خريطة الحسينيات الشيعية في مصر

منذ 2013-03-06


نجحت الخلايا الشيعية الإيرانية بمصر في نشر العديد من الحسينيات الشيعية للتبشير بمذهبهم، وذلك في سرية تامة من جانب القائمين على المخطط لإصرارهم على تنفيذه، وهو الأمر الذي بدأ يتكشف بعد زيارة الداعية الشيعي علي الكوراني لمصر في مايو 2012، وتم وقتها الإعلان عن أول حسينية شيعية في مصر وسط ردود أفعال غاضبة، إلا أنها لم تكن الأولى من نوعها، فظهور حسينية الكوراني لم يأتِ إلا بعد تدشين عشرات الحسينيات الشيعية سرًا.

بدأ مخطط نشر المذهب الشيعي منذ عشرات السنين تحت الإشراف الشخصي للمرشح العام للثورة الإيرانية علي خامنئي، وذلك من خلال إنشاء عدد من الحسينيات الشيعية بالقرى والمدن المصرية، ونجحت المؤسسة الدينية الإيرانية تحت إشراف (محمد تقي الدين المدرسي) أحد أقطاب المؤسسة الدينية الإيرانية في تجنيد نحو 55 مواطنًا مصريًا ممن يميلون للفكر الشيعي، وتم دعمهم ماديًا ليقوموا بإنشاء عدد من المراكز الشيعية في خمس محافظات مصرية تحت مسمى (الحسينيات) تكون كلها تحت مستوى قيادي حمل اسم (المجلس الشيعي الأعلى لقيادة الحركة الشيعية في مصر)، التنظيم الذي يقود المخطط داخل مصر يتم تمويله بمبالغ طائلة من إيران، ويضم أعضاء مصريين ترددوا على إيران خلال السنوات الأخيرة، والتقوا مع قيادات شيعية، ونجحت الأجهزة الأمنية في اختراق التنظيم والحصول على معلومات من داخله حول البناء التنظيمي، وأساليب التجنيد والتمويل ومخططات التحرك.

وتبين من التحقيقات التي أجرتها الأنظمة الأمنية وقتها أن حسن شحاتة إمام مسجد الرحمن على علاقة بالتنظيم، ومنذ هذا التاريخ والتنظيمات والمحاولات الإيرانية لم تنتهِ، وقد نجحت بالفعل في إقامة العشرات من الحسينيات في ربوع مصر وخاصة بعد أن تسترت تحت عباءة الصوفية، وبالفعل نجحت الحوزات العلمية الشيعية في إيران والعراق في دعم العشرات من أئمة ومشايخ الطرق الصوفية لإقامة حسينيات شيعية داخل مراقد ومقامات الأولياء والصالحين والمنتسبين لآل البيت عليهم السلام.

ومن أبرز المراقد التي نجحت المراجع الشيعية في تحويلها إلى حسينيات ضريح الإمام سلامة الرضا، والسيد الشاذلي، وضريح السيد أبو العزائم، وضريح الإمام صالح الجعفري، وضريح الإمام علي زين العابدين بن علي، وضريح الإمام محمد بن الحنفية الأخ غير الشقيق لسيدنا الحسن والحسين، وأخيرًا ضريح الإمام مالك الأشتر الذي يعد أخطر وأحدث حسينية في مصر، تكلف إنشائها نحو 5 ملايين دولار من أموال الحوزات الشيعية الإيرانية وبمباركة كريمة من وزارة الأوقاف المصرية.

وفي محافظة أسوان على وجه التحديد نجحت إيران في إنشاء عشرة حسينيات شيعية داخل أضرحة ومراقد بعض الأولياء المنتسبين لآل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، وهذه المراقد الصوفية الشيعية ترفرف فوقها الأعلام الحسينية الشيعية الخضراء، تمتد خريطة الحسينيات الشيعية في مصر ويأتي على رأسها (حسينية الأشتر) حيث يعد مقام الأشتر من أبرز الحسينيات والعتبات المقدسة الشيعية التي تُلقى فيها الدروس الدينية الشيعية، وتُوزع فيها الكتب والمراجع الخمينية، وفي حدائقها يتم التبشير للمذهب الشيعي الإمامي، ومن قداسة هذا المقام لدى الشيعة تم دفن شقيق شيخ طائفة البهرة في هذا المقام.

بداية إنشاء الحسينيات كانت غامضة وذلك عندما تقدم رجل أعمال هندي من التجار (البهرة) -الطائفة الشيعية الفاطمية الإسماعيلية- والذي يحمل الجنسية المصرية لوزارة الأوقاف المصرية بطلب لترميم أحد الأضرحة القديمة الهالكة بزمام الجبل الأصفر بمنطقة القلج بالمرج القديمة التابعة لمحافظة القليوبية، وهذا الضريح مسجل في وزارة الأوقاف باسم ضريح الشيخ العجمي، إلا أن هذا المقام هو لمالك الأشتر وهو مالك بن الحارث النخعي المعروف بالأشتر الذي كان قائد جيوش الإمام علي رضي الله عنه في معركة صفين والجمل، وكان والي مصر الذي عينه سيدنا علي بن أبى طالب عقب فتنة سيدنا معاوية بن أبى سفيان، إلا أن الأشتر قد مات مسمومًا في ضاحية عين شمس بالمرج ودفن في هذا الضريح قبل أن يتولى عرش مصر، فأطلق عليه المصريون ضريح الشيخ العجمي، حيث كانوا يطلقون على كل غريب عن مصر لفظ (العجمي).

وقام أحد رجال الأعمال (البهرة) بشراء جميع الأراضي والمنازل المجاورة للضريح، وحصل على ترخيص من وزارة الأوقاف بترميم المقام وأعاد بنائه على أحدث طراز معماري إسلامي، وقام بنقشه بمياه الذهب وكتب عليه اسمه الحقيقى (مقام الإمام مالك الأشتر)، وكتب عليه دعوات وعبارات ولعنات شيعية تلعن قتلة الإمام علي ومن خرج على نهجهم، وتطعن في مذهب أهل السنة والجماعة في بلد الأزهر الشريف.

أما المرقد الثاني الذي قام الشيعة بإعادة ترميمه وتجديده وإنشاء حسينية بداخله: فهو ضريح الأمام (محمد بن الحنفية) الأخ غير الشقيق للإمام الحسين وابن الإمام علي بن أبى طالب، والذى يقع وسط أكثر من خمسة ملايين مقبرة بمقابر باب الوزير بالدرب الأحمر، ومن المستحيل أن يعرف مكانه أحد، ولكن الشيعة يمتلكون خرائط بجميع المراقد في مصر.

وحسب رواية عمال الضريح أنفسهم الذين أكدوا إلى (المصريون): أنهم فوجئوا بأحد الشيعة الباكستانيين قد حضر إليهم وادعى أنه يحمل تصريحًا من وزارة الأوقاف وكان معه خرائط مساحية حدد بها مكان الضريح من بين أكثر من خمسة آلاف قبر بترب الغفير، وأكد العمال أن الضريح تم ترميمه على أحدث طراز وتم نقشه بماء الذهب، وتم تزويده بعدد من الكتب الشيعية والمصاحف غير المعتمدة في مصر وقاعة دروس تستقبل الزوار وتلقى فيها الدروس الشيعية.

أما الحسينية الثالثة التي نجح الشيعة في إنشائها تحت ستار الصوفية فهي حسينية زين العابدين، هو زيد بن الإمام زين العابدين بن علي بن الحسين بن علي؛ الواقع بالقرب من مسجد السيدة زينب بالقاهرة وكان من أبرز رواد هذا الضريح اللواء عبد الحليم موسى وزير الداخلية الأسبق والملقب بشيخ العرب وكان في آخر حياته يلقي الدروس الدينية في مقام زين العابدين بن علي الذي صار بعد موسى حوزة علمية شيعية تُوزَع فيها الكتب الشيعية، وتلقى بها الخطب الحسينية التي أعدت مسبقًا في طهران أو النجف الأشرف بالعراق.

هذا بالإضافة إلى ضريح السيدة أم كلثوم بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق في مقابر قريش بجوار مسجد الإمام الشافعي بحي السيدة زينب، وهو من أقدس الأماكن عند الشيعة العرب والمصريين ويعد من أخطر الحسينيات التي تقام فيها كل المناسك الشيعية.
 

المصدر: المصريون