أوضاع مالي فاقمت المشكلات في النيجر

منذ 2013-06-27

كان للمسلم لقاء مع رئيس جمعية "المنار" الخيرية في دولة النيجر السيد أحمد محمد الحاج، وهو أحد طلبة العلم ممن تتلمذوا على العديد من علماء السعودية، وعلماء موريتانيا، كما إنه خريج كلية الشريعة بمعهد العلوم الإسلامية والعربية في موريتانيا سابقاً التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فكان هذا الحوار الذي سلّط في الضوء على الأوضاع الراهنة في النيجر وما تعترضهم من صعوبات وتحديات.


كان للمسلم لقاء مع رئيس جمعية "المنار" الخيرية في دولة النيجر السيد أحمد محمد الحاج، وهو أحد طلبة العلم ممن تتلمذوا على العديد من علماء السعودية، وعلماء موريتانيا، كما إنه خريج كلية الشريعة بمعهد العلوم الإسلامية والعربية في موريتانيا سابقاً التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فكان هذا الحوار الذي سلّط في الضوء على الأوضاع الراهنة في النيجر وما تعترضهم من صعوبات وتحديات.

- بدايةً لو تُعرِّفنا بجمعية المنار الخيرية، وما هي أهدافها ومن هم القائمون عليها؟

جمعية المنار الخيرية بالنيجر هي مؤسسة خيرية، ذات مناشط دعوية، وتعليمية، وصحية، وإغاثية، وتنموية، تساهم في تحقيق الحياة السعيدة للفرد والمجتمع ولها رؤيا وهي التميُّز في العمل التطوعي بدولة النيجر من خلال مشاريع متنوعة تستهدف كافة شرائح المجتمع.

والقائمون على جمعية المنار الخيرية في نيامي كوكبة من خريجي جامعة الإمام والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعة ساي بالنيجر، وتهدف الجمعية إلى المحافظة على الهوية الإسلامية، والقيم الإسلامية السمحة، تحقيق الحياة السعيدة لسكان المناطق المستهدفة بتقديم العون للمحتاجين والمنكوبين. والإسهام في إقامة المشاريع التنموية بمختلف مجالاتها ومن أهداف الجمعية المساهمة في محو الأمية لدى الكبار، وإتاحة فرصة الدراسة للصغار، وتقديم العناية الصحية للمحتاجين، والمساهمة في مكافحة الأوبئة والأمراض.

- ما هي آخر إنجازاتكم العلمية أو الدعوية والإنسانية؟

آخر إنجازاتنا العلمية إقامة دورة الإمام مالك لتكوين دعاة المستقبل، وتقوم الجمعية ببناء جامع كبير في نيامي وتعتزم إقامة دورة علمية تأصيلية قريباً، وقد قامت بالتعاون مع بعض الجهات بالإغاثة لبعض اللاجئين كما قامت بتقديم المعونات للمحتاجين.

- ما هي الجمعيات التي تربطكم بها صلة في النيجر؟

جمعية المنار حديثة الميلاد، وهي تستعد للتكامل مع أي جهة سواء كانت داخل النيجر أو خارجها إذا كانت تعمل لنفس الأهداف التي نعمل من أجلها، فعلاقتنا مع الجمعيات من هذا النوع علاقة أخوية تكاملية وإن لم تقم بالفعل فهي قائمة بالقوة إن شاء الله.

- هل هناك تعاون بين الجمعيات الخيرية المحلية في النيجر والجمعيات الكبرى العاملة هناك؟ وكيف ترون ضرورة ذلك؟

التعاون قائم؛ ولكنه يُلمس على أرض الواقع في تنفيذ المشاريع الموسمية في الغالب كمشروع إفطار الصائم وكمشروع الأضاحي ونحوها، والبلد بحاجة إلى مزيد منه، فحاجة السكان قائمة جداً إلى تحسين حالاتهم المعيشية وخصوصاً بعد أحداث مالي التي ضخّت كثيراً من سكان المناطق الملامسة للنيجر لحدودها، وضرورة قيام التعاون بين الجمعيات الخيرية.

- ما هي الجمعيات والمنظمات العاملة في النيجر في الوقت الراهن وإلى أي مدى أمكنها التخفيف من معاناة الفقراء في النيجر؟

أذكر من ضمن المنظمات التي كان لها دور فعال في المجال الإنساني والتعليمي (منظمة المركز الخيري) فقد كان لها دور فعال في النيجر؛ بل ولها جهود في بوركينا فاسو ومالي، وقد قامت بإغاثة اللاجئين الماليين في كثير المناطق ولها أنشطة واضحة في العمل الدعوي والخيري في شتى مناطق النيجر، ومن ضمنها منظمة التنمية البشرية التابعة للهيئة العالمية لتنمية الموارد البشرية وقد قامت بالإغاثة في منطقة إبلغ وقامت بالتعاون مع جمعية المنار الخيرية بالإغاثة لبعض اللاجئين في منطقة آيرو الذين كانوا في العراء ولها جهود في المنطقة في العمل الخيري.

- ما هي أبرز المشاريع الخيرية الاستراتيجية التي تحتاجها النيجر الآن، والتي هي بحاجة إلى تضافر الجهود بين الجمعيات الخيرية الإسلامية العالمية؟

أبرز المشاريع التي تحتاجها النيجر في الوقت الحاضر: مشاريع الإغاثة وتوفير المواد الغذائية والطبية للسكان المحليين واللاجئين على حدٍ سواء، فدولة النيجر قد تتابعت عليها عِدّة عوامل أدّت إلى ازدياد الحاجة وتفاقم الفقر وظهور أزمة غذائية بسبب قلة الأمطار في بلد يعيش أغلب سكانه على الزراعة وتربية الماشية، بالإضافة إلى موجات اللاجئين التي شهدها منذ سنتين بِدء بأحداث ليبيا وانتهاء بأحداث شمال مالي. كما أن البلد يحتاج إلى المشاريع العلمية.

- صف لنا الوضع الراهن في النيجر؛ وكيف أثّرت الظروف التي مرَّت بها دولة مالي على الأوضاع في النيجر؟

الوضع الراهن في النيجر أن البلد قام باستضافة كثير من النازحين عن بلد مالي الشقيق، وقد قامت الدولة بحكومتها ومنظماتها وجمعياتها بإيوائهم أحسن الإيواء، ولا يُستغرَب أن تتأثر الحالة المادية بذلك بعض التأثر؛ فحينما يأوي إليك أخوك وتتقاسم معه معاش يومك بكل سخاء فإن ذلك قد يكون له أثره من جهة مسار المعاش، وفي العاصمة نجد تزاحماً على المستشفيات والمرافق العامة؛ بل وحتى بيوت الإيجار، وكل ذلك أثر من آثار ما حصل في مالي من أوضاع إنسانية.

- وهل أثّرت أحداث مالي على الوضع الأمني في النيجر؛ خاصةً وأن الإعلام نقل عن قيام بعض الجماعات في مالي بمهاجمة النيجر بحجة معاقبتها على تعاونها مع فرنسا في الحرب بشمال مالي؟

لا شك أن للأحداث في مالي تأثير على الوضع الأمني في النيجر، ويتجلّى في عِدّة أمور من أهمها: الاستنفار الأمني الذي كان سِمة أساسية للبلد -منذ بداية الأحداث- وهو أمر ضروري للحفاظ على الأمن، وخاصة بعد أن تم استهداف البلد مرتين من قبل بعض الجماعات، وكل الدول المجاورة لمالي أعتقد أنها تأثرت بتلك الأحداث بشكل أو بآخر.

- يوجد العديد من التحديات التي تواجه المسلمين في إفريقيا؛ فما هي المشكلات التي تواجه المسلمين في النيجر وما هو السبيل لمواجهة هذه المشكلات؟

أهم التحديات في كثير من دول أفريقيا عامةً الفقر والجهل؛ حيث إن كثيراً من البلدان الإفريقية تعتمد في حياتها المادية على الزراعة والرعي ويتأثر هذان تأثراً كثيراً بنزول الأمطار، فإذا حصل الجدب في سنة ولم تتداركها سنة مربِعة مريعة فإن كثيراً من السكان سيتضرر سواء فيما يعود إلى الزراعة أو المواشي وهذا ما عانت منه دولة النيجر في الآونة الأخيرة، حيث يقل هطول الأمطار أحياناً أو تتأخر عن موسمها أحايين أخرى، ومن التحديات المد الشيعي، وهو أمر لا يُستهان به، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية للسكان حيث ظهر له بعض النفوذ مؤخراً في غرب أفريقيا، فإذا حصل تكاتف في العمل الخيري فإن كثيراً من المشاكل لن يقوم أمام النية الصادقة والهمة الدؤوبة والعمل المخلَص.

- على ذكر المد الشيعي، إلى مدى استطاع هذا المد التغلغل في النيجر، وكيف تقبل أهالي النيجر لدعوتهم؟

المد الشيعي لم يجد بيئة حاضنة فيما يبدو بشكلٍ ملفت للانتباه ولكنه لا يُستهان به إذ يستخدم المال بسخاء للإغراء الفكري، وقبل شهر تم الشروع في بناء مجمع أكاديمي في العاصمة، بالإضافة إلى أعمال إنسانية ينفذها الهلال الحمر الإيراني للمواطنين بشكل جيد وقريب من المجان.

- لا شك أن هناك جهود إغاثية تنصيرية، ولكن كيف ترى حجم تلك الجهود، ومدى تأثيرها؟

تفيد بعض التقارير ضخامة جهود المنظمات (الغربية) العاملة في المجالات الإنسانية، وسرعة تدخلها عند الحاجة، وفي المقابل ليس هناك أية منافسة أو أي توازن على الأقل يذكر بينها وبين المنظمات الإسلامية ولا يخفى عليك خطورة تلك المنظمات التنصيرية على العامة، وخاصة إذا كانوا يجدون دعمها ومساندتها لهم كلما احتاجوا وبأقصى السرعة وأقرب مثال التدخل السريع من منظمة أطباء بلا حدود وغيرها في شأن وباء كوليرا بمنطقة آيرو ولقد كان مرتّباً بشكل كامل حتى كأنهم لم يُفاجئوا بما حدث هناك أبداً، بينما لم نجد ولم نسمع للجهات الأخرى أي حضور.

- في رأيكم ما هي أولويات العمل الخيري في النيجر في الوقت الراهن في ظل تعدد التحديات التي يواجهها المسلمون في النيجر؟

أولويات العمل الخيري في النيجر: سكان النيجر يعيشون على الرعي والزراعة والتجارة وبالتالي يتأثر رخاؤهم ووضعهم الاقتصادي بكميات الأمطار السنوية والتي لم تحصل الأرض منها منذ سنوات على ما يضمن حصاداً موسمياً ناجحاً، مما أثر سلباً على الوضع المعيشي للسكان، وزاد الطين بلة الوضع في شمال مالي وموجة اللجوء التي شهدتها النيجر في السنتين الأخيرتين، وعليه فإن أُولى أولويات العمل الخيري هي المساهمة في رفع المستوى المعيشي للسكان وبناء المجمعات الدراسية والمستوصفات الطبية والتصدي للأوبئة بالحملات الطبية كمرض الكوليرا، وتوفير المياه الصالحة للبشرية في مناطق الحاجة، وإغاثة اللاجئين ويمكن أن تقوم كل جمعية بإعداد خطتها التي تراها مناسبة وصالحة للتنفيذ.


محمد لافي