الرد الموجز على شبهة ناقصات عقل ودين في نقاط

منذ 2013-10-07

لماذا فسّر الرسول صلى الله عليه وسلم نقصان العقل بمسألة شهادة المرأتين التي تعدل شهادة الرجل؟


الحديث من صحيح مسلم:
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يا مَعْشرَ النساء تَصَدَّقْنَ وأكْثِرْن الاستغفار، فإني رأيُتكُنَّ أكثر أهل النار». فقالت امرأة منهن جَزْلة: وما لنا يا رسول الله أكثرُ أهل النار؟ قال: «تُكْثِرْنَ اللَّعن، وتَكْفُرْنَ العشير، وما رأيتُ من ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ لذي لبٍّ مِنْكُن». قالت يا رسول الله وما نقصانُ العقل والدين؟ قال: «أما نُقصانُ العقل فشهادة امرأتين تعْدِلُ شهادةَ رَجُل، فهذا نقصان العقل، وتَمكثُ الليالي ما تُصلي، وتُفطر في رمضان، فهذا نقصان الدين».
ومعنى الجَزْلة: أي ذات العقل والرأي والوقار، وتَكْفُرْنَ العشير: أي تُنكرن حق الزوج.

- تأمّل قوله: «وما رأيتُ من ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ لذي لبٍّ مِنْكُن» معناها أي لم أر مثلكن يستطيع اللعب بعقول الرجال الحازمين، يعني المقام والسياق هو سِياق مدح وفي صباح العيد، ولم يقل يا ناقصات العقل والدين تصدّقن ولا تكفرن بالعشير... إلخ؛ مثلما يفعل معظم الناس.

- إذا كان السياق سياق مدح فلماذا يأتي بصيغة فيها ذم ناقصات عقل ودين؟

- هذا وارد في اللغة كمثل قول المعلم للطلاب هذا البليد جوابه أفضل من جوابكم جميعاً، و المقام مقام تنبيه وتذكير.

- لماذا فسّر الرسول صلى الله عليه وسلم نقصان العقل بمسألة شهادة المرأتين التي تعدل شهادة الرجل؟

- بالتأكيد لا يقصد أنهن مجانين وإلا لكُنّ غير مكلفات لأن العقل في الإسلام هو مناط التكليف ولا تكليف على المجنون، وإنما القصد هو تغلب العاطفة عند المرأة على العقل في حكمها على كثير من الأمور عكس الرجل، فهل لو قلنا إن الرجال ناقصون عاطفة -وهي حقيقة- يُعد هذا طعناً فيهم؟

- لماذا إذن كانت شهادة المرأتين تعدل شهادة الرجل؟

- ذكرت هذه المسألة في الديون؛ أي أن الرجل الذي يريد أن يقترض مبلغاً من المال -كما تقول الآية في سورة البقرة- فالأفضل له أن يستشهد إما رجلين أو رجلاً وامرأتين على الدين، والمرأة الأخرى تُسمّى في الفقه (المذكِّرة) التي تُذكِّر الشاهدة إذا نسيت أي بند يخص الدين، وعلّل البعض لقلة خبرة النساء -غالباً- في هذه القضايا، وعدّ الكثير وجود (المذكِّرة) مزية للمرأة.

- إذن؛ القرآن يأمر القاضي والقضاء بجعل شهادة المرأة نصف شهادة الرجل، أليس هذا تمييزاً؟

- إطلاقاً لم يأمرهم بذلك وليس للقاضي ولا القضاء دخل أصلاً، فهذا أمر يخص أطراف الدين (المدين والدائن)، والمرأة شهادتها أمام القاضي مثل شهادة الرجل، ومثال ذلك في قضايا الرضاع والملاعنة وغيرهما من القضايا.

- وما رأيك في قوله صلى الله عليه وسلم «ناقصات دين»؟

- يُقصد بها طبعاً الكم ولا يقصد بها الكيف؛ فهي إذا حاضت فإنها لا تصلي ولا تصوم ولا تأثم على ذلك وثوابها وأجرها ثابت.

- لماذا يذكر الحديث أن النساء أكثر أهل النار، أليس في ذلك تمييز؟

- إطلاقاً إنما هذا خبر عَلِمه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فالنار سكانها إما رجال أو نساء، وعَلِمَ النبي أن الأغلب فيها هن النساء، فأخبر النساء بذلك رغبةً في تنبيههن وتحذيرهم وحضهن على الصدقة، وربما كن أيضاً أكثر أهل الجنة لو احتسبنا الحور العين!



عبد الرحمن فرج
 

المصدر: رابطة النهضة والإصلاح