مقترحات عملية في مواجهة التغريب
لا يشك أي متابع للحراك المتسارع في بلادنا، في قوة نفوذ الصوت الداعم للتغريب المناهض للشريعة، وفي نشاطهم الهائل على الصعيد الإعلامي والثقافي، بل حتى على بعض القطاعات الحكومية.
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يشك أي متابع للحراك المتسارع في بلادنا، في قوة نفوذ الصوت الداعم للتغريب المناهض للشريعة، وفي نشاطهم الهائل على الصعيد الإعلامي والثقافي، بل حتى على بعض القطاعات الحكومية.
والمتابع لهذا الحراك، لن يجهد كثيرا في رصده، فقد أصبح واقعا ملموسا مشاهدا في حياتنا اليومية، فإن توجهت إلى الإعلام، ستجد العشرات من الأعمدة الصحفية والأخبار اليومية، التي تدعم التوجهات المناهضة للشريعة، وتشوه كثير من الشعائر كالاحتساب والحجاب وغيرها، وتنشر الشبهات التي تخدم مشروعهم، كتلك الشبهات التي تثار حول الاختلاط ومشاركة المرأة في المناصب العليا وغيرها.
وإن توجهت إلى قطاع التعليم، فستجد بعض القرارات المريبة التي تخدم المشروع المناهض لتوجهات البلد، كتعليم النساء لطلاب الصفوف الأولية، وبعض المخالفات المرصودة في بعض الجامعات، والمناهج، والزيارات التغريبية لبعض المسؤولين السياسيين، من أمريكا وبريطانيا وفرنسا لبعض الكليات والجامعات السعودية واختلاطهن بالنساء.
وإن توجهت إلى قطاع العمل، فيكفيك القرارات الصادمة المخالفة للنظام، المتمثلة في اختلاط النساء في المحلات التجارية، والتي برغم صدور أحكام قضائية تمنعها، إلا أنها ما زالت قائمة.
وإن توجهت إلى قطاع الصحة، فستجد أوضاع المستشفيات وما فيها من قصص ومصائب، نتاج الاختلاط والمخالفات الشرعية التي تضج بها جنبات المستشفيات في واقع مرير ومؤسف.
وإن توجهت إلى الشورى، فستجد دخول النساء بهذه الصورة المخالفة، إضافة إلى المحاولات المتكررة لتمرير بعض الأمور المخالفة عن طريقة، كل ذلك يمارس وفي مقابله يضيق على المحتسبين، وتمنع كثير من المشاريع الدعوية النافعة، وهذه مجرد أمثلة تبين مستوى الحراك التغريبي المناهض للشريعة، والذي ينشر بمساندة وتضليل الرأي العام، بحجة أنها مشاريع إصلاحية تنموية تطويرية، ولا مبرر للاعتراض عليها، ومن يعترض عليها فهو مخالف للنظام ومناهض للتطور والتنمية!
ولا أدري ما علاقة التغريب وممارساته بالتنمية، فكثير من الدول تطورت وازدهرت بغير ذلك، بل تنادي الآن -وهي دول كافرة- ببعض الأمور الشرعية التي يحاربها البعض في بلادنا.
في ظل هذا الحراك المتسارع الذي ضربت له عدة أمثلة، تثار عدة أسئلة تتكرر كثيرا: مادورنا؟ ما الحل؟ أين العلماء؟ أين المصلحون؟ وسأختار من هذه الأسئلة سؤالا واحدا للإجابة عليه، لأنه في نظري أهم سؤال، وهو: ما دورنا؟
ليسأل كل واحد منا: ما دوري في محاربة التغريب، وفي الاحتساب على المنكرات؟
وسأذكر أربعة أجوبة عملية، لو جعلها كل واحد منا نصب عينيه وفعلها، لأنجزنا أمورا كثيرة تساهم في إجهاض المشروع التغريبي:
1- نشر الوعي، وبيان خطر التغريب وممارساته في من حولك، من أهل بيتك وزملاء دراستك وعملك وأصدقائك، وعبر ما تستطيعه من وسائل تقنية وميدانية.
2- الاحتساب على ما تراه منكرات، وعدم انتظار من ينكرها غيرك، بأسلوب حسن موافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
3- رصد المخالفات الشرعية، وفضح المجاهرين بها، والرفع لأهل العلم وللمسؤولين وللقضاء الشرعي.
4- دعم المشاريع المناهضة للتغريب، والمساهمة في قوتها وانتشارها بكل ما تملك من وسائل.
هذه الأمور سهلة وميسورة، ويستطيع كل أحد منا أن يقوم بها، وهي واجب شرعي، وحق كفله النظام لكل فرد، وللأسف هناك تقصير وخلل فيها.
فهذه رسالة لكل من يتسائل ما دورنا؟
أقول: دونك هذه الأربع أمور هي دورك فأحسن القيام به واحتسب الأجر، وبإذن الله ستجد ثمرتها واقعا ملموسًا.
محمد بن مشعل العتيبي
- التصنيف: