كيف تستقبل المرأة رمضان؟!

منذ 2013-10-18

على المرأة أن تعد عدتها لاستقبال ذلك الشهر العظيم، فهو أعظم فرصة لفراغ البال وقلة الأشغال وعقد الصفقة الرابحة، وتستعد بالزاد له، الزاد الباقي أن تواصل بينها وبين ربها بعد فترة جفاء، فيكون هذا الوصال عن طريق خطوات وأعمال..


تهب علينا في هذه الأيام نسمات عطرة نسمات شهرنا العظيم، فقلوبنا تقف على شاطئه تنتظره بلهفة، تتشوق لاستقبال رحماته، وتشعرنا بخصوصيته عن كل شهور العام.

فكما اعتادت المرأة عند عودة الزوج من سفر بعد غياب، أن تستعد لقدومه بكل ما في وسعها وتبحث عن كل ما يحبه لتفعله استعدادا لمجيئه .
وكما اعتادت الأم عند عودة ولدها المسافر أن تجهز له أطيب ما يحبه من الطعام فرحًا بقدومه، ولهفة لرؤيته .
وكما اعتادت كل امرأة تجهيز البيت على أكمل وجه وترتيبه عند قدوم الضيف .

عليها أيضًا أن تعد عدتها لاستقبال ذلك الشهر العظيم، فهو أعظم فرصة لفراغ البال وقلة الأشغال  وعقد الصفقة الرابحة، وتستعد بالزاد له، الزاد الباقي أن تواصل بينها وبين ربها بعد فترة جفاء، فيكون هذا الوصال عن طريق خطوات وأعمال ..منها :

1- استقبال رمضان بالنية الصادقة وعقدها من الآن بأن تفعل ما في وسعها لاغتنام شهر رمضان واغتنام أيامه .

2- الإكثار من التوبة والإنابة وحسن الظن بالله والدعاء بأن يبلغنا الله تعالى رمضان، فالله تعالى عند ظن عبده .

3- إشعار قيمة رمضان عند الأبناء بالاحتفال بقدومه، وتجهيز ملابس الصلاة البيضاء، وتعليقها أمام أعينهم، ووضع خطة رمضانية على قدر طاقتهم .

4- الانتهاء من كل الأعمال التي تهدر الوقت الرمضاني قبل قدومه، وتصفية الأجواء والإصلاح بين الجيران والأقارب والتسامح والعفو لمن أساء وخاصم لاستقبال ذلك الشهر فخير النفوس التي تبدأ بالسلام .

5- عليها أن تعلم أن رمضان فرصتها للتغيير بأن تعف لسانها عن الكذب والغيبة والنميمة والحقد والحسد، وأن تعقد من الآن بينها وبين خالقها عهدها، بأن تستقبل ذلك الشهر العظيم بكل ما يؤهلها للبيعة الرابحة.

6- عليها قضاء ماعليها من ديون إن كانت قادرة على ذلك، وتعد نفسها لسداد زكاة أموالها إن كانت تملك نصاب الزكاة، ولا تدخر حق الله تعالى فهي قادمة على أيام ترفع يدها إلى السماء وتقول يا رب وتتمنى منه سبحانه ألا يردها خائبة .

7- على المرأة أن تصلح بينها وبين ربها في هذه الأيام ولا تستقبل شهر رمضان وزوجها حزين منها مهما كانت الأسباب، وأن تسارع بالتصالح فإن زوجها هو سبب دخولها الجنة برضاه عنها .

كذلك نريد أن نذكرها بقيمة رمضان وقيمة العمل الصالح فلتهتم بالاجتهاد في قراءة القرآن فشهر رمضان هو شهر القرآن، فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يختم القرآن كل ليلة مرة، وكان بعض السلف يختم كل ثلاث ليال، وبعضهم كل سبع وبعضهم كل عشر . وأيضا الاجتهاد بصلاة القيام، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» (رواه البخاري ومسلم).

ولا تنس الإكثار من الصدقات، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان وكان أجود بالخير من الريح المرسلة .

والاهتمام بإطعام الطعام في رمضان، قال صلى الله عليه وسلم: «من فطر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء».

وعليها أن تهتم بأهل الزوج في رمضان وخاصة الأبوان والدعوة لطعامهم، ولا يكون كل اهتمامها بأهلها وأقاربها فقط .

أيضًا عليها أن تهتم بأيام رمضان خاصة العشر الأخيرة، فورد عن بعض السلف والصالحين الاغتسال والتطيب في ليال العشر تحريًا لليلة القدر التي رفع قدرها الله تعالى في كتابه: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‌ . وَمَا أَدْرَ‌اكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‌ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ‌ خَيْرٌ‌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ‌} [القدر:1-3].

كما عليها الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار فهذه عبادة اللسان مع القلب، فمهما كانت الجوارح مشغولة ومنهمكة فهذه العبادة لا تنقطع .

وعليها أن تعلم أن رمضان خصه الله تعالى من الفضائل، فخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وفيه تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا وتصفد فيه الشياطين، وتفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وعليها أن تعلم أن لله عتقاء من النار وذلك كل ليلة من رمضان .

اللهم اجعلنا من عتقائك في شهر رمضان العظيم .


أميمة الجابر