أمريكا تسعى للانقلاب على الثورة السورية

منذ 2013-04-05

صرحت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) بأن الإدارة الأمريكية تجري استعدادات لشن هجمات محتملة باستخدام طائرات بدون طيار ضد مقاتلين إسلاميين متشددين في سوريا. هذا التحول الكبير في السياسة الأمريكية تجاه الأحداث في سوريا قد يبرر صمت الإدارة الأمريكية على جرائم النظام السوري تجاه شعبه الذي ما زال يرضخ تحت وطأة القصف والدمار، والقتل والتنكيل منذ عامين دون أن تحرك إدارة أوباما ساكناً مقارنة بما قامت به في ليبيا من سرعة التدخل والإطاحة بالقذافي


صرحت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) بأن الإدارة الأمريكية تجري استعدادات لشن هجمات محتملة باستخدام طائرات بدون طيار ضد مقاتلين إسلاميين متشددين في سوريا. هذا التحول الكبير في السياسة الأمريكية تجاه الأحداث في سوريا قد يبرر صمت الإدارة الأمريكية على جرائم النظام السوري تجاه شعبه الذي ما زال يرضخ تحت وطأة القصف والدمار، والقتل والتنكيل منذ عامين دون أن تحرك إدارة أوباما ساكناً مقارنة بما قامت به في ليبيا من سرعة التدخل والإطاحة بالقذافي.

قد يكون تدخل القوات الأمريكية لحسم المعارك في سوريا سبب لتعجيل النصر وهزيمة نظام بشار الأسد، وقد يحول هذا التدخل سوريا إلى عراق آخر، فأمريكا وإن أظهرت وقوفها وتأييدها للثورة السورية التي تطالب بالحرية من ظلم واستبداد نظام دكتاتوري تعسفي، وتأييدها كذلك لثورات الربيع العربي، إلا أنها تضع نصب أعينها مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية في المقام الأول في منطقة الشرق الأوسط الجديدة، وهي تستغل هذه الثورات، لإعادة ترتيب موقعها وتحالفاتها، للحصول على مكاسب وعائد كبير ينعش الاقتصاد الأمريكي المتذبذب الذي ما زال يعتبر عقبة أمام إدارة الرئيس الأمريكي أوباما، وتحدياً لم يفلح في حله منذ ترؤسه للولايات المتحدة الأمريكية.

أمريكا لم تكن مؤيدة لرحيل النظام السوري، وان أرادت ذلك فلن يعجزها ذلك على غرار ما قامت به في ليبيا بالتعاون مع روسيا، إلا أن المصالح الأمريكية والروسية في المنطقة تتقاطعا في نقطة واحدة، ولديهما مصالح مشتركة في المنطقة إضافة إلى أن النظام السوري كان وما زال الكلب الأمين الحامي للحدود الإسرائيلية طيلة 40 عام، وصمام الأمان لحزب الله اللبناني الذي مهد له نظام عائلة الأسد أن يصبح قوة تفوق تنظيم الجيش اللبناني الرسمي، كل هذه التحالفات والمصالح المشتركة بين أمريكا وروسيا وإسرائيل وإيران (من خلال حزب الله) أبقت النظام السوري يستبيح قتل شعبه وتدمير المدن السورية، لتكون هناك ذريعة لطرح خطة لحل الأزمة السورية من خلال بقاء النظام السوري أو رحيل بشار الأسد وتسليم السلطة لنائبه كحل بديل يضمن البقاء على حماية الحدود الإسرائيلية والقواعد العسكرية الروسية، ويضمن خط إمداد ثابت لحزب الله اللبناني.

الأيام الأخيرة من المعارك الدائرة بين الثوار السوريين والنظام السوري تنبئ بتقدم الثوار تجاه العاصمة دمشق، وباتت أيام الرئيس السوري ونظامه الجائر في خطر واقعي قد يسقط بين ليلة وضحاها، لذا فإن أمريكا وحلفائها يبحثون عن ذريعة لوقف الزحف الثوري السوري تجاه القصر الرئاسي في دمشق وقد يستخدمون حجة المجاهدين كذريعة لقصف الثوار ووقف تقدمهم وإضعاف قوتهم.


عبد الهادي الخلاقي