محمد دحلان.. القاتل الأجير

منذ 2013-06-16

يذكرني هذا الاسم دائماً بالضابط البريطاني "توماس إدوارد لورنس" الملقب بــ "لورنس العرب"، حيث قام بدوره القذر في توحيد القبائل العربية ضد الخلافة العثمانية خلال ما عرف باسم الثورة العربية الكبرى عام 1916م...


يذكرني هذا الاسم دائماً بالضابط البريطاني "توماس إدوارد لورنس" الملقب بــ "لورنس العرب"، حيث قام بدوره القذر في توحيد القبائل العربية ضد الخلافة العثمانية خلال ما عرف باسم الثورة العربية الكبرى عام 1916م.

محمد دحلان منذ أن كان يعمل ضابطاً في جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية وهو يؤدي مهمة محاربة الإسلاميين خدمة للإحتلال الصهيوني وبالتعاون مع المخابرات الأمريكية التي كانت تقيم مكتبا لها في ما عُرِف في قطاع غزة بمبنى "السفينة" المحاذي لشاطئ منطقة شمال قطاع غزة، أمثاله كُثر لكن للرجل حكاية مع الزمن سنحاول إقتفاء أثرها في هذه المقالة منذ طفولته التي عاشها في مخيم خانيونس حتى دوره الذي يلعبه في الثورة المصرية.

ولد العقيد محمد يوسف شاكر دحلان في مخيم خان يونس (جنوب قطاع غزة)  في 29 سبتمبر 1961م، ومما تذكره شهادات كبار السن في المخيم عن طفولته بأنه عرف بشراسته و نزقه و عدم اهتمامه بتحصيله العلمي حتى أنهى الثانوية العامة وذهب للدراسة في كلية التربية الرياضية بمصر ثم عاد إلى غزة محاولاً إكمال دراسته الجامعية في الجامعة الإسلامية بغزة حيث بدأت مرحلة الاصطدام مع الطلبة الإسلاميين في الجامعة، ويتذكر الطلاب الذين درسوا بصحبته تعرّضه للضرب أكثر من مرة فيها. وهناك بدأ إلتحاقه بحركة فتح ليقود الذراع الطلابي فيها المعروف باسم "الشبيبة الفتحاوية".

دحلان الذي تزوج من ابنة عمه وأنجب منها طفلان، قضى في السجون الصهيونية خمس سنوات استمرت من (1981-1986)م ورغم تشكيك الكثيرين من أبناء الحركة الوطنية الفلسطينية بإمكانية أن تكون هذه المرحلة هي التي صنعته لمرحلة تليها في القضية الفلسطينية إلا أنه نجح في اعتلاء سُلّم النضال الفتحاوي حيث تم ترحيله من سجون الإحتلال إلى الأردن عام  1988م حيث بصعود سُلّم فتح ومنظمة التحرير، ومن المعروف عنه بأنه يجيد اللغة العربية والعبرية بطلاقة.

مرّت السنوات سريعاً لتأتي أوسلو حيث اختيار دحلان ليكون عضواً في فريق التفاوض الفلسطيني في مرحلة ما بعد توقيع اتفاق أوسلو بدءاً من مفاوضات القاهرة عام 1994م، ومرورًا بمفاوضات طابا والمفاوضات على إطلاق سراح الأسرى. وواي ريفر وكامب ديفيد الثانية وانتهاءً بقيادته للمفاوضات التي أفضت إلى ما يسمى ببروتوكول العبور والحركة في سياق الإعداد لمرحلة ما بعد تطبيق خطة الإنسحاب الصهيوني لقطاع غزة عام 1995م.

شغل في السلطة الفلسطينية وحركة فتح مناصب عديدة منها رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق في غزة وعضو العلاقات بمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح بالانتخاب في مؤتمرها السادس الذي عقد في مدينة بيت لحم بتاريخ 4/8/2009م، وحصل على أعلى نسبة أصوات من مرشحي فتح في دائرة محافظة خان يونس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006م، ويشغل الآن مفوض الإعلام والثقافة في اللجنة المركزية لحركة فتح.

ساهمت عملية اعتقاله في تسهيل عملية صعوده في السلم التنظيمي لحركة فتح وخصوصاً بعد تصفية القيادات المناضلة منها قبيل أوسلو بسنوات، حيث اغتالت قوات الاحتلال الصهيوني أبو جهاد وأبو إياد و غيرهم من الذين رفضوا نهج التفاوض مع الكيان الصهيوني.

جبريل الرجوب رئيس جهاز الأمن الوقائي في الضفة المحتلة قال عن محمد دحلان بأنه: "لم يُعتقل أكثر من ثلاث سنوات". ورغم وصف الكثيرين لعملية إعتقال دحلان بأنها جاءت لتلميعه وتحضيره لمرحلة أوسلو إلا أنه نجح في دوره الأمني جيداً، حيث تنقل في إطار عمله ضمن أجهزة حركة فتح إلى إلى ليبيا التي أقام فيها فترة بسيطة، قبل انتقاله إلى تونس المرحلة الأهم في حياته، حيث يقول أحد مسؤولي الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) السابقين ويتلي برونر: "لقد تم تجنيد دحلان في تونس في الثمانينيات، وتمّت تزكيته وتسميته مع الرجوب ليكوّنا سوياً القوة الضاربة المستقبلية بعد اتفاقات أوسلو".
  
السلطة الفلسطينية
  
بعد قدوم السلطة الفلسطينية إلى الأرضي المحتلة بدأت بتنفيذ ما أمْلته عليها إتفاقية أوسلو حيث أصبح العقيد محمد دحلان رئيساً لجهاز الأمن الوقائي الذي أوكل مهمة وقف تنفيذ عمليات فدائية ضد الكيان الصهيوني، وعلى إثر ذلك وضمن سياسة التنسيق الأمني التي كانت متبعة بين أجهزة الإحتلال الأمنية والسلطة الفلسطينية قتل المئات، واعتقل الآلاف من أبناء المقاومة الإسلامية الرافضين لأوسلو على يد هذا الجهاز والمليشيات السوداء التابعة له سواءً بطريقة مباشرة أو بواسطة الإحتلال.


وتمهيداً لتسلمه مناصب أعلى عُيِّن دحلان مستشاراً لرئيس السلطة الراحل ياسر عرفات ثم بعد ذلك وزيراً للداخلية، وفي تلك الفترة التي تخللها رفض ياسر عرفات التوقيع على إتفاقية كامب ديفيد تحت ضغط الولايات المتحدة بداية العقد الماضي بدأ محمد دحلان بالانقلاب على ياسر عرفات، وفي هذا الصدد يكشف العقيد السابق في الأمن الوقائي "أبو حسن" بحسب ما نقلته عنه مجلة فلسطين المسلمة بعض الصفات الشخصية عن محمد دحلان ليقول: "دحلان يمتلك عدة مميزات وعوامل دفعته للوصول إلى السلطة وحركة فتح بسرعة فائقة جداً، مضيفاً يمتلك عنصر مغامرة ومجازفة تدفعه للتحرك دون النظر للعواقب، كما أنه شخصية صاحبة دهاءٍ ومكرٍ واستشعارٍ شديد بما يُفكر به خصومه".

ويتابع أبو حسن: "لديه مقدرة كبيرة وأساليب قذرة في التخلص من خصومه أو أي شخص يقف في وجهه، كما أنه شخصية تعتمد على الوفاء للمصالح الشخصية بغض النظر عن أي ضرر يصيب الآخرين، هذا بالإضافة إلى أنه يختار شخصيات قوية جداً يجعلها مقربة منه لتنفيذ أجندته المختلفة، على أن تتمتع بذات الصفات التي يتمتع بها".

تسبب إنقلاب دحلان على عرفات بإنقسام "فتح" إلى قسمين، فمن جانب ياسر عرفات الذي بدأت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بمهاجمته حتى تم  التخلص منه في شهر نوفمبر 2004م من خلال جرعات سموم بحسب ما نقل عن طبيبه الخاص، ومن الجانب الآخر محمد دحلان الذي كان يتمتع بعلاقة قوية مع الولايات المتحدة وتل أبيب، حيث تسلَّم محمود عباس رئاسة السلطة، وتولّى محمد دحلان  مستشار الأمن القومي في عام 2007م استخدام الأجهزة الأمنية تحت غطاء مجلس الأمن القومي الفلسطيني الذي كانت الغاية من إنشاءه القضاء على المقاومة التي زادت قوتها في أوج الانتفاضة الثانية وفي ظل فوز حركة حماس في الانتخابات.  

بعد فوز حركة حماس في الانتخابات سعت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لإفشال أول تجربة للإسلاميين في الحكم من خلال استخدام الأجهزة الأمنية الفلسطينية لنشر فوضى أمنية بالإضافة إلى فرض حصار على قطاع غزة ورفض فتح لقبول تسليم حركة حماس لزمام الأمور، وأخذت أنظمة عربية تدعم خطوات السلطة التي يقودها عباس وخصوصاً النظام المصري، ومع اشتداد هذه الأزمة على حماس قام وزير داخليتها الشهيد سعيد صيام بتشكيل القوة التنفيذية التي أصبحت بعد ذلك يد حماس لتثبيث حكمها ونجحت في ذلك جزئياً، حتى طردت السلطة الفلسطينية من القطاع وسيطرت هي على قطاع غزة بالكامل، بعد ذلك وفي صيف 2007م خرج محمد دحلان ومعه عدد من قيادات الأجهزة الأمنية من غزة إلى الضفة المحتلة حيث تعتبر رام الله العاصمة السياسية للسلطة الفلسطينية، وبدأت تتكشف الكثير من الوثائق التي تُدين محمد دحلان منها عمليات قتل لأنصار ومؤيدي حركة حماس وأئمة مساجد، حيث عُثِر في قبو مقر جهاز الأمن الوقائي في مدينة غزة على 13 جثة لشبان تم إعدامهم خلال الفوضى الأمنية واخفاء جثتهم، بالإضافة إلى وثائق تُشير إلى التجسس على دول عربية وآسيوية مختلفة منها باكستان وتسليم معلومات لصالح الموساد.

وفي العام 1997م نُشرت تقاريرعما عُرِف بفضيحة معبر كارني، حيث تم الكشف عن أن 40 في المائة من الضرائب المحصلة من الاحتلال عن رسوم المعبر كانت تُحوّل لحساب سلطة المعابر الوطنية الفلسطينية التي اتضح فيما بعد أنها حساب شخصي لمدير جهاز الأمن الوقائي في حينه محمد دحلان.

ومن القضايا التي تورّط بها دحلان تسميم عرفات، وتصفية قادة فلسطينيين من أمثال اللواء كمال مدحت، وحسين أبو عجوة عضو المكتب السياسي لحركة حماس والمنسق العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون هشام مكي.

ومن الطرق المتبعة لدى دحلان لتجنيد مئات الأشخاص من داخل حركة فتح، زراعة أجهزة تنصت في عدد من المباني الوزارية والأمنية ومكاتب شخصيات مختلفة، حيث كان يقوم من خلالها بإسقاط العديد من المسؤولين والشخصيات لابتزازهم وصولاً للعمل معه.

ومنح دحلان من قبل الجنرال الأمريكي كيث دايتون عام 2005م الذي كان يُشرِف على تدريب أجهزة الأمن الفلسطينية مبلغاً لإنشاء قِوى أمنية تابعة له في غزّة، كما اختلس أموالاً طائلة من ملف الانسحاب الصهيوني من مستوطنات غزة.

في بداية عام 2010م، اغتيل أحد أبرز قادة كتائب القسام محمد المبحوح في مدينة دبي في الإمارات المتحدة. وقادت التحقيقات التي قامت بها شرطة دبي إلى أن الفلسطنييْن أحمد حسنين وهو عضو سابق في المخابرات الفلسطينية، وأنور شحيبر ضابط سابق في جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، متورطان في عملية اغتيال القيادي في الحركة محمود المبحوح وأنهما يتبعان للموساد. كما أفادت التحقيقات أنهما يعملان موظفين في مؤسسة عقارية تابعة للعقيد محمد دحلان.

الإعلام العربي:

يقول ونستون تشرشل عن لورنس العرب: "لن يظهر له مثيل مهما كانت الحاجه ماسة له"، وهذا ما يمكن أن يقال من قبل الولايات المتحدة بحق محمد دحلان فبحسب مصادر فلسطينية يجري تحضيره لكي يلعب دحلان دور سياسي بارز في مشروع الكونفدرالية بين الأردن وفلسطين، وتماشياً مع ذلك فإن دحلان لاقى رفضاً واسعاً من قبل أعضاء كُثر في اللجنة المركزية لحركة فتح فهم يصفونه برجل "المهمات القذرة".

وتقول أوساط أردنية إن دحلان  يدعم كتلة المواطنة التي فاز مرشحها حازم قشوع بمقعد نيابي في الانتخابات الأردنية الأخيرة، وأفيد أن مرشحين مستقلين من أصول فلسطينية تلقوا دعماً مادياً من محمد دحلان، نجح أحدهم بالوصول إلى قبة البرلمان، حيث أثارت تصريحاته الأخيرة في البرلمان حول "المواطنة" جدلاً واسعاً في الساحة الأردنية.

وتقول المصادر إن تحركات دحلان في الساحة المحلية الأردنية تنحصر في تقديم الدعم المادي لبعض السياسيين والإعلاميين، من خلال "شراء الذمم" واستخدامها وقت الحاجة. وكشفت المصادر أن دحلان يملك موقعاً إلكترونياً أردنياً مؤثراً في الساحة المحلية.

ويعتقد الكثيرين أن محمد دحلان الذي يمتلك استثمارات ضخمة في الإمارات يتلقى دعماً سخياً من حكامها، بالإضافة إلى  تلقيه دعماً من بعض النخب السياسية والأمنية في الأردن، كما يدير استثمارات من خلال أخيه أحمد دحلان المقيم في عمان.

و تتهم أطياف سياسية مصرية دحلان بالمشاركة في تحريك الفوضى الحاصلة في مصر من خلال شراء ذمم الكثير من الإعلاميين  المصريين و السياسيين، حيث بثت قناة الحافظ المصرية مؤخراً خبراً يؤكد وجود عناصر تابعة لحركة فتح يديرها محمد دحلان في مصر من الإمارات، وتقوم بتنفيذ أجندة تسيء لحركة حماس، ومن المعلوم أن أكثر من 500 عنصر من عناصر الأمن الوقائي في قطاع غزة قد هربوا إلى مصر خلال الحسم العسكري الذي نفذته حركة حماس عام 2007م من بينهم رفيق درب محمد دحلان رشيد أبو شباك وغيره من قيادات هذا الجهاز.

وكان القيادي في المجلس الثوري لحركة فتح، بسام زكارنه، اتهم في تصريح صحفي له أواخر العام الماضي، القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان بإدارة شبكة مافيا وتجسس عالمية، انطلاقاً من مقر إقامته في إمارة أبوظبي بدولة الإمارات، مشيراً إلى أن جزءاً من أفراد عصابته يعملون في الضفة الغربية وقطاع غزة.وبيّن بسام زكارنة، الذي يشغل منصب نقيب الموظفين العموميين بالسلطة الفلسطينية برام الله، أن مجموعة هاجمت ندوة كانت تقام في القنصلية الفلسطينية بدبي وهددته بالقتل لأنه هاجم القائد محمد دحلان -حسب قولهم-.

بعد مقتل 16 جندياً مصرياً في يوليو 2012م خلال هجوم مسلح على نقطة للجيش داخل الأرضي المصرية بالقرب من معبر كرم أبو سالم؛ اتهم إبراهيم الدراوي مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة، كلاً من دحلان ورشيد أبو شباك نائب رئيس جهاز مدير الأمن الوقائي الفلسطيني بالتورط في تهريب الأسلحة من ليبيا إلى مصر واستخدام الأراضى المصرية خصوصاً في شبه جزيرة سيناء كمخزن للأسلحة والتخطيط للإضرار بأمن مصر، وأكد أن الطرفين يرتبطان بعلاقات وثيقة ومازالت مستمرة مع فلول نظام القذافي ورموزه في ليبيا وعدد من المحافظات المصرية.

ولم يتوقف نفوذ محمد دحلان في تلك المناطق فحسب بل إنه يحاول بسط نفوذه أيضاً في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ومن أهم أسباب عودة دحلان إلى لبنان الصراع على خلافة محمود عباس في  رئاسة السلطة الفلسطينية، وأمانة سِرّ حركة فتح، خصوصاً مع إعلان أبو مازن نيته عدم الترشُّح على تولي هذين المنصبين مجدداً.

في هذا الوقت بدأ دحلان بتفعيل حضور أنصاره في الأردن ولبنان، وقد قطع شوطاً كبيراً في الأردن من خلال سيطرته على شُعب "فتح" في المناطق. فلبنان هو الساحة الثانية في الأهمية بالنسبة لـ فتح بعد الضفة وغزة، حيث إن الساحة اللبنانية ميسور فيها التحرك السياسي والأمني بشكل أسهل وأفعل، ومن يسيطر على الساحة الفلسطينية في لبنان يستطيع أن يدّعي الإمساك بورقة اللاجئين الفلسطينيين الفائقة الأهمية بالمفاوضات وبامتلاك أدوات التحكّم.

ولإدارة حملته في لبنان أرسل دحلان منسقه العام في الأردن خالد غزال المعروف بـ "نظمي"، وكان من أوائل المستجيبين لمناصرة دحلان في خطته للسيطرة على إقليم لبنان في حركة فتح هو محمود عيسى المعروف باللينو، والسفير الفلسطيني في البحرين خالد عارف، الذي من المتوقع أن تنتهي مهمته هناك هذا العام، ليعود إلى لبنان، وإدوار كتّورة، وهو منسّق مع الاتحاد الأوروبي ومؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة إلى قيامه بإرسال زوجته جليلة دحلان (أم فادي) إلى لبنان برفقة "شيخة" عربية تحت ذرائع تقديم الدعم الإنساني لأبناء المخيمات، واقتصرت الزيارة على لقاء مسؤولي فتح في العديد من المخيمات، دون أن تلتقي باللاجئين.

ويتحضّر الثلاثي (محمد دحلان، سلطان أبو العينين، توفيق الطيراوي) ويسعى للسيطرة على قيادة "فتح" بشكل كامل خلال المؤتمر العام السابع للحركة تمهيداً لوراثة أبو مازن. ومعنى ذلك أنه في حال تسلّم دحلان مقاليد السلطة في فتح فإنه سيتنازل بشكل نهائي عن قضية حق العودة، وسيسعى إلى شطب حقوق اللاجئين الفلسطينيين.

ويمتلك دحلان علاقات واسعة بالسفارات الأوروبية والمؤسسات الدولية والمنظمات غير الحكومية، وهذا يمكّنه من استخدام أموال ضخمة.

بالإضافة إلى نفوذه الإعلامي فيمتلك نفوذ على عدد من المؤسسات الإعلامية منها مجلة "روز اليوسف" المصرية، وشبكة فراسن ووكالة "أمد" و موقع "الكوفية برس" و "وكالة ميلاد" و "الكرامة برس" و "فلسطين بيتنا" ، وتعدى دحلان ذلك ليصل إلى الفضائيات حيث أطلقت دولة عربية مؤخراً فضائية إخبارية جديدة تحت اسم "الغد العربي"، من العاصمة البريطانية لندن، فضلاً عن مكاتب أخرى لها بالقاهرة وبيروت وعواصم عربية.

وتهدف في المقام الأول إلى التشويش على التيارات الإسلامية التي صعدت للحكم في عدد من الدول العربية والإسلامية، إذ تمثل الفضائية أحد أهم الأذرع الإعلامية في المعركة مع جماعة الإخوان المسلمين خاصة في مصر، ولهذا حرصت على اتخاذ مكتب رئيسي لها في القاهرة.

وتضم القناة وجوهاً إعلامية وسياسية معروفة بالعِداء للثورات والتيارات الإسلامية، من أمثال: أحمد شفيق، ومحمد دحلان. وأفادت المصادر أن مدراء الفضائية مقربون محمد دحلان حيث عين سكرتيرته مديرة لها. ويبقى دحلان نموذجاً يتكرر في عالمنا العربي  والإسلامي حيث ارتبطت الكثير من الشخصيات التي صعدت باسم الوطنية إلى مناصب قيادية في الدول بالإحتلال وأصبحت تنفذ مخططاته حِفاظاً على مصالحها الخاصة والمزيد من المكاسب المالية.



أحمد أبو دقة

 

المصدر: مجلة البيان 5/8/2013م