رجل التربية: (محمد حامد الناصر) رحمه الله

منذ 2013-09-15

ولد الشيخ (محمد حامد الناصر) في بلدة إنخل في إقليم حوران جنوب سوريا عام 1939م، وتخرج من كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة دمشق، انتقل إلى المملكة العربية السعودية للتدريس في مدارسها الثانوية عام 1967م، وكان عمله في مكة المكرمة، وظل بها حتى وفاته رحمه الله، وأنجب أولادًا كلهم شباب مؤمن دعاة، (أسامة، وطلحة، وعبادة، وعاصم، وسعد..).

 

لم أكن على علم بمرض أخي الشيخ الفاضل المربي الداعية (أبي أسامة) ففي زيارتي الأخيرة له بمنزله بمكة المكرمة كان بصحة جيدة، وعلى عادته في الحديث المرح والحديث عن سوريا وأحوالها، وعن الدعوة والعلماء وعن الكتب الجديدة..

لقد صدمني نبأ وفاته عندما اتصل بي أحد الإخوة مساء الخميس في 9/ جمادى الأولى/ 1434هـ وذكر لي الخبر، ثم علمت من أحد أولاده البررة أن المرض بدأ به قبل ثلاثة أشهر من وفاته رحمه الله، ولكنه كتم الحديث عن هذا المرض حتى لأقرب المقربين منه، آلمني كثيرا فقد رجل عزيز وصحبة طويلة، وداعية قدّم الكثير من الجهد والعلم للدعوة، وهو الذي كتب عن علماء الشام، وعن التاريخ الفكري والعقدي المعاصر لبلاد الشام، وشارك مع زوجته الفاضلة أم أسامة في تأليف الكتب التربوية.

ومن المؤلم أيضا أن أمثال أبي أسامة غير مشهورين بين طلبة العلم والشباب المسلم في سوريا خاصة، لأن الإعلام الجديد ووسائل التقنية الحديثة غطت على أمثال هؤلاء؛ لأنهم لم يتقنوا هذه الوسائل، ولا يحبون أيضا إظهار أنفسهم، وهناك مثل إنكليزي يقول: "إن الطريقة الأسهل لقياس الشجرة: هو القيام بذلك بعد سقوطها". يضربون هذا المثل للشخصيات الكبيرة الذين لا يعرف الناس أقدارهم إلا بعد وفاتهم..!

وأخشى أن تكون هذه الظاهرة -وأعني عدم معرفة أقدار الناس إلا بعد وفاتهم- أخشى أن تكون في ثقافتنا في العصر الحديث، فالإعلام لا يلتفت إلا إلى الصورة والصوت، ولا يهمه الإنتاج الجيد، وكم من الدعاة الفضلاء الذين لهم خدمات جلّى في السنوات الأخيرة هم بحاجة إلى من يكتب عنهم ويظهر فضلهم.

ولد الشيخ (محمد حامد الناصر) في بلدة إنخل في إقليم حوران جنوب سوريا عام 1939م، وتخرج من كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة دمشق، انتقل إلى المملكة العربية السعودية للتدريس في مدارسها الثانوية عام 1967م، وكان عمله في مكة المكرمة، وظل بها حتى وفاته رحمه الله، وأنجب أولادًا كلهم شباب مؤمن دعاة، (أسامة، وطلحة، وعبادة، وعاصم، وسعد..).

وله مؤلفات كثيرة منها: (الحياة السياسية عند العرب في الجاهلية، وأخلاق العرب في الجاهلية، والعصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب، والجهاد والتجديد في القرن السادس الهجري، وعلماء الشام في القرن العشرين).

رحم الله الفقيد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وفي أبنائه خلف له وذكر، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 

محمد العبدة

رئيس تحرير مجلة البيان الإسلامية سابقًا وله العديد من الدراسات الشرعية والتاريخية.