رغم المعاناة: ابتسم لن تخسر شيئاً

منذ 2013-11-01

البسمة آية من آيات الله تعالى، ونعمة ربانية عظيمة، إنها سحر حلال تنبثق من القلب، وترتسم على الشفاه فتنثر عبير المودة، وتنشر نسائم المحبة، وتستلّ عقد الضغينة والبغضاء، لتحلّ الألفة والإخاء.


».

وفى رواية بشره بالمغفرة حيث يقول صلى الله عليه وسلم: «غفر الله لرجل ممن كان قبلكم كان سهلاً إذا باع سهلاً إذا اشترى سهلاً إذا اقتضى» (صحيح الجامع ‌4162]).

بل يقول الصينيون في حكمة يرددونها: "إن الرجل الذي لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغي له أن يفتح متجراً".

طلب عمال إحدى المحلات التجارية الكبرى في باريس رفع أجورهم، فرفض ذلك صاحب العمل فما كان من عماله إلا أن اتفقوا أن لا يبتسِموا للزبائن كرد فعل على صاحب المحل، فكانت النتيجة أن انخفض دخل المحل في الأسبوع الأول حوالى 60% عن متوسط دخله في الأسابيع السابقة.

فانظر أثر عبوس الوجه، وصدق الله العظيم الخبير بالنفوس، حين قال: ‏{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران:159].

اللهم اشرح صدورنا، ويسّر أمورنا، واهدنا صراطك المستقيم.

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

الخطبة الثانية

عباد الله؛ لنتعلم فن التبسم بصدق، ولننشر ثقافة الوجه الطلق، والسماحة والسعادة بيننا، وفي مجتمعاتنا، ففي ذلك الضمان الأكيد لحياة سعيدة، وعلاقة أخوية مترابطة، ولنتأسَ بأعظم رسول صلى الله عليه وسلم، ولنستشعر الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى.

وتلطف في النصيحة، وتصدّق على الناس ببسمتك، تلك الصدقة التي تتميز على صدقة المال بفارق كبير، فصدقة المال تبحث عن صاحبها المستحق لها من الفقراء والمساكين والمعوزين، أما صدقتك بالبسمة فهي تمنح لكل الناس، غنيهم وفقيرهم، كبيرهم وصغيرهم.

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

ثم اعلموا أن الله تبارك وتعالى قال قولاً كريماً تنبيهاً لكم وتعليماً، وتشريفاً لقدر نبيه وتعظيماً: {إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وخلفائه الراشدين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن بقية الصحابة والقرابة وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنِّك وفضلك يا أرحم الراحمين.

والحمد لله ربّ العالمين.



حسان أحمد العماري