أطفالنا وأيام العشر

منذ 2012-10-20

هي فرصة للتواصل وغرسِ القِيَم الايجابية والفضائل في نفوسِ أطفالنا بشكلٍ إيجابيٍ وعمليٍ فعّال فعلينا كوالدين أن نضيعها.


تَهلُّ علينا كل عامٍ مناسباتٍ ونفحاتٍ ربانيّة، وتُعتبر تلك النفحات فرصة مناسبة لتعريف أطفالنا بتلك المناسبات وسببها، وهي كذلك فرصة للوالدين لفتحِ مجالات للحديث مع أطفالهم حول تلك المناسبات التي قد تكون مرتبطة بوقائع أو أشخاص يفيد الطفل التعرف عليها، وكذلك وهي وسيلة أيضاً لربطّ الطفل بتلك المعتقدات والشعائر التعبديّة بصورة عمليّة تَرسخ في ذهنِ الطفل وتَعلق في ذهنه.

وهنا يأتي دور الوالدين في ترسيخ مفهوم تلك المناسبات في ذهن الطفل من خلال أحداث ووقائع سارة، تترك بصمة في ذاكرته؛ فعلى الوالدين جعل تلك البصمات بصمات إيجابية تُسهم في تحبيب الطفل وربطهِ بتلك الأحداث والمناسبات، ويكون من السهل عليه بعد ذك أداء التكاليف التعبدية المرتبطة بتلك المناسبات كالصيام في رمضان أو قراءة القرآن ونحوه.

ومن ضمن تلك المناسبات التي يمكن لنا أن نستغلها في ربط الطفل بتلك الشعائر، مثلاً إذا صلى الطفل أول صلاة له في المسجد فيُمكن للوالدين عمل احتفالية صغيرة وتقديم هدية بسيطة مُحببةٌ لنفس الطفل تجعل تلك المناسبة مناسبة تترك أثرها وبصمتها في نفسه، وكذلك إذا أتمّ الطفل حفظ أول سورةٍ أو جزءٍ من القرآن نحاول الاحتفاء به وتوضيح أهميّة ما فعله أمام الناس والافتخار به أمام الناس على ما أنجزه.

وستهلُّ علينا بعد أيام قليلة مجموعة نفحات ربانيّة؛ وهي العشر الأوائل من ذي الحجة، وَوقفة عرفات، وأيام العيد وما يتبعها من التضحية وما فيها من مَعانٍ عظيمة، وهي مناسبات لها تأثيرٌ عظيم في نفوسنا جميعاً والأطفال خصوصاً، فالتَّعرف على فضل العشر الأوائل وأهميّة العمل الصالح فيها من خلال مسابقة، سيكون لها أكبر الأثرِ في نفس الطفل وتجعله يُقبل على الصيام والعمل الصالح في تلك الأيام بشكلٍ سهل ومُيسّر على نفسه.

كذلك قصة الأضحية مرتبطة بإسماعيل عليه السلام وهو صبيُّ صغير، فستعلق بذهنِ الطفل بشكل كبير وسريع لأنها تعبر عنه، ويمكن استغلها في غرس طاعة الله عز وجل وطاعة الوالدين بأُسلوب غير مباشر، وأيضاً أن يَعيّ الطفل أن كل عيدٍ يأتي بعد كبدِ ومعاناةِ الصيام كهدية ومكافأة له على صيامه يجعله يُقبل على تلك الطاعة الشاقّة بنْفسٍ وصدرٍ رحب.

وكما قلنا من قبل أن تلك المناسبات وسيلة جيدة للتواصل الفعّال بين الوالدين وأطفالهم، فالكثير من أطفالنا كل ما يأملوه أن يجدوا من يُشاركهم أوقاتهم ولو بقصةٍ قصيرة أو أُنشودة يجتمعُ عليها كل أفراد الأسرة، لذا على الوالدين اقتناص تلك الفرص الذهبية التي لا تعوّض في محاولة منهم لغرسِ كل نافعٍ في نفوس أطفالهم، فكم مِنّا نحن الكبار لم ينسَ أنشودة أنشدته أُمّه له وهو صغير، أو قصة لن تُمحى كذلك من ذاكرته قصها عليه والده!

فهي فرصة للتواصل وغرسِ القِيَم الايجابية والفضائل في نفوسِ أطفالنا بشكلٍ إيجابيٍ وعمليٍ فعّال فعلينا كوالدين أن نضيعها.


معتز شاهين