رؤوسنا!
هل تريد من سكان المريخ أن يوقفوا تزويد الجيش السوري الحر بالطائرات القاذفة والمقاتلة؟
أم تسعى إلى إقناع أهل زحل ومواطني عطارد بالكف عن إرسال المدافع والدبابات والصواريخ لمساعدة الثوار السوريين؟!

هل تريد -يا أعمى البصيرة- الضحك على سبعة مليارات من البشر المبصرين، لتقنعهم بأن في سوريا حرباً بين جيشين متكافئين في السلاح والعتاد، حتى تدعو إلى منعهما عن الجانبين؟!

هل تستطيع توجيه كلام سفيه كهذا للروس الوحوش، والإيرانيين الحاقدين عندما تلتقي بهم وتتلقى تعليماتهم لمواصلة المؤامرة الأممية على الشعب السوري، الذي يكاد يصيبكم بالجنون والانهيار العصبي بثباته المدهش وشجاعته التي تلامس الأساطير؟

نحن نعلم أنك تمضي في دورك المسرحي القذر، ومعك اليهود والصليبيون والوثنيون والملحدون في الغرب والشرق والصفويون في قم، وندرك أنكم تعملون جهدكم لتمرير مهزلة قوات حفظ السلام لكبح الثورة التي عجز طاغية الشام عن وأدها، وأنكم سوف تتخذونها رأس جسر وصولاً إلى نشرها على الحدود مع تركيا لمحاصرة الشعب السوري، وتمكين جزاركم من ذبحه بعد التقاط أنفاسه! ولكي تغدو القضية توتراً حدودياً بين دولتين!

وندرك أن هذه الفزعة تأتي بعد فشل الحلف المجوسي في إجهاض الثورة السورية، حتى بعد تجاوز مرحلة التقية واضطرار القوم إلى الجهر بمقاتلتهم شعباً أعزل إلى جانب مجرم حقير.

لكننا نذكرك بالله إن كنت تؤمن به حق الإيمان، وليس تشدقاً باللسان فحسب، فالسوريون يعلمون علم اليقين أن النصر من عند الله وحده.

ويا خسارة الجزائر بلد المليون شهيد، أن يصبح المتصدرون لمشهدها السياسي أناس من طينة الإبراهيمي وجنرالات (الرز والزيت والسُّكَّر).