مهمات المقاطعة الاقتصادية
المقاطعة الاقتصادية سلاح قوي وفعال ومؤثر، وهو وسيلة مشروعة للمسلمين للذود عن عقيدتهم ورموزهم ومقدساتهم، ولتفعيل هذه المقاطعة وتقوية أثرها يحسن أن ننتبه إلى بعض أمور.
وعلينا ألا نلتفت للدعوات المخزلة عن ذلك المضعفة للأثر والمذبذبة للقوى، اللهم إلا إن كانت مفسدة محققة اجتمع على إدراكها العقلاء من الناس وأولو الرأي فيهم فساعتها نتخذ موقفا تكتيكيًا بحسب الحال، أما اختلاف الأراء والأذواق يجعلنا نمشي خطوة للأمام وخطوات للخلف فهذا من الآفات التي ينبغي التخلص منها والتربية على ضدها.
- تصعيد المقاطعة: وهذا القرار بتصعيد المقاطعة ينبغي أن نحسن اختيار الوقت المناسب، ويكون ذلك تحديدًا عقب تحقيق الأهداف المرحلية للمقاطعة والوصول إلى مرحلة ما من الإضرار بالمقاطَع، ومن ثم يمكن حينئذ بتوسيع دائرة المقاطعة وتصعيد حملتها على أنحاء عدة بلا من المنحى المختار الأول، ومما يجب الالتفات إليه أن حملة التصعيد يجب أن يصاحبها حملة تنشيط والتعريف بالأثر المرحلي وخسائر الخصم إن أمكن لضخ طاقة جديد تضمن تقوية عزائم المقاطعين، ولا ينبغي التصعيد ابتداءًا في حملة المقاطعة بل التركيز يكون أولًا والتصعيد يكون تاليًا بحسب المتغيرات.
- الاستفادة من التجارب السابقة: لابد من إلقاء نظرة متأنية على التجارب التي خاضتها الأمة في هذا المجال سابقًا والاستفادة من هذه التجارب وتوجيه جماهير المقاطِعين في ضوء هذه الحصيلة من الخبرات، فمثلًا عند مقاطعة المنتجات الدنماركية حصل نوع تفتيت للمقاطعة حين قامت أحد الشركات الدنماركية بمساعي الاعتذار للأمة وتحسين العلاقات كمناورة سريعة لتقليل الآثار الاقتصادية التي ألحقت بهم الكثير من الأضرار، وبالرغم من أنها كانت محاولات غير مقبولة واعتذار واهي هزيل؛ فقد قبله البعض وإذا بنا نجد المنتجات الدنماركية فاضت مرة أخرى في المتاجر، وانسحب فريق من المقاطعة مع ضعف التوعية والنقص الشديد في الرسائل الإعلامية المضادة أفقد المقاطعة قوتها وأدّى إلى تراخي الكثير وتوالى الانسحاب.
فالاستفادة من تجارب الماضي والقدرة على التحليل والاستنتاج وتكوين الخبرات التراكمية والتوجيه المتوازن الواعي، كل ذلك من الضروريات التي تحتاجها الأمة مع معركتها مع خصومها.
- إنهاء المقاطعة: ينبغي أن يكون قرار إنهاء المقاطعة مبني على تراجع ملموس من جهة الخصم، وتلبية حقيقية لمطالب المقاطِعين، ولا يكفي لإنهاء المقاطعة تقديم أي اعتذار فهذا مما لا نأبَه له ولا نحتفل به.
وأخيرًا:
فإن هذه الأمة أمة حافلة بالمقومات والطاقات ولديها الكثير من القدرات التي تمكنها من مجابهة أعدائها والتصدي لهم والوقوف أمام محاولاتهم المستمرة لإهدار الكرامة والنيل من رموزها، فالأمة الإسلامية أمة عزيزة وستظل طالما تمسكت بدينها وثوابتها ووظّفت طاقتها وحافظت على مقدراتها من الإهدار والإذلال والإهمال.
- التصنيف: