سجود المآذن
	الله أكبر كبري يا أمتي *** الله أكبر أعلني التكبيرا
	الله أكبر والمآذن سجداً *** خرت بغزة عزة ونفيرا
	أهل البطولة أقدموا *** بصدورهم صدوا الرصاص وما رضوا ذل السبات
	المسرجون العاديات الصافنات *** الراكبون على جناح الريح أسدا
	المشرعون رماحهم في وجه أعداء الحياة *** وسيوفهم بدم اليهود الماجنين مخضبات
	لا لا نزايد فوق أفعال الرجال *** الصامدين الداحرين جحافل الكفر الغزاة
	المسبلين على الجراح عباءة الصبر الجميل *** وإذا تأوه جرحهم ضحكوا له
	فتبسم الجرح النبيل *** من غنت الأحجار في أيديهم
	من زغردت لهم غرانيق النخيل *** من حطت الأطيار في عتباتهم
	وتنسمت من وحي عزتهم *** جنى الحرية العذب العليل
	هم أهل غزة علموا الدنيا الإباء *** وعلموا الأحجار كيف تقول آه
	وتعج بالتكبير تنطق *** إن علا صوت الآذان
	مع البكور وفي المساء *** أولاء هم أهل الشهامة والصمود
	أولاء هم دحروا اليهود *** وذللوا كل الصعاب
	ومرغوا بالوحل هامات الكلاب *** وأوجعوا بثباتهم أكباد إخوان القرود
	
	صنعوا ملاحم من بطولات عظيمة
	شيباً وشباناً وأطفالاً *** وكل عزيزة شما كريمة
	يا أمتي حتام نعشق ذلة النوم القتول *** حتام تخرس السن منا ويعرونا الذهول
	وإلام تبقى شمس مجدك في أفول *** قومي فما للحر إلا سيفه
	يحمي حماه به يصول به يجول *** أولاء هم شهداء غزة أوقدوا
	بدمائهم وجراحهم نور الحياة *** لكنهم بالرغم من كل التصبر والثبات
	يتطلعون إلى القلوب المشفقات *** أكوام أتربة غدت تلك البيوت الطيبات
	ومآذن التوحيد خرت ساجدات *** ساجدات ليس إلا ساجدات
	بالذكر والتهليل غر صادحات *** هدم المساجد حربهم
	حرب مع الله الذي يحمي حماه متى أراد *** من أول التاريخ فاقرأ إن أردت
	نهاية الأقوام من إرم وعاد *** فهم الذين بنوا أشادوا أبدعوا ما لم يشد كل العباد
	لما أراد الله إهلاك العتاة المارقين *** (كن) قال رب العرش فارتدت حضارتهم رماد
	أوما قرأتم سورة الفيل التي *** جعلت هلاك الأشرم المشؤوم ذكرى للعباد
	النصر آت للذين على الهدى ساروا *** وفي دمهم لهيب المكرمات
	
	ما غرهم بالله تعداد الطغاة
	ما ولوا الأدبار يوم الزحف *** ما فقدوا الرجاء بربهم
	ما اسمعوا التاريخ إلا زمجرات زمجرات زمجرات *** الله أكبر كيف صار الثكل عرسا في قلوب الأمهات
	الصابرات على البلاء مجاهدات مؤمنات *** يا ويح من حرقوا ابتسامات الطفولة
	وتجردوا من كل إنسانية الإنسان *** من قيم الرجولة
	من ضجت الدنيا وضاقت من مهانتهم *** وصارت من وجودهم خجولة
	أما الذين على النفاق مضوا *** وفي أحضانه مردوا
	فصار لهم دويلة *** وصارت دوحة الزقوم لاجتماعهم خميلة
	أهداهم التاريخ مزبلة *** بها يحيون
	ثم أهال فوق رؤوسهم *** من دون إشفاق وحوله
	شتان ما بين الثريا والثرى *** شتان ما بين القتاد المر والزهر الجميل
	شتان ما بين الميوعة والرجولة *** شتان ما بين التأرجح فوق حبل البهلوان
	وبين من قدميه في أرض الرباط *** وسيفه يروي القصائد للغد الآتي
	ويسقي نخل أمته دماه *** سلسبيله
	
	 
	النصر آت لا نشك به *** فقد وعد الإله به
	فسبحان الذي في قوله صدق المقولة *** يا أيها البطل الذي عشق الشهامة والبطولة
	أقدم ولا يغررك إرجاف اليهود *** واصبر فإن الصبر هدام السدود
	وارفض معاني الذل إرهاق القيود *** حتى ولو كانت قيودا من حرير
	فالذل يا أهل العقيدة في القيود *** أياً تكن تلك القيود
	والذل أن نحني الجباه *** نسير في ركب اليهود
	والذل لا نرضاه مهما كان هول الخطب في الهيجا شديد *** لنقاتلن بني اليهود
	حتى يقول الصخر والأحجار يا ?سلم تعال *** فثم من خلفي يهود
	أقدم وردد يا فتى الإسلام تكبير الشهيد *** ما فاز في عليائه إلا الشهيد
	ما فاز بالجنات أو روضاتها إلا الشهيد
	 
رقية القضاة
كاتبة إسلامية وباحثة أردنية
- التصنيف:
 - المصدر: