من عاش على شيء.. مات عليه.

منذ 2013-02-15

عبر وقصص لحسن الخاتمة

 

لقد توفي مصطفى السيد مُرسِل الإيميل المرفق قبل الأمس -عن عمر 32 عام- فجاة وبدون مقدمات، وترك أرملة وطفلتان في عمر الزهور...
اللهم اغفر له وارحمه وثبته عند السؤال، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأسكنه فسيح جناتك واجعله في الفردوس الأعلى.

من عاش على شيء.. مات عليه.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.

القصة الأولى:
لما نزل الموت بالعابد الزاهد عبد الله بن إدريس اشتد عليه الكرب، فلما أخذ يشهق بكت ابنته فقال: يا بنيتي لا تبكي فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة، كلها لأجل هذا المصرع.


القصة الثانية:
أمّا عامر بن عبد الله بن الزبير: فلقد كان على فراش الموت يَعُدُ أنفاسَ الحياة وأهله حوله يبكون.. فبينما هو يصارع الموت سمع المؤذن ينادي لصلاة المغرب، ونفسهُ تُحشْرجُ في حلقه، وقد اشتدّ نزعُه وعظـُم كربه.. فلما سمع النداء قال لمن حوله: خذوا بيدي.. قالوا: إلى أين؟ قال: إلى المسجد.. قالوا: وأنت على هذه الحال؟! قال: سبحان الله! أسمع منادي الصلاة ولا أجيبه... خذوا بيدي، فحملوه بين رجلين فصلى ركعة مع الإمام ثمّ مات في سجوده! نعم مات وهو ساجد.


القصة الثالثة:
واحتضر عبد الرحمن بن الأسود فبكى فقيل له: ما يبكيك وأنت... أنت..؟! -يعني في العبادة والخشوع، والزهد والخضوع- فقال: أبكي والله أسفاً على الصلاة والصوم.. ثمّ لم يزل يتلو القرآن حتى مات.


القصة الرابعة:
أما يزيد الرقاشي: فإنه لما نزل به الموت أخذ يبكي ويقول: من يصلي لك يا يزيد إذا متّ؟ ومن يصوم لك؟ ومن يستغفر لك من الذنوب؟... ثم تشهد ومات.


القصة الخامسة:
وها هو هارون الرشيد: لما حضرته الوفاة وعاين السكرات صاح بقواده وحُجَّابه: اجمعوا جيوشي.. فجاؤوا بهم بسيوفهم ودروعهم، لا يكاد يحصي عددهم إلا الله، كلهم تحت قيادته وأمْره، فلما رآهم بكى.. ثم قال: يا من لا يزول مُلكه ارحم من قد زال مُلكه.. ثم لم يزل يبكي حتى مات.


القصة السادسة:
أما عبد الملك بن مروان: فإنه لما نزل به الموت، جعل يتغشاه الكرب ويضيق عليه النَفَس، فأمر بنوافذ غرفته ففتحت، فالتفت فرأى غسالاً فقيراً في دكانه.. فبكى عبد الملك ثم قال: يا ليتني كنت غسالاً.. يا ليتني كنت نجاراً.. يا ليتني كنت حمالاً.. يا ليتني لم آلـِ من أمر المؤمنين شيئاً... ثم مات.


قصص معاصرة:
شاب أمريكي من أصل أسباني: دخل على إخواننا المسلمين في إحدى مساجد نيويورك في مدينة (بروكلين) بعد صلاة الفجر وقال لهم: أريد أن أدخل في الإسلام، قالوا: من أنت؟ قال: دلوني ولا تسألوني، فاغتسل ونطق بالشهادة، وعلموه الصلاة فصلى بخشوع نادر تعجَّب منه رواد المسجد جميعاً، وفي اليوم الثالث خلى به أحد الإخوة المصلين واستخرج منه الكلام... وقال له: يا أخي بالله عليك ما حكايتك؟ قال: والله لقد نشأت نصرانياً وقد تعلق قلبي بالمسيح -عليه السلام- ولكنني نظرت في أحوال الناس فرأيت الناس قد انصرفوا عن أخلاق المسيح تماماً، فبحثت عن الأديان وقرأت عنها، فشرح الله صدري للإسلام، وقبل الليلة التي دخلت عليكم فيها نمت بعد تفكير عميق وتأمل في البحث عن الحق، فجاءني المسيح -عليه السلام- في الرؤيا وأنا نائم وأشار لي بسبابته هكذا... كأنه يوجهني، وقال لي: كن محمدياً.. يقول: فخرجت أبحث عن مسجد... فأرشدني الله إلى هذا المسجد فدخلت عليكم.. بعد هذا الحديث القصير أَذَّنَ المؤذن لصلاة العشاء، ودخل هذا الشاب الصلاة مع المصلين، وسجد في الركعة الأولى وقام الإمام بعدها، ولم يقم أخونا المبارك بلّ ظل ساجداً لله، فحركه من بجواره فسقط.. فوجدوا روحه قد فاضت إلى الله جل وعلا.


قصة من الباخرة المصرية (سالم اكسبريس):
وهذا رجلٌ نجاه الله من الغرق في حادث الباخرة (سالم اكسبريس) يحكي قصة زوجته التي غرقت في طريق العودة من رحلة الحج..
يقول: صرخ الجميع: إن الباخرة تغرق... فصرختُ فيها: هيا اخرجي... فقالت: والله لن أخرج حتى ألبس حجابي كاملاً.. فقال: هذا وقت حجاب؟! اخرجي فإننا سنهلك.. قالت: والله لن أخرج إلا وقد ارتديت حجابي بكامله، فإن مت ألقى الله على طاعة.. فلبست ثيابها وخرجت مع زوجها، فلما تحقق الجميع من الغرق تعلقت به وقالت: أستحلفك بالله هل أنت راضٍ عني؟ فبكى الزوج.. ثم قالت: هل أنت راضٍ عني؟ فبكى.. فقالت: أريد أن أسمعها.. قال: والله إني راضٍ عنك، فبكت المرأة الشابة وقالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، وظلت تردد الشهادة حتى غرقت.. فبكى الزوج وهو يقول: أرجو من الله أن يجمعني بها في الآخرة في جنات النعيم.


قصة المؤذن للصلاة:
وهذا رجل قد عاش أربعين سنة يؤذن للصلاة لا يبتغي إلا ّوجه الله، وقبل الموت مرض مرضاً شديداً أقعده في الفراش وأفقده النطق، فعجز عن الذهاب إلى المسجد، فلما اشتد عليه المرض بكى، ورأى المحيطون به على وجهه أمارات الضيق وكأنه يخاطب نفسه قائلاً: يارب أؤذن لك أربعين سنة وأنت تعلم أني ما ابتغيت الأجر إلا منك، وأُحرم من الآذان في آخر لحظات حياتي... ثم تتغير ملامح هذا الوجه إلى البشر والسرور، ويقسم أبناؤه أنه لما حان وقت الآذان وقف على فراشه واتجه للقبلة ورفع الآذان في غرفته! وما إن وصل إلى آخر كلمات الآذان (لا إله إلا الله) حتى خر ساقطاً على الفراش.. فأسرع إليه بنوه فوجدوا روحه قد فاضت إلى الله مولاها.


وفاة الشيخ عبد الحميد كشك (رواية ًعن أهله):
وهذا شيخنا المبارك: عبد الحميد كشك -رحمه الله- يُقبَض في يوم ٍأحبه من كل قلبه (يوم الجمعه) فيغتسل الشيخُ يوم الجُمُعـَة، ويلبس ثوبه الأبيض، ويضع الطيب على بدنه وثوبه، ويصلي ركعتي (سنة الوضوء) وفي الركعة الثانية وهو راكعٌ يَخِرّ ساقطاً.. فيسرع إليه أهله وأولاده، فيجدوا أن روحه قد فاضت إلى الله جل فى علاه.


أخي الكريم أختي الكريمة:
لقد جرت سنة الله أن: من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بـُعِثَ عليه..

*******

إذا قرأت هذه الرساله كسبت ثوابها، وإن عممتها انتفع الآخرون بما فيها...

سًبْحَانَكَ اللَهُمَ وبِحمَدِكْ أشْهَدُ أَنْ لا إِلَــٌـهَ إِلّا أَنْتَ، أسْتَغْفِرًكَ وأَتًوبً إِلَيْك، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.