أخبث مخطّط يتمّ إعـدادهُ لسوريا الجديدة

منذ 2012-12-19

لاتلوموا الغرب المتصهين أن أرعبتهم صور الشعب السوري وهو يلتفّ حول راية الجهاد التي ترفع شعار( الله أكبـر)، فإنّ هذه الكلمة العظيمة، كما تفعل فعلها المجلجل في أرض المعارك العسكرية، تحدث زلزالا في نفوس مكرة السياسة، فيجـنّ جنونهـم، ويضطـرب تفكيرهـم...



لاتلوموا الغرب المتصهين أن أرعبتهم صور الشعب السوري وهو يلتفّ حول راية الجهاد التي ترفع شعار( الله أكبـر)، فإنّ هذه الكلمة العظيمة، كما تفعل فعلها المجلجل في أرض المعارك العسكرية، تحدث زلزالا في نفوس مكرة السياسة، فيجـنّ جنونهـم، ويضطـرب تفكيرهـم، ويشتد غيظهم، ثـم يفضي بهـم هذا الغيـظ من ظهور الإسلام، ومن احتشاد المؤمنين تحت راية الجهـاد، إلى كيد الإنسـان الضعيف - إذا قابل ما يعـدُّه الله مما يظهره تارة، ويخفيه تارة، لينصر هذا الدين - الذي سرعان ما يتبين لكائده أنه كان يلفّ حبل كيدِه على رقبته، كما قال تعالى:{مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} [الحج: 15].

وهذه الآية العظيمة هي من آيات النصر لهذا الدين، وهي على معنى التهكُّم بمن يكيد عليه، ويمكـر بـه، كما قال ابن عباس رضي الله عنه "من كان يظنّ أن لا ينصر الله محمداً في الدنيا، والآخرة، فليمدد بسبب إلى سقف بيته، ثم ليخنق نفسه به". وإذا كانت رياح الربيع العربي قد هبـّت مفاجئة للغرب، فأربكت حسابات البنتاغون، والسي آي إيه، ونقلت الغرب المتصهين من التحكُّم بمنطقتنا، إلى محاولة التأثير في مجريات أحداث فينجحون جزئيا تارة، ويفشلون تارات، فإنّ ربيع الشام هو الإعصار الذي اقتلع البنتاغون، والسي آي إيه وأطار بهما في أودية الحيرة، والرعب، والقلق علـى مستقبل أطماع الغرب المتصهين في هذه المنطقة التي حقَّا مَنْ هيمن عليها، ساد كل العالـم.

ولهذا فقد وُضعت الخطة الصهيوغربية بعد أن توجهت الثورة السورية إلى نصر أكيـد، لتتلخّص بما يلي:

يمسك الغرب بخيوط المشهد السوري كلّه، بشقيه العسكري عن طريق التحكُّم بإدخال السلاح، وبالسياسي عن طريق التحكّم بالمؤسسة السياسية التي ستتولى بعد سقوط النظام، ليجعل الثورة ترسو على شاطئه، في مينائه، بعد أن تسير في مضيق يحدّد هو مسارَه، ثم يشكّل في مينائه ذاك، سوريا جديدة لـه وحده !

بحيث تقوم على ثلاثة أضلاع:

أحدها: دولة تابعة للغرب، تحمي الكيان الصهيوني أولاً، ويحُـدّد حجمُها، وتُقـدّر قوتها، وتُوجـّه ثقافتها، في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض ثانيا، لتقبل الدخول في لعبة الغـرب المفضلة للمنطقة، لعبة إبقاء المنطقة في حزام أزمات دائـم يُستثمـر ويُوظّـف لأطماع الغرب المتصهين.

الثاني: دولة تكون - كالمنظومة الخليجية والأردن تمامًا - شريكة كاملة له في محاربة فكرة الجهاد، وثقافته، تلك التي ارتاع الغـرب من وصولها بهذا الحجم إلى حدود الكيان الصهيوني بينما ذهب يحاربها في أبعـد مكان في أفغانستان لئلا تصل هنا !!

ولهذا كان أول اختبار هو المطالبة بإدراج جبهة النصرة على قائمة الإرهاب، وستتبعها منظمات جهادية أخرى في سوريا، تمهيدا لوأد فكرة الجهاد التي غدت لا أقول ثقافة الشعب السوري، بل نبض قلبـه، وأنفاس شبابه، مخلوطة بطعامه وشرابـه. ويحسن هنا أن ننبه الفصائل المجاهدة في سوريا أن عملًا استخباراتيًا غير مسبوق يتم الآن لجمع كلّ ما يتعلق بحملة السلاح في سوريا، من صور الأقمار الصناعية، إلى العناصر البشرية المندسّة، إلى جمع المعلومات من دول العبور، سيُستخدم فيما بعد لمشروع وأد ثقافة الجهاد في الشعب السوري. ولكن سيفشـلون وسينقلب ذلك عليهم، وستنتشر فكرة الجهاد أوسع مما كانت بإذن الله تعالى.

الثالث: دولة تقبـل بالدخول في مشروع التآمر على الربيع العربي، بتخريب سكـة قطاره ليتوقف في سوريا أولا، وأيضـا ليعود القطار أدراجه ثانيا، بإفشال المشاريع التي قامت على ثقافته في تونس، ومصر، وليبيا، واليمن، لتُعـاد هذه الدول إلى الحظيرة، حظيرة العبودية، حظيـرة المستعمر الأنجلوسكسوني العنصري المتغطرس !

ومن الواضح أن دندنة الغرب عـن (المنظمات الإرهابية) لإشعال فتنة داخلية بين الشعب السوري، وكذلك هرطقته عن السلاح الكيماوي للنظام، بعض وسائل تلك الخطة الخبيثة، في إطار التمهيد لتدخل غربي بستار أممي مزعوم !

غير أن هذه الخطة ستبوء بالفشـل، بإذن الله، وستنجلي الغيوم المتلبّدة، لتشرق الشمس على سوريا جديدة أخـرى لم يعهـدها الغـرب المتصهين من قبـل.

تقوم على ثلاثة أضـلاع:

1ـ سوريا التي تعتـزّ بإرادتها المستقلة الرافضة لكلّ تدخل أجنبي في شؤونها، المفتخـرة بإسلامها، وعروبتها:

فالإسلام فيها العنوان الأكـبر، والشعار الأعظـم، إسلام أهل السنة والجماعـة، إذ هذا هو وعاء هذه الحضارة العظيمة، وهو الناطق الرسمي بلسانهـا، وهو حصنها المنيع، وسيفها العالي الرفيـع، سوريا المتبنّـية لقضايـا أمتها من ميانمار، إلى القضية الفلسطينية، ومنها ستنطلق جيوش تحرير القدس، مرورا بتركستان الشرقية، وأفغانسـتان، وأهل السنة في إيران، وإن كـره الغرب المتصهين.

2ـ سوريا الثورة:

ثورة الربيع العربي، التي ترى أنه حـقّ عليها إكمال مسيرة الربيع العربي، ولذلك فهي تمـدّ يدها الثائرة، لبقية الشعوب العربية، لتتخلّص من عهود العبودية، وتعيد سلطة الشعوب إليها من مغتصبيها، من أنظمة التبعية والخنوع، والشهوات، والنهـب، والتخلف، والفسـاد، والقمـع.

3ـ سوريا الجبهة المتقدمة:

التي سينطلق منها مشروع إسقاط المجوسية، بتحرير العراق أولا، ثم مد العون للشعب الإيراني ليسقط طواغيته، طواغيت مذابح الأطفال، ومجازر الأبرياء، وليهدم وكـر المتآمرين على الإسلام، والعروبة، على رؤوس كهنته السـود القابعين في طهـران، يبثُّون حياتهم، وعقاربهم، على أمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم، في كلّ مكـان، لتعيث فيها فسـادا، وتعمل فيها معاول التخريـب، والتدميـر.

غير أن هذا الذي نبشّـر به وبإذن الله سيتحقق، يحتاج إلى ثوابت - للمرحلة القادمة وليس الثوابت العامة - يقوم عليها، وأسس يرتكـز إليها، وهـي تتلخّص فيما يلي:

ثوابت الشعب الثائـر:

1ـ رفض التدخل الخارجي في إرادة الشعب السوري، واعتبار كلّ أشكاله السياسية مرفوضة، وكلّ صوره العسكرية تحت أي ذريعة، هـو احتلال يُقاتـل لطرده، ولتطهير أرض الشام منه.

2ـ حماية كلّ فصائل الثورة المباركة، ومنع إدراج أيّ منها على لائحة ما يُسمـّى الإرهاب، واعتبار كـلّ فصيل منها جـزءاً لا يتجـزّأ من الثورة، فالعدوان عليه عدوان على الثورة.

3ـ سوريا الجديدة لكلّ السوريين، وما ينتج من الاختيار الحرّ للشعب قـرار الشعب الذي لا يُعلـى عليه، وكلّ من شارك بالثورة من أيّ الطوائف، مشكورٌ جهدُهُ، محفوظةٌ مكانته، سوريا هي أرضه ووطنه، حقّـهُ فيها غير منقوص، ولا عدوان عليه، قال تعالى: {فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة:من الآية 193].

وأما ثوابت الفصائل المجاهدة فهـي ثلاثة أيضا:

1ـ عدم الافتئات على الخيار الحـرّ للشعب السوري - الذي سينتج عنه الإسلام قطعا في سياق التدرج المتساوق مع سنن الله في التغييرات الاجتماعية - بأيّ مشروع يثمر خلافا بيـن مكوّنات الثورة، فاقتتالا داخليـّا، عائذين بالله من ذلك.

2ـ تحريم توجيه السلاح داخل الشعب السوري الثائر، واعتبار ذلك تنفيذا للمخطط الصهيوغربي الذي يتمنّى أن تتقاتل مكونات الثورة فيما بينها، تحت أيّ ذريعة، لتحوّلَ حلم سوريا الجديدة إلى حرب أهلية تخلف حطاماً يستجلب احتلالاً صهيوغربيا جديدا تحت غطـاء دولي.

3ـ اعتبار الثورة السوريـّة امتداداً للربيع العربي، وهذا يعني أنه بعد سقوط النظام، فالثورة ترجع إلى انطلاقتها الأولى عندما بدأت بالتظاهر المطالب بإسقاط النظام، وترك الشعب يختار نظامه.

وهذا يعني أيضا، أنه إذا سقط النظام، فيجب أن تعود الحشود الثائرة التي قدمت دمائها، وضحـت، وخاضت المواجهة مع النظام، تعـود للميادين، ثـم منها فقط، تتشكـّل الهيئات التي تقود البلاد إلى وضع أسس اختيار حرّ يشكـل سوريا الجديدة.

وإنه لأحمق مـا قـد يُرتكب في سوريا بعد سقوط النظام، ترك هيئات أسست بالخارج تتحكّم في مستقبل سوريا !! وكذلك - وقد يقع ذلك من مندسّين أو بتوجيه منهـم ! بعد سقوط النظام - أن تغتـرّ مجموعة مقاتلـة، بما بيدهـا من سلاح، فتجتزئ لها أرضا بالشـام، و تظـنّ أنها ستنطلق منها، لتهزم أخـبث أنظمة المكـر، تلك الأنظمة التي تنتظر هذه الحماقة لتقيم عليها مشروع سرقة الثورة ! بعد أن تغري بقية الشعب السوري بقتال تلك المجموعـة، ثـم تمدُّ لهذه الفتنـة مـدّا !

تظـنّ أنها ستنطلـق منها لتهزم أعداء الإسلام كلّهم، فتقيم على تلك البقعـة راية الخلافة ! وتحرّر فلسطين ! منعزلـة عن التعاون مع باقي الأمـّة، وسائر جماعاتها المخلصة، وخارج سياق نهضة الأمّـة الشامـلة، الجامعة بين فهمٍ صحيح للإسلام، وإدراك واعٍ لسنن الله في التغييـر.

وهنا ينبغي أن نذكـّر إخواننا من الفصائل الجهادية المتعطّشة للجهاد بكلمة نافعة جداً لليث الجهاد الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله، عندما قال:

"حبّذا أن نذكر إخواننا بأهميّة التحلّي بالمكث، والأناة، ونحذّرهم من الدخول في أيّ مصادمات مع الأحزاب الإسلامية، ويغلب على الظن أنّ أغلب المناطق ستقوم فيها حكومات على أنقاض الحكومات السابقة، ويترجّح أن تلك الحكومات ستكون للأحزاب، والجماعات الإسلامية، كالإخوان ومن شابههم، وواجبنا في هذه الفترة أن نهتم بالدعوة بين المسلمين، وكسب الأنصار، ونشر الفهم الصحيح"

أسامة بن لادن مرحبًا بالربيع العربي، قبل هذه الفقرة، وذلك في إحدى رسائله للقائد عطية الله.

نقول هذا، مع أننا بحمد الله على علمٍ، وتفاؤلٍ كبيرين، بأنه -كما قد كان دائما - لم يزل التيار الجهادي المسترشد بالحكمة، يرى أنّ بقاء الحدّ الفاصل بين نهج التعامل مع الاحتلال الخارجي (كما في أفغانستان، والعراق، وفلسطين على سبيل المثال) هذا التعامل الذي يقوم على التعبئة الجهادية بالسلاح، والاستفادة من كلّ مكونات الشعب المقاوِمة ضدّ المحتل لتطهير البلاد من دنسِهِ.، وبين التعامل مع التغييـر الداخلي في بلادنا الذي يقوم على النهج السياسي السلمي - حتى لو كان في صورة ثورة سلمية - بقاء هذا الحدّ الفاصل، واضح المعالم، هو صمام الأمان للمشروع الإسلامي التغييري .

وأنّ الخلط بينهما هو سبب كلّ التجارب الفاشلة في تاريخ المشروع الإسلامي، ولهذا تراجعت التيارات التي وقعت في هذا الفـخّ، وتبيّن لها - ربما بعد فوات الأوان - أن السلطة المتآمرة لم تكن تكره سلوك تلك التيارات سبيلَ العنف، بل كانت ترحّب به بالخفاء، بقدر ما تندّد به في العلن! إذ كانت تلك الأنظمـة ترى هذا السلوك العنفي ترياقَ بقائها، ووسيلة إضفاء الشرعية لها، ولسانُ حالِ مكرِها يقول: (فلولا السلطة الحريصة على أمن الوطن، والساهرة على سلامة المواطن لقـاد هؤلاء المخرّبون، والمفسدون بالأرض، وطننا الحبيب إلى المجهول، و الدمار) !!

وفي توجيهات الشيخ عبدالله عزام كثيراً من التنبيه على وجوب أن يتحلّى التيار الجهادي بالفهم المفرّق بين النهجين، المتقـيّد بالحدّ الفاصل بين التعاملين. كما ننوّه إلى أنّ الصراع مع الكيان الصهيوني، لن يحسمه فقط الاستعداد المشرف للتضحية الذي تمتلئ به صدور الصادقين من الشباب السوري الذي أسقط النظام بسلاحـه المحدود- بالمقارنة مع سلاحٍ غربـيّ هائـل مسخّـر للكيان الصهيوني - ولكنهم نواة يجب المحافظة عليها، وتنميتها في ظلّ مشروع نهضوي أكبـر للأمة، يرتفع بها إلى مستوى قدرات، وحجم العدوّ.

بل يجـب أن ندرك جيـّداً، أنّ هذا الصـراع مع الصهاينة، صراع عالمي، وليس محليّا محـدوداً، ولا إقليميا حتى، وأنّ هذا الكيان الخبيـث يستفيد من مشاريع (العجلة الحماسية)، كما يُعجبه فينا التهاون في تقدير حجم العدوّ الصهيوني، وقياس حقيقة المكر الغربي الذي يقف وراءه.

والحكمة تقتضي أن نحافظ أولا على مسار انطلاقة الربيع العـربي، لنطلـق شعوبنا من عبودية الطغاة - إذ لانهضـة في رقّ ! - متساوقين مع دعم القضية الفلسطينية، لاسيما صمود غزة، والمقاومة الفلسطينيـة، بكلّ وسائل الدعم، وإعداد الشعب الفلسطيني، مع سائـر الشعوب العربية لنهضة أمة تستعد روحيـّاً، و ثقافيـّاً، وسياسيـّاً، وعسكريّـاً، لمواجهة معركتين، تاريخيتين، فاصلتين، فُرضتـا على أمّتنا، مع المجوس من جهة، ومع الغرب المتصهين من جهة.

هذا ولاريب أن مستقبل أمتنا لا يحمل إلاّ إشراقات النصر، وإضاءات المجد، وأنوار نهضـة عظمـى سترتفع فيها أعـلام عزتها، وتخـفق رايات تفوقها العالمي بإذن الله تعالى.

{وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ . إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ . وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ . أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 139-142].

والله أعلم، وهو حسبنا، عليه توكّلنا، وعليه فليتوكّل المتوكـّلون.
 

حامد بن عبد الله العلي

أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية