لغز (صفقة العار)

منذ 2013-09-23

بعد أن أقامت أمريكا الدنيا ولم تقعدها إثر مجزرة الغوطة الشرقية التي قتل فيها نظام الاسد أكثر من 1700 من المدنيين السوريين معظمهم من النساء والأطفال، تبخر كل هذا فجأة وتمخض الأسد ليلد فأراً وتنصاع الولايات المتحدة لرغبة روسيا وتُنقِذ نظام الأسد الفاشي بصفقة هزلية يندى لها جبين البشرية وتسقط كل مزاعم حماية حقوق الإنسان التي يتشدّق بها الغرب..




لقد ظهر الآن حقيقة الموقف الغربي الذي لم يأبه لمعارضة الائتلاف السوري للاتفاق رغم اعترافه بأنه يُمثِّل الشعب السوري! إن المصالح وحدها وليس حفظ دماء الشعوب وحقها في الحياة الكريمة هو الذي يُحرِّك الغرب.

الموقف العربي حتى الآن لا يضغط بما فيه الكفاية من أجل اتخاذ إجراءات عقابية ضد الأسد؛ رغم أن القضية تتعدى الوقوف بجانب حقوق الشعب السوري الذي يتعرّض لمجازر بشعة، حيث أن بقاء نظام الأسد مع هذا التحالف القوي مع إيران وحزب الله سيُشكِّل خطراً قوياً على الأمن العربي والخليجي بشكلٍ خاص، ولعل خطوة تفعيل العقوبات الخليجية ضد حزب الله تصب في هذه الخانة وهي الشعور بالخطر من تنامي التحالف الشيعي ضد الدول السنية ولكن هذه الخطوة وحدها ليست كافية مع إمكانية الضغط على الغرب بما له من مصالح مع دول الخليج لكي يتدخل من أجل إيقاف مهزلة صفقة العار التي تخدم أول ما تخدم طموحات إيران "الاستعمارية".



خالد مصطفى