العصابة والغنيمة

منذ 2013-10-13

اجتمعوا بليل، واتفقوا على تلك الصفقة المشئومة... كانوا مختلفين المشارب... تجمعوا من عدة عصابات متعددة؛ منهم عصابات لصوص، والسرقة بالإكراه، وعصابات القتل والاغتصاب.


اجتمعوا بليل، واتفقوا على تلك الصفقة المشئومة... كانوا مختلفين المشارب... تجمعوا من عدة عصابات متعددة؛ منهم عصابات لصوص، والسرقة بالإكراه، وعصابات القتل والاغتصاب.

واجتمعت إرادتهم على تمرير أكبر صفقة مخدرات للبلاد... غير عابئين بقتل وتدمير آلاف الشباب، وتدمير البنية الاجتماعية.

المهم؛ بالفعل بدءوا في التنفيذ، وتم دخول الصفقة.

اتفقوا على تسليمها إلى أحد أعضاء تلك العصابة؛ لتميزه بشراسة وتوحش أكثر، وأيضاً لثقتهم في ضحالة عقله، وبلاهته المدفونة، والمخفية داخل طيات ملابسه الأنيقة والمهيبة، في أنه لن يغدر بهم ويستأثر بالصفقة لنفسه.

ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي به السفن؛ لم يراعوا شهوانيته المفرطة وحلمه القديم (الرؤية الشهيرة) حيث تفاعلت تلك الرؤية مع فراغة العقل.

مع وساوس العبيد والمصالح والأموال وحدث المحذور؛ سرق الصفقة، لنفسه هو... ضارباً بهم عرض الحائط، متدرعاً بشراسته ودمويته حيث كانوا قد سلّحوه بأسلحة فتاكة فضلاً عن الأسلحة التي كان استولى عليها في غفلة من الجميع أو بحسن نية الجميع.

حيث كان مظهره لا يعكس باطنه أبداً لم يكن يعلم ذلك إلا باقي العصابات الأخرى. سرق الصفقة وهدّد الجميع بنسف كل من يقترب منه... بل فعل فعلاً ونسف بعضهم عبرة للآخرين.

والأمر الآن يسير وِفق السناريوهات المشابهة، أما أن يقتلهم جميعاً وينهي مطاراداتهم له لأنهم لن يكفوا عن ذلك.

أو أن يقتلوه... هم... وهم في النهاية رجال عصابات ولازالت لديهم الخبرة بل والأدوات القادرة على قتله.

وللأسف باقي الناس قلتهم المدمنين على المخدرات ينتظرون الصفقة بفارغ الصبر لتعاطيها ولإطفاء شوق الإدمان الغبي القاتل ولا سيما بعد فترة من التوقف.

وأكثرهم يحاولون بأيديهم المسالمة الطاهرة منع تلك الصفقة وحفظ البلاد من الدمار ويقفون أمام تلك الشراسة تحت زخات رصاصاته الفتاكة فيتلقون رصاصاته كحصن بشري لمنع تسلّل الصفقة القذرة أو حتى منع أي من أفراد تلك العصابة دخول البلاد والعبث بأهلها.

وعليه نقف أمام عدة أسئلة:

- مَن منهم سيقتل الآخر الشرس القبيح؛ أم باقي العصابة؟

- إلى مدى يظل الحصن البشري مانعاً قوياً لحفظ البلاد والعباد؟

- متى يتعافى باقي الشعب من الإدمان المدمر ويستيقظوا لإنقاذ البلاد من الدمار؟

على أية حال؛ لن تتأخر الإجابات كثيراً.