اجعل رمضان انطلاقةً للنصر
منذ 2005-10-28
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
تمر أمتنا حالياً بفترة هي من أشد وأحرج الفترات التي مرت عليها على مدى تاريخها, وكل الأمة مسؤولة عن هذا الواقع, وعليها أن تسارع وتبذل الجهود للتغيير ولإعادة الأمة إلى عزّها ووضعها الطبيعي الذي يفترض أن تعيشه بين الأمم.. أمة قائدة لا تابعة.. عزيزة لا ذليلة.. تحمي أبناءها وتحفظهم بإذن الله من كيد الأعداء وتنكيلهم.
وإن أهم جانب تقوم به الأمة لتُصلِح أوضاعها هو انطلاقتها القوية في العودة الصادقة إلى الله وتوبتها من أي ذنب وأي أمر لا يرضاه, وبذلها الجهود للواجب الكبير واجب الدعوة أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر وتبصيرا وهداية للغير ممن غفل عن الحق والهدى, وهذا هو الطريق الذي سيوصل الأمة إلى العزة والقوة والجهاد والنصر فيه بإذن الله, قال تعالى { إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ } [محمد:7], وقال سبحانه { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } الآية [الرعد:11].
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن ابن عمر « إذا تبايعتم بالعينة, وأخذتم أذناب البقر, ورضيتم بالزرع, وتركتم الجهاد, سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم » [سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني].
وهنا يأتي دوري ودورك أخي المسلم في أن نبدأ هذا المسير وهذه الانطلاقة.
وفريضة صيام شهر رمضان هذه الفريضة العظيمة والركن الهام من أركان الدين حكمتها الأساس تحقيق التوبة والتقوى والابتعاد عما لا يرضي الله والمسارعة إلى ما يحبه ويأمر به, قال تعالى { يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة:183].
وتحقيق التقوى بالتزام أوامر الدين وواجباته (ومنها واجب الدعوة الذي تزداد أهميته ووجوبه في مثل هذا العصر الذي بعدت فيه الأمة)، وترك ما يحرمه هو أهمّ ما يحبه الله في رمضان وفي أي وقت آخر, وأهم من الازدياد في الأعمال الصالحة المستحبة, وفي الحديث القدسي الصحيح: « وما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحب إليَّ مما افترضت عليه » رواه البخاري وإبن حبان, وفي الحديث أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: « اتق المحارم تكن أعبد الناس » رواه الترمذي وحسنه الألباني, وفي الأثر عن ابن عمر رضي الله عنه: "لَرَدُّ دَانِقٍ من حرام أحب إلى الله من إنفاق مائة ألفٍ في سبيل الله".
وإذا تمعّنت أخي المسلم الغيور حكمة الصيام، ثم تأمّلت واقع الأمة وآلامها والذبح والإذلال والمخاطر التي تتعرض لها في شتى بقاع الأرض, لا نشك في أن قلبك الطيب وفكرك النير سيستشعر بإذن الله ضرورة ووجوب وأهمية وحتمية وفرضية انطلاقتنا لتغيير ما بأنفسنا وإصلاح وتذكير من حولنا لتَصْلُح أحوالنا، ويأتينا النصر ونفلح في دنيانا وآخرتنا.
أخي المسلم:
إن نياح الثكالى..
وبكاء اليتامى..
وآلام الجرحى..
وصرخات المعذبين..
وحسرات المشردين..
ومعاناة المأسورين..
كلها تدعوك لهذا التغيير وهذه الانطلاقة.
فهلا جعلت أخي المسلم شهر رمضان الكريم الذي يمر في هذه الأيام وامتنا في هذه المعاناة بداية المسير للصلاح والإصلاح, ولعمل كل ما يرضي الله وكل خير وكل ما يعين الأمة على استعادة مجدها في أي جانب من جوانب الحياة.
ابدأ أخي ولا تتأخر فالعمر قصير والواقع مرير, والأمة تنتظر نصرك فلا تخذلها!
قال تعالى: { وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور:31], وقال سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }.. الآية [التوبة:119].
وتذكر أجرك الكبير باستجابتك لأمر خالقك واجتهادك في طاعته, فالجائزة جنة الخلد, ودرجاتها ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والأرض.
قال تعالى: { وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [الأعراف:43].
خطوات عملية تعين على الانطلاقة والثبات عليها:
1- عليك بالصحبة الصالحة واحرص عليها, ومنها: الشريط النافع تسمعه في سيارتك أو بيتك.
2- ابتعد عن الصحبة التي لا تعينك على الاستقامة, ومنها: أي وسيلة تعرض وتُسهِّل ما لا يرضاه العظيم سبحانه, وتذكر قوله تعالى { الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ } [الزخرف:67].
3- استشعر وذكِّر نفسك دائما بواقع الأمة وآلامها, كي لا يضعف العزم وحتى يتجدد الحماس للتمسك ولبذل الجهد للدعوة، وتذكَّر أنك تؤخر نصرها بتقصيرك!
4- ادعُ الله وألح في دعائك بأن يعينك على الهدى وأن يحفظك من كيد الشياطين.
5- تذكر أيها الغيور أن الإنكباب على الترفيه ولو بالحلال في مثل هذا الواقع الذي تعيشه الأمة غير مستساغ, فكيف باللهو بما يحرم ولا يجوز شرعاً.
6- تأمل دائماً حقارة الدنيا وقصرها وسرعة انقضائها.
7- تذكَّر قرب الموت منا, وأنه قد يفجؤنا في أي لحظة, وتذكر القبر وما فيه, والجنة وعظمة نعيمها, والنار وشدة عذابها.
8- وأخيرا تذكر أيها المبتغي رحمة الله وفضله والدرجات العلى أن من علامات قبول عملك في رمضان وغيره أن تكون فيه وبعده أحسن حالاً تائبا منيباً مجتهداً في كل خير بعيدا عن كل شر.
ولنقل: (بإذن الله)..
تمر أمتنا حالياً بفترة هي من أشد وأحرج الفترات التي مرت عليها على مدى تاريخها, وكل الأمة مسؤولة عن هذا الواقع, وعليها أن تسارع وتبذل الجهود للتغيير ولإعادة الأمة إلى عزّها ووضعها الطبيعي الذي يفترض أن تعيشه بين الأمم.. أمة قائدة لا تابعة.. عزيزة لا ذليلة.. تحمي أبناءها وتحفظهم بإذن الله من كيد الأعداء وتنكيلهم.
وإن أهم جانب تقوم به الأمة لتُصلِح أوضاعها هو انطلاقتها القوية في العودة الصادقة إلى الله وتوبتها من أي ذنب وأي أمر لا يرضاه, وبذلها الجهود للواجب الكبير واجب الدعوة أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر وتبصيرا وهداية للغير ممن غفل عن الحق والهدى, وهذا هو الطريق الذي سيوصل الأمة إلى العزة والقوة والجهاد والنصر فيه بإذن الله, قال تعالى { إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ } [محمد:7], وقال سبحانه { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } الآية [الرعد:11].
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن ابن عمر « إذا تبايعتم بالعينة, وأخذتم أذناب البقر, ورضيتم بالزرع, وتركتم الجهاد, سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم » [سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني].
وهنا يأتي دوري ودورك أخي المسلم في أن نبدأ هذا المسير وهذه الانطلاقة.
وفريضة صيام شهر رمضان هذه الفريضة العظيمة والركن الهام من أركان الدين حكمتها الأساس تحقيق التوبة والتقوى والابتعاد عما لا يرضي الله والمسارعة إلى ما يحبه ويأمر به, قال تعالى { يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة:183].
وتحقيق التقوى بالتزام أوامر الدين وواجباته (ومنها واجب الدعوة الذي تزداد أهميته ووجوبه في مثل هذا العصر الذي بعدت فيه الأمة)، وترك ما يحرمه هو أهمّ ما يحبه الله في رمضان وفي أي وقت آخر, وأهم من الازدياد في الأعمال الصالحة المستحبة, وفي الحديث القدسي الصحيح: « وما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحب إليَّ مما افترضت عليه » رواه البخاري وإبن حبان, وفي الحديث أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: « اتق المحارم تكن أعبد الناس » رواه الترمذي وحسنه الألباني, وفي الأثر عن ابن عمر رضي الله عنه: "لَرَدُّ دَانِقٍ من حرام أحب إلى الله من إنفاق مائة ألفٍ في سبيل الله".
وإذا تمعّنت أخي المسلم الغيور حكمة الصيام، ثم تأمّلت واقع الأمة وآلامها والذبح والإذلال والمخاطر التي تتعرض لها في شتى بقاع الأرض, لا نشك في أن قلبك الطيب وفكرك النير سيستشعر بإذن الله ضرورة ووجوب وأهمية وحتمية وفرضية انطلاقتنا لتغيير ما بأنفسنا وإصلاح وتذكير من حولنا لتَصْلُح أحوالنا، ويأتينا النصر ونفلح في دنيانا وآخرتنا.
أخي المسلم:
إن نياح الثكالى..
وبكاء اليتامى..
وآلام الجرحى..
وصرخات المعذبين..
وحسرات المشردين..
ومعاناة المأسورين..
كلها تدعوك لهذا التغيير وهذه الانطلاقة.
جراحُ المسلمينَ أسىً كئيبُ *** فما
لكَ لا تُحسُّ ولا تُنيبُ !
وما لكَ لا تبالي بالمخازي *** تجلِّلهم!! فما هذا الغروبُ؟!
لياليهم مآسٍ في مآسي *** فلا فجرٌ بعيدٌ أو قريبُ
وقد أضحى ثراهم دونَ حامٍ *** وبينَ بيوتهمْ شبَّ اللهيبُ
تلفُّهمُ الهمومُ بكلِّ حدبٍ *** ولولا الصبرُ ما كانت تطيبُ
كأنَّ مصائب الدنيا جبالٌ *** رستْ فوقَ القلوب ِ فلا تغيبُ
يكادُ الصخرُ منْ حَزَن ٍ عليهمْ *** يذوبُ وأنتَ قلبكَ لا يذوبُ
أتغفو؟؟ ما خُلقتَ لمثل ِ هذا *** وقلبكَ لم يؤججهُ الوجيبُ
أأنتَ وريثُ منْ أحيوا بعلمٍ *** عقولَ الناسِ فكراً, لو تجيبُ
فليتكَ والهمومُ مخيماتٌ *** إلى الإيمانِ والتقوى تؤوبُ
ولو لمْ تكنْ منا لهانتْ *** مصيبتنا بمثلكَ يا حبيبُ
فإن لمْ تستجبْ منْ بعدِ هذا *** فلستُ أخالُ أنَّكَ تستجيبُ
للشاعر عبدالناصر منذر رسلان.وما لكَ لا تبالي بالمخازي *** تجلِّلهم!! فما هذا الغروبُ؟!
لياليهم مآسٍ في مآسي *** فلا فجرٌ بعيدٌ أو قريبُ
وقد أضحى ثراهم دونَ حامٍ *** وبينَ بيوتهمْ شبَّ اللهيبُ
تلفُّهمُ الهمومُ بكلِّ حدبٍ *** ولولا الصبرُ ما كانت تطيبُ
كأنَّ مصائب الدنيا جبالٌ *** رستْ فوقَ القلوب ِ فلا تغيبُ
يكادُ الصخرُ منْ حَزَن ٍ عليهمْ *** يذوبُ وأنتَ قلبكَ لا يذوبُ
أتغفو؟؟ ما خُلقتَ لمثل ِ هذا *** وقلبكَ لم يؤججهُ الوجيبُ
أأنتَ وريثُ منْ أحيوا بعلمٍ *** عقولَ الناسِ فكراً, لو تجيبُ
فليتكَ والهمومُ مخيماتٌ *** إلى الإيمانِ والتقوى تؤوبُ
ولو لمْ تكنْ منا لهانتْ *** مصيبتنا بمثلكَ يا حبيبُ
فإن لمْ تستجبْ منْ بعدِ هذا *** فلستُ أخالُ أنَّكَ تستجيبُ
فهلا جعلت أخي المسلم شهر رمضان الكريم الذي يمر في هذه الأيام وامتنا في هذه المعاناة بداية المسير للصلاح والإصلاح, ولعمل كل ما يرضي الله وكل خير وكل ما يعين الأمة على استعادة مجدها في أي جانب من جوانب الحياة.
ابدأ أخي ولا تتأخر فالعمر قصير والواقع مرير, والأمة تنتظر نصرك فلا تخذلها!
قال تعالى: { وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [النور:31], وقال سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }.. الآية [التوبة:119].
وتذكر أجرك الكبير باستجابتك لأمر خالقك واجتهادك في طاعته, فالجائزة جنة الخلد, ودرجاتها ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والأرض.
قال تعالى: { وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [الأعراف:43].
خطوات عملية تعين على الانطلاقة والثبات عليها:
1- عليك بالصحبة الصالحة واحرص عليها, ومنها: الشريط النافع تسمعه في سيارتك أو بيتك.
2- ابتعد عن الصحبة التي لا تعينك على الاستقامة, ومنها: أي وسيلة تعرض وتُسهِّل ما لا يرضاه العظيم سبحانه, وتذكر قوله تعالى { الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ } [الزخرف:67].
3- استشعر وذكِّر نفسك دائما بواقع الأمة وآلامها, كي لا يضعف العزم وحتى يتجدد الحماس للتمسك ولبذل الجهد للدعوة، وتذكَّر أنك تؤخر نصرها بتقصيرك!
4- ادعُ الله وألح في دعائك بأن يعينك على الهدى وأن يحفظك من كيد الشياطين.
5- تذكر أيها الغيور أن الإنكباب على الترفيه ولو بالحلال في مثل هذا الواقع الذي تعيشه الأمة غير مستساغ, فكيف باللهو بما يحرم ولا يجوز شرعاً.
6- تأمل دائماً حقارة الدنيا وقصرها وسرعة انقضائها.
7- تذكَّر قرب الموت منا, وأنه قد يفجؤنا في أي لحظة, وتذكر القبر وما فيه, والجنة وعظمة نعيمها, والنار وشدة عذابها.
8- وأخيرا تذكر أيها المبتغي رحمة الله وفضله والدرجات العلى أن من علامات قبول عملك في رمضان وغيره أن تكون فيه وبعده أحسن حالاً تائبا منيباً مجتهداً في كل خير بعيدا عن كل شر.
ولنقل: (بإذن الله)..
بدأ المسيرُ إلى الهدف *** والحرُّ
في عزمٍ زحف
والحرّ إن بدأ المسير *** فلن يكلَّ ولن يقف
والحرّ إن بدأ المسير *** فلن يكلَّ ولن يقف
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
- التصنيف: