في النقد

منذ 2013-06-07

النقد... هل نقبله من الآخرين!! أم نتفنن في إلقاءه فقط..


نتغنى بالنقد .. ونردد العبارات التي تمجد التغيير .. و ندعي السعي نحو تشخيص الأخطاء ومعالجتها .. نتبادل في ذلك العبارات البراقة والقصص المؤثرة والصور المركبة على الواتساب وفي الإيميلات، وفي أحاديث الاسترخاء .

لكن حين يريد أحدهم تجسيد هذا التنظير الهلامي على أحوال واقعية، يقترب فيها من أشخاصنا، ويلامس حدود بيوتنا و مساجدنا و مدارسنا وأعمالنا، تتورم أنوفنا، وتحمر وجوهنا، وتصيبنا الحمية، ننظر إليه شزرًا، ونسعى لتصويره بصورة المزعج والكريه والمنفر والمفرق، وبعضنا يتلطف ويرد عليه: "ألا تنظر للإيجابيات!" وكأن جيوش المطبلين والمداحين الذين تعج بهم ساحاتنا لا تكفي!

النقد و تشخيص الأخطاء في رأينا مسألة جميلة وجذابة، وفرصة للتظاهر بالعصرية والتطور، شرط أن تبقى بعيدة عنا، وأن لا تتجرأ فتلامس حدودنا الخاصة، أفراداً كنا أو مجموعات. يدفعك التيار إلى أن (تبلع العافية) وتسكت .. وتغض الطرف، رغم ضعف إبصاره، عن أن يرى الأخطاء الكبرى التي تلوث الأجواء وتعيق المسير، كي تسير مع القطيع مطأطئ الرأس، لكن لا بأس أن تسهب في الخطب النظرية عن الإصلاح، وتحارب بالخطب المنبرية الأشباح، التي لن يغضب لأجلها أحد، وهي لن ترد عليك أو تغضب منك، لأنه لا وجود حقيقي لها!