هؤلاء الأبرياء

آلاف الأبرياء من المسلمين يُقتلون ظلماً
هؤلاء الأبرياء.

غنّ يا فجر لهم لحن الضياء..
واكتبيهم في سجل الدفء، يا شمس..
فقد جار الشتاء

زمر الأطفال تمضي والنساء..
ولدوا فوق بساط الخوف
في مهد الشقاء..

هؤلاء الأبرياء..

يمضغون الخوف والجوع ليحيا الوجهاء..
وليحيا ساسة الظلم
ضحايا الكبرياء

غنّ يا فجر لهم لحن العطاء
فلقد مَلّوا فتات الأغنياء

هؤلاء الأبرياء كانت الأرض تغنيّهم
أناشيد السخاء..

ولهم من راحة النفس سرير
ومن الأمن غطاء..

كان بالأمس لهم مال وفير
ورياش وحرير..

ونهار يرسم الشمس على وجه الغدير

هؤلاء الأبرياء..

غَرِقوا في لجة الموت الرهيب..

غَرِقوا
والناس يَحيون بأنصاف قلوب..

وأنين الشمس مرسوم على وجه الغروب
كم ديار شربت كأس الخراب..

كم حصون قبلت بالهدم
أذيال التراب..

أنا لا ألمح في هذي الديار
غير كوخ ودمار..

وأمام الكوخ آثار رماد
وبقايا جمجمة..

وصغير... أكلت قنبلة مقلته اليمنى وشلّت قدمه
وفتاة حُرّة ألبسها التشريد أثواب أمة

وحصان صار لايعرف معنى الحمحمة
ورصاص يعزف الموت بألحان الشقاء

ورجال ونساء ويد التنصير تمتد بخبز ودواء
هؤلاء الأبرياء في زمان الرعب ضلوا يصرخون

أين مِنَّا المسلمون..... أين مِنَّا المسلمون

عازف يسلبه اللهو صوابه
يحسب المجد على ثغر ربابة

وغني يبتني قصراً ولا يملك بابه
وفقير يسرق اللقمة من ثغر ذبابة

أين مِنَّا المسلمون...؟!

ياسؤالاً لم أزل أدفِنُ بالصمت جوابه.