في محراب رمضان
اللهم قد كُفينا في هذا الشهر شياطينَ الجن.. فأعنّا حتى نصفّد بإيماننا وأقلامنا وعزائمنا شياطين البشر.. اللّهم إليكَ لا إلى النار.. قد استودعتُك يا إلهي أبنائي وأبناءَ المسلمين.. فأنرْ أعمارَهم بالدين.. واحفظ عليهم التوحيد.. حتى لا يسجدوا لأحد غيرك..
{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:162-163]
***
كلُّ جهدي ليس يُجدي إنْ أكنْ يا ربُّ وَحْدي
كلُّ أفراحِ حياتي .. كلُّ أحزاني وسُهْدي
وسكوني .. وشجوني .. واضطرابي حين بُعدي
وصلاتي .. وحياتي .. ومَماتي يوم لَحْدي
كلُّ فكرٍ .. كلُّ شعرٍ .. كلُّ بَوْحٍ كان عندي
كلُّ هذا يا إلهي ساجدٌ مُنْذ قلتَ: "عبدي"
* * *
اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي.. وإسرافي في أمري ..
اللهم اغفر جِدّي وهزلي.. وخطئي وعمدي.. وكُلّ ذلك عندي..
أعوذ بك اللهمّ أنْ أَظلِمَ أو أظلَمَ.. أو أعتديَ أو يُعتدى عليّ..
أو أكتسبَ خطيئةً مُحبِطة.. أو ذنبًا لا يُغفَرُ..
اللهم إنْ تكلني إلى نفسي، تكلني إلى ضيعة وعَوْرة .. وذنب وخطيئة..
وإني لا أثقُ إلا برحمتك.. فاغفر لي ذنبي كلّهُ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت..
بهذه الكلمات النبوية ناجى حبيبُنا الأكرم صلى الله عليه وسلم ربَّ العالمين..
وعلى سننه تهتدي أرواحُنا.. وعلى نهجه تسير أقلامنا..
فلك الحمد يا ربنا أنْ أذِنت لنا بمناجاتك، بل أمرتنا بها.. وهل بعد هذا من تكريم؟!
وها قد أظلّنا شهرٌ كريم.. يُستجاب فيه الدعاء.. وتتفتّح فيه أبوابُ السماء..
فيطيب لنا يا ربنا أن نبثّك النجوى.. وأن نرفع إليك الشكوى..
ومن أحقُّ بالنجوى منك؟! وهل يُشتكى ربي إلا إليك؟!
نناجيك يا ربَّنا بالحب.. بعد أن عقِمت أقلامٌ وحناجر لا قلوب لها..
ونشكو إليك ما نزل بنا من كرْب.. وما حلّ بنا من ضعف..
وما دبّ فينا من خوَر وخوف..
فأعِنا يا مولانا حتى نرتقيَ إلى أفق الإسلام لنغيّر ما بأنفسنا..
واكشف اللّهم عنا العذاب.. واصرف اللّهم عنا البلاء.. ولا تعاملنا يا ربنا بما اجترح السفهاء..
اللهم حُجّتُنا لديك، حاجتُنا إليك... وكنزُنا المرجى، عجزُنا بين يديك..
اللهم سبيلنا إليك، إنعامُك علينا... وشفيعنا لديك، إحسانك إلينا..
إلهنا ما أقربك ممن دعاك.. وما أحلمك على من عصاك..
فلا تُبعد اللهمّ من اقترب منك.. ولا تطرد اللهمّ من ابتعد عنك..
اللهم حاشاك أن تمنع من يسألك.. وأنت تغضبُ على من لا يسألك..
اللّهم لا ثقة لنا إلا في رحمتك.. فلا تكلْنا إلّا إلى الإسلام..
وأَظمِئ يا ربِّ أكبادنا إلى محبتك.. وإلى محبّة نبيّك عليه الصلاة والسلام..
اللهم قد وهبتنا التوحيد بلا سؤال.. فلا تحرمْنا رضاك مع السؤال..
اللهم رضاك عنا منتهى أمانينا..
ولا نظنُّ تردّنا في حاجة قد أمضينا أعمارنا ونحن نطلبها منك..
اللّهم أيّدْنا بروحٍ منك.. حتى نُقيمَ لك الصلاة.. وحتى تسجد لك الحياة..
كما سجدت الأرض والسماوات.. يا أرحم الراحمين..
{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر:10]
اللهم قد كُفينا في هذا الشهر شياطينَ الجن..
فأعنّا حتى نصفّد بإيماننا وأقلامنا وعزائمنا شياطين البشر..
اللّهم إليكَ لا إلى النار.. قد استودعتُك يا إلهي أبنائي وأبناءَ المسلمين..
فأنرْ أعمارَهم بالدين.. واحفظ عليهم التوحيد.. حتى لا يسجدوا لأحد غيرك..
اللّهم زيّنْ أقلامهم باليقين.. وثبّت أقدامهم في الميادين..
وأعِنهم كي يُخرجوا من أغوارهم كلّ طاقاتٍ خفين..
اللّهم هبْ عوامنا العلم.. وهب علماءنا العمل..
وهب عاملينا الإخلاص.. وهب مخلصينا الصوابَ والتميّز في النجاح..
اللهم ما كتبتُ كلمة إلا أردتُ بها وجهك الكريم..
وما بحتُ بخاطر إلا وجّهتُ وجهَه إليك..
وما رسمتُ حرفًا إلا هوى ساجدًا على الورق لجلال وجهك..
في صفوفٍ مُسطّرةٍ كما المصلّين في المسجد.. والمجاهدين في الميدان..
فتقبّل يا ربّ مني ما كان طيّبًا، وتجاوزْ عن زلّات القلم..
واغفر اللهمّ لمن مرّتْ عينُه على كلماتي.. وتندَّتْ روحُه بعبراتي..
فراح يسألُ اللهَ ربَّه.. أن يغفرَ لي ذنبي.. وأن يغفر له ذنبَه..
لكَ أسلمتُ كِياني.. لكَ أخلصتُ هوايا
باسمكَ اللهمّ يشدو خافقي بين الحنايا
باسمك اللهمّ رفَّتْ بابتهالاتي رُؤايا
أنتَ أجزلتَ عطائي يوم قدَّرتَ العطايا
أنت قدّرتَ هُدايا بعد أن حارتْ خُطايا
أنت رَحْمنٌ رحيمٌ.. أنت غفّارُ الخطايا
- التصنيف: