الإخوان المسلمون في الخليج.. قراءة منحازة!

منذ 2013-01-15

تحت عنوان (الإخوان المسلمون في الخليج) أصدر مركز المسبار للدراسات والبحوث كتاباً من 280 صفحة، وهو عبارة عن ثماني مقالات لكن القاسم المشترك الأعظم في ما بينهم فهو عداؤهم المطلق والمسبق لسائر التيارات الإسلامية، إذ لا تنحصر مواقفهم المناوئة في جماعة الإخوان المسلمين وهي موضوع الكتاب.


تحت عنوان (الإخوان المسلمون في الخليج) أصدر مركز المسبار للدراسات والبحوث كتاباً من 280 صفحة، وهو عبارة عن ثماني مقالات من إعداد ثمانية أشخاص مختلفي الجنسيات، لكن القاسم المشترك الأعظم في ما بينهم فهو عداؤهم المطلق والمسبق لسائر التيارات الإسلامية، إذ لا تنحصر مواقفهم المناوئة في جماعة الإخوان المسلمين وهي موضوع الكتاب.

ولا يخفى على الباحثين المنصفين: أن أكثر العلمانيين العرب يخفون كراهيتهم للإسلام نفسه وراء خصومة يزعمون أنها تتوجه إلى حزب إسلامي بعينه أو جماعة أو تيار أو شخصية علمية أو سياسية.

وليس عبثاً أن يختار مدير المركز تركي الدخيل أقلاماً من هذا النوع لمعالجة قضية تتصل بجماعة الإخوان المسلمين وعلاقتها بدول الخليج. فتركي إسلامي سابق نكص على عقبيه ولجأ إلى البحث المحموم عن الشهرة من خلال المنابر التغريبية التي أتاحت له انطلاقة صاروخية باعتباره صيداً ثميناً يهيئ لهم الانتقام من الإسلاميين من خلال شخص يريد الثأر منهم.

واستعراض الموضوعات وأصحابها يؤكد صحة ادعائنا، فعبد الله بن بجاد العتيبي كتب عن الإخوان المسلمين والسعودية: (الهجرة والعلاقة)، و(منصور النقيدان) يناقش تمددهم في دولة الإمارات ثم انحسارهم، أما (أحمد البغدادي) فيقدم تصوره لمفهوم الوطن في فكر جماعة الإخوان، في حين يتصدى (مشاري الذايدي) لما يسميه: "من الإسلام التقليدي إلى الإسلام السياسي في الكويت"، ويتحدث يوسف الدايني عن: التنوير الإسلامي في السعودية.

من هنا فإن مقتل الكتاب انعدام الموضوعية فيه عن سابق عمدٍ وتصميم لأن أي ناشر يتحرى النزاهة ويروم العدالة ويبحث عن الحقيقة، يحرص على استكتاب مثقفين متنوعي المشارب، من مؤيدين لفكر الإخوان ومعارضين لهم وآخرين محايدين!! ولذلك فنحن أمام كتاب مؤدلج من أَلِفِه إلى يائه وبصيغة صاخبة وموتورة.

بل إن المركز كله قائم على هذه العداوة فسلسلة الكتب التي أصدرها من قبل تمضي جميعاً في هذا المسار؛ مسار التشويه المتعمد والابتسار والتحريف مع التشدق بالموضوعية والحياد العلمي مع أن السلسلة تشهد بنقيض ذلك كله 100%.

ومعظم مقالات الكتاب يتم نشرها كمقالات صحفية في الصحف المفتوحة لهذه الفئة المؤدلجة بشكل شبه حصري وبخاصة في جريدتي الحياة والشرق الأوسط.

ويكفي هذه الشريحة الناقمة أنها تخون أبجديات النزاهة إذ تصر على تسمية (الإسلامويين) مع أن الباحث الأمين يسمي الآخرين بما يسمون به أنفسهم، فكيف إذا كان العمل كتاباً بل سلسلة كتب! يفترض التزام المعايير العلمية الأصيلة.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، يفتري القوم في الصفحة 115 من هذا الكتاب أن الإسلاميين بعامة كانوا يحتكرون السيطرة على منابر الإعلام الحكومي في بلدان الخليج! مع أن أي مراقب يحترم نفسه يعلم علم اليقين أن الواقع هو عكس ذلك كلياً، فلا توجد صحيفة يومية واحدة في هذه الدول كلها يهيمن عليها غير التغريبيين، فكيف إذا انتقلنا بالحديث إلى التلفزة أو الإذاعة؟

وعندما يتبنى الإخوان في الإمارات مثلاً الدعوة إلى انتخابات نيابية حرة، وشيء من الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الضرورية، يلجأ الكتبة هنا من أدعياء الموضوعية إلى التشكيك فيهم وفي أهدافهم ويصبح الانحياز إلى الحاكم المستبد هو خيار القوم المفضل، مثلما يلاحظ المرء في كلامهم عن ثورة الشعب المصري ضد حسني مبارك.

ومع أن الإسلاميين كانوا في طليعة القوى الشعبية الثائرة يجري اتهامهم بعدم المشاركة، في ممارسة مقززة للكذب البواح الذي يعرف تفاهته المصريون حتى من خصوم الإسلاميين بعامة، والإخوان المسلمين بخاصة.


مهند الخليل