الحق منحصر في الشريعة الإسلامية وليس مشاعاً بين الديانات والثقافات

منذ 2012-11-15

إن مما لا شك فيه أن الحق منحصر فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة، وأنه يلزم جميع الثقلين بعد بعثته صلى الله عليه وسلم الإيمان به والتمسك بدينه الحنيف الذي لا يقبل الله من أحد ديناً سواه..


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد؛

فقد اطلعت على أوراق مستخرجة من موقع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تتعلق بالندوة العلمية التي نظمتها الجامعة الإسلامية بالمدينة، واستضافتها الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا حول مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وبدأت هذه الندوة في 18/11/1433هـ، وقد جاء فيها أن معالي مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور محمد العقلا ألقى كلمة أكد فيها أن سماحة الدين الإسلامي وإنصافه، جاءت بإقرار الحق مهما كان مصدره، والاعتراف بالصواب بغضّ النظر عن قائله، وأضاف أنّ مبدأ الحوار بين أهل الأديان مبدأ قرآني خالص، وأسلوب نبويّ مشروع، إذ نجد القرآن ينادي أهل الكتاب و ـ حتى المشركين ـ في أكثر من موضع، محاوراً لهم في شبهاتهم، ومتسائلاً عن أدلتهم، يقابل الحجة بالحجة، منطلقاً إليهم مما يؤمنون به، ومحتجًّا عليهم بما يعتقدون، ومناقشاً لهم فيما خالفوا فيه الحق، وأشار إلى أن هذا المبدأ هو الذي وفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية للانطلاق منه، في مبادرته السامية ''للحوار بين أتباع الأديان والثقافات''، وهي المبادرة التي تنعقد حولها هذه الندوة المباركة، مؤكداً أن هذه المبادرة تفترض أن الحق مُشاعٌ لا يحق لأحد احتكاره، والصواب ضالة يسعى كل صاحب دين أو ثقافة تحصيله، وما لم يؤمن أصحاب الأديان والثقافات بهذه الفكرة، فلا يمكن تحقيق التعايش والتوافق والتسامح الذي هو أساس العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان، وأن الحوار هو وسيلة الأطراف المفترقة لتجد أرضاً مشتركة، تقف عليها الأقدام راسخة لتبدأ منها تحديد أوجه الاتفاق والقواسم المشتركة، وتضع أيديها على مواطن الاختلاف، دون إلزام طرفٍ بالتنازل عما يعتقد من مبادئه وثوابته لأجل الآخر، وبعيداً عن نبذ المخالف والتنكر لما يعتقد، وأشار إلى أن هذه الندوة تحاول إبراز أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الأديان لتفعيلها والإفادة من سموّ فكرتها، سعياً لإعادة هيكلة العلاقات الإنسانية على أسس العدالة والتسامح والتعايش السلمي بين الجميع، واستشراف عوامل وإمكانات إعادة بناء الثقة بين العالم الإسلامي والآخر.


وهذه تنبيهات حول هذه الكلمة:

1. إن مما لا شك فيه أن الحق منحصر فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة، وأنه يلزم جميع الثقلين بعد بعثته صلى الله عليه وسلم الإيمان به والتمسك بدينه الحنيف الذي لا يقبل الله من أحد ديناً سواه؛ قال الله عز وجل: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [آل عمران:85]، وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } [الأنبياء:107] ، وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }[سبأ:28]، وقال:{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ } [ الأنعام :19] ، وقال: {وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} [هود:17] ، وقال: {وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّـهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران:20]، ومعنى قوله: أَأَسْلَمْتُمْ: أسلِموا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في كتابه إلى هرقل عظيم الروم: «أسلم تسلم» [رواه البخاري ومسلم] ، وقال صلى الله عليه وسلم:«والذي نفس محمد بيده! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار [رواه مسلم ]»، وقد ذكرت شيئاً من التفصيل في ذلك في الكلمة التي كتبتها بمناسبة انتاج وإخراج فيلم في أمريكا مسيء إلى جناب الرسول صلى الله عليه وسلم نشرت في 8/11/1433هـ تحت عنوان: ''لن يضر السحابَ في السماء نباحُ الكلاب التي تحميها الديمقراطية الزائفة''.


2. لاشك أن التوراة والإنجيل المنزلين على موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام حق، وأن الذين أخذوا بهما من أصحابهما كانوا على حق، وقد حصل بعد زمانهما التحريف والتبديل والزيادة والنقص، ودل على ذلك القرآن، قال الله عز وجل: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِندِ اللَّـهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ } البقرة :79]، وكل ما جاء في الكتاب العزيز والسنة الصحيحة مضافاً إلى التوراة والإنجيل فإنه يُقطع بوجوده في الكتابين المنزلين وإن لم يوجد فيهما بعد التبديل، ومن أمثلة ذلك قول الله عز وجل: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} [ المائدة:45]، وقوله: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ } [ الأعراف :157]، وقوله: { محَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖتَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } [ الفتح:29]، وهذه الصفات لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل لا وجود لها فيما في أيدي اليهود والنصارى من الكتب المبدلة.


3. أن شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ناسخة للشرائع السابقة، وأن الحكم والعمل لا يكونان إلا فيها، وأن التعويل في جميع المجالات لا يكون إلا عليها ، قال الله عز وجل: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا ۚ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۖ وَاللَّـهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [الجاثية: 18-19] ، وقال { وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّـهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } [ البقرة:120] ، وقال: {أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖوَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} [ المائدة:48]، وقال: {أَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ} [المائدة:49]، ولا يبحث عن الحق والهدى فيما في أيدي اليهود والنصارى من الكتب المبدلة، وما جاء فيها من كلام حسن فقد جاء في شريعة الإسلام ما هو خير وأحسن منه؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: «تركتكم على مثل البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك» [حديث صحيح رواه ابن أبي عاصم في السنة]، ولا يصح أن يقال بعد بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: إن الحق مشاع لا يحق لأحد احتكاره، والحق الذي لا حق سواه أنه يتعين على جميع المكلفين من الجن والإنس الإيمان والالتزام بكل ما جاء به المصطفى صلوات الله وسلامه وبركاته عليه من الحق والهدى، ولا يقال: إن ذلك احتكار، بل هو التزام بما أوجبه الله كما قال الله عز وجل: { اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ } [الأعراف:3]، وقال: { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ . وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ .قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا. قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ } [طه: 123- 124- 125].


4. ما جاء في الكلمة من أن مبدأ الحوار بين أهل الأديان مبدأ قرآني خالص، وأسلوب نبويّ مشروع، إذ نجد القرآن ينادي أهل الكتاب و ـ حتى المشركين ـ في أكثر من موضع، محاوراً لهم في شبهاتهم، ومتسائلاً عن أدلتهم، يقابل الحجة بالحجة، منطلقاً إليهم مما يؤمنون به، ومحتجًّا عليهم بما يعتقدون، ومناقشاً لهم فيما خالفوا فيه الحق، هو كلام صحيح والذين يقومون بتحقيقه وتطبيقه هم علماء الشريعة، فقد ألَّفوا في ذلك مؤلفات، منها: ''تخجيل من حرَّف التوراة والإنجيل'' لأبي البقاء الهاشمي (668هـ)، و''الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح'' لشيخ الإسلام ابن تيمية (728هـ)، و''هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى'' لابن القيم (751هـ)، و''وإظهار الحق'' لرحمة الله الهندي (1308هـ)، وللشيخ الدكتور محمد تقي الدين الهلالي رسالة مختصرة أسماها: ''البراهين الإنجيلية على أن عيسى عليه السلام داخل في العبودية ولا حظ له من الألوهية''، أما من سواهم فدخولهم في هذا المجال لا يسلم من التخاذل والقول على الله بغير علم.


5. أما مبادرة خادم الحرمين الملك عبد الله حفظه الله ووفقه لما فيه رضاه بالحوار بين أتباع الديانات والثقافات فمعلوم أن المقصود منها التعايش السلمي بين دول العالم بحيث لا يحصل الأذى من أحد لأحد ولا الاعتداء من أحد على أحد، ومنه ما اُصطلح عليه بين الدول في هذا الزمان من إيجاد سفارات لكل دولة في دول أخرى ترعى مصالحها ويُرجع إليها في شؤونها المتعلقة بها.


6. ما جاء في الكلمة من التعبير بأخوة الإنسان لأخيه الإنسان لا يتفق مع ما جاء في الكتاب والسنة من إثبات أن الأخوة إنما تكون بين المسلمين؛ كما قال الله عز وجل: ?، وقال صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم» [ رواه مسلم] ، ولشيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله كلمة بعنوان: ''لا أخوة بين المسلمين والكافرين ولا دين حق غير دين الإسلام'' كتبها إبان رئاسته للجامعة الإسلامية بالمدينة ونشرت في مجلتها في عددها الرابع من السنة السابعة في ربيع الآخر 1395هـ وهي في مجموع فتاواه (2/173)، قال فيها: ''أما بعد، فقد نشرت صحيفة عكاظ في عددها 3031 الصادر بتاريخ 27/8/1394هـ خبرا يتعلق بإقامة صلاة الجمعة في مسجد قرطبة، وذكرت فيه أن الاحتفال بذلك يعد تأكيدا لعلاقات الأخوة والمحبة بين أبناء الديانتين الإسلام والمسيحية. انتهى المقصود، كما نشرت صحيفة أخبار العالم الإسلامي في عددها 395 الصادر بتاريخ 29/8/1394هـ الخبر المذكور وذكرت ما نصه: ''ولا شك أن هذا العمل يعتبر تأكيدا لسماحة الإسلام وأن الدين واحد''إلى آخره، ونظرا إلى ما في هذا الكلام من مصادمة الأدلة الشرعية الدالة على أنه لا أخوة ولا محبة بين المسلمين والكافرين، وإنما ذلك بين المسلمين أنفسهم، وأنه لا اتحاد بين الدينين الإسلامي والنصراني، لأن الدين الإسلامي هو الحق الذي يجب على جميع أهل الأرض المكلفين اتباعه، أما النصرانية فكفر وضلال بنص القرآن الكريم'' ثم ذكر أدلة على ذلك من الكتاب والسنة وبيَّن أن الحق بعد البعثة النبوية في الدين الإسلامي وحده، ثم قال: ''أما ما سواه من الأديان الأخرى سواء كانت يهودية أو نصرانية أو غيرهما فكلها باطلة، وما فيها من حق فقد جاءت شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم به أو ما هو أكمل منه، لأنها شريعة كاملة عامة لجميع أهل الأرض، أما ما سواها فشرائع خاصة نسخت بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم التي هي أكمل الشرائع وأعمها وأنفعها للعباد في المعاش والمعاد''، وختم كلمته رحمه الله بقوله: ''ولو قيل: إن هذا الاحتفال يعتبر تأكيدا لعلاقات التعاون بين أبناء الديانتين فيما ينفع الجميع، لكان ذلك وجيها ولا محذور فيه''، وهذه الجملة الأخيرة هي التي تلتقي معها مبادرة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله للحوار بين أتباع الديانات والثقافات.

ومن يطلع على كلمة شيخنا رحمه الله الذي تولى تصريف أمور الجامعة منذ تأسيسها خمسة عشر عاماً نائباً لرئيسها الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله ثم رئيساً لها وكلمة مديرها السادس يظهر له الفرق بين حال الجامعة في زمان شبابها وحالها في زمان شيخوختها وهرمها، والله المستعان.


7. أما ما جاء في آخر الكلمة من البعد عن نبذ المخالف والتنكر لما يعتقد فهو مما يُستغرب ويُتعجب منه! وكيف لا يتنكر المسلمون ولا ينكرون القول بأن عزيراً ابن الله وأن المسيح ابن الله، والقول: إن الله هو المسيح ابن مريم، والقول: إن الله ثالث ثلاثة وكل ذلك مما جاء إنكاره في القرآن الكريم؟!

وأسأل الله عز وجل أن يوفق بلاد الحرمين حكومة وشعباً لكل خير، وأن يحفظها من كل شر، وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته، إنه سميع مجيب.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


24/12/1433هـ
 

عبد المحسن بن حمد العباد البدر

المحدث الفقيه والمدرس بالمسجد النبوي الشريف، ومدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سابقاً