آلام المخاض

منذ 2013-11-06

لا بد للميلاد من آلام المخاض..


يقول سيد قطب رحمه الله في كتاب (الإسلام ومشكلات الحضارة): "لا بد للميلاد من آلام المخاض".

إن فرح الأم بمولودها لا يتم إلا بعد معاناة آلام (المخاض) أي الطلق والولادة، والدعاة إلى الله تعالى والمجاهدون في سبيله أولى أن ينتفعوا بهذه العبارة أكثر من غيرهم، فلا يمكن أن يصلوا لأهدافهم الكبيرة أو الصغيرة إلا بعد البذل والمعاناة؛ لذا يجب أن يوطنوا أنفسهم على ذلك. قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ} [البقرة: 214] فإذا بلغ الكرب هذه المرحلة وبلغت القلوب الحناجر جاء النصر والفرج {أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214].
 

طريقُ الصالحينَ كَما عَلِمتُم *** بها الأشواكُ تَكثرُ لا الورودُ


وما علمنا عبر تاريخ الإصلاح الذي سلكه الأنبياء والمجددون والمصلحون أنهم مكنوا قبل أن يبتلوا، والصور الماثلة في الأذهان كثيرة. وليس المقصود من ذلك ما يتبادر إلي الذهن من سجن أو تعذيب أو قتل فقط وإنما الأمر أعم من ذلك وأوسع، وحين يستشعر المسلم ذلك فإنه يهون عليك ما يبذله وما يلاقيه في جميع أعماله لا سيما إذا لامس قلبه {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ . وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [التوبة: 120، 121].

فاللهم انصر المرابطين في أرض الشام وأنزل عليهم برد السكينة واليقين، واهزم عدوهم وجنده وحزبه واجعلهم غنيمة للمسلمين يارب العالمين.
 

المصدر: مكتب الدعوة بأبها