ثلاثة مواقف مؤثرة.. اجتمعت لي في يوم واحد!

منذ 2013-04-01

ثلاثة مواقف مؤثرة.. اجتمعت لي في يوم واحد! وتحديدا بعد صلاة الظهر.


الموقف الأول: والدته خائفة! هاتفت أحد الأحبة ممن والدته تعيش في سوريا -عجل الله بنصرهم- فسألته عن وضع والدته الآن؟ فقال بخير لم يمسهم سوء، ولكنهم خائفون بسبب سماعهم لأصوات القذائف والقنابل، فهم في خوف وترقب في كل وقت..

تعليق:
أتخيل حالهم وهم يصحون وينامون، ويأكلون ويشربون وهم خائفون! فأتذكر نعمة الأمن التي نعيشها، والتي من فقدها فقد لذة العيش واضطربت حياته، فاللهم لك الحمد..

الموقف الثاني: فقير يأوي إلى مسجد..
في طريقي إلى البيت راجعا من العمل كان هناك رجل فقير يقف على جانب الطريق، وقد وفقني الله في ذلك اليوم لإركابه، ظننت أنه يريد أن أوصله لبيته، ولكنه طلب مني أن أوصله إلى مسجد الحي ليرتاح فيه قبيل صلاة العصر، ولكي يلتقي ببعض المحسنين، وفعلا فقد أوصلته للمسجد، ومضيت إلى بيتي.

تعليق:
ظلّت صورة هذا الموقف بين عيني لم تفارقني! وأنا أدخل بيتي وأجلس بين أهلي، وأتناول طعام الغداء، فصرت أقارن بين حالي وحاله؟ وكيف صِرتُ إليه؟ وكيف صار إليه؟! فلم أملك إلا أن قلتُ وأقول: اللهم لك الحمد.

الموقف الثالث: رجله مبتورة!
في صلاة العصر من ذلك اليوم صلى معنا أحد الأشخاص إحدى رجليه مبتورة مع ساقه، وقد وضع مكانها قدم وساق صناعيتين، والذي لفت نظري ونظر بعض الجماعة أنه عندما أراد الجلوس في الصف خلع الرجل المصنوعة وجعلها أمامه بجانب المغازل! وصلى جالسا، فصار منظر القدم مع الساق وهي ملقاة أمام الصف منظرا مؤثرا وغريبا! حيث لون الساق مثل لون بشرته والقدم قد ألبسها شرابة، وبعد الصلاة وعندما أراد أن يذهب سحب الرجل ولبسها!

تعليق: بعد هذا الموقف تحسست قدميّ التي أقف عليهما، وأسير بهما دون أن أشعر فضلا أن تعيقني إحداهما، أو كلاهما أو أن أحتاج إلى شي أعتمد عليه..، فتذكرت هذه النعمة العظيمة عليّ وعلى الكثيرين من أمثالي، فاللهم لك الحمد.

قال الله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل:18].
وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

فاللهم لك الحمد.. اللهم لك الحمد.. اللهم لك الحمد..
أسأل الله أن يسبغ علينا نعمه الظاهرة والباطنة، ويجعلها عونا على طاعته، ويرزقنا شكرها..
اللهم آمين.


خالد بن عبد الرحمن الدغيري (أبو أسامة)
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام