(حزب الله)... (الحوثيون)... وماذا بعد؟!
تتكرّر مأساة تنظيم حزب الله الشيعي اللبناني الذي أصبح أكبر من الدولة وجيشها وحكومتها مرة أخرى في المنطقة ولكن في اليمن وليس من المستبعد أن تتكرر في أماكن أخرى، فالشيعة المدعومون من إيران كلما تركت لهم الحبل على الغارب تمددوا ووسعوا نفوذهم وسيطروا وتسلحوا ونافسوا الدولة ونظامها حتى تسقط الدولة في أيديهم لتنفيذ مخطط أوليائهم في طهران.
الحوثيون يضغطون من جهتين: الجهة الأولى هي الجهة العسكرية عبر قواتهم المسلحة التي تمرح كما تريد في المناطق الشمالية ومن جهة أخرى شكّلوا حزباً سياسياً للمشاركة في الحوار الوطني والحصول على مكاسب أخرى من خلاله توسيع من نفوذهم في باقي المناطق البعيدة عن نفوذهم.
إن الحوثيين هم الحلقة الجديدة من تنظيم حزب الله اللبناني الذي استغل الفراغ الأمني والمؤسسي في لبنان بعد الحرب الأهلية من أجل تسليح نفسه متستِراً بمقاومة الاحتلال الصهيوني ثم استدار بعد ذلك على الداخل من أجل السيطرة على أركان الدولة واصبحت مناطقه دولة داخل دوله وعناصره فوق القانون ويفرضون ما يريدون بقوة السلاح ويعطلون مرافق الدولة كما يرغبون بل وتعدى الأمر إلى القتال في سوريا بشكلٍ علني رغم أن الموقف الرسمي للدولة عدم التدخل في الصراع السوري ثم تقف الدولة اللبنانية مكتوفة الأيدي ضد ممارسات الحزب الذي يشارك في الحكومة ثم يتحدى الحكومة ويرسل قواته للقتال في دولة أخرى دون إذن من الدولة.
إن مسلسل المليشيات الشيعية المدعومة من طهران للسيطرة على البلدان العربية لتوسيع النفوذ الإيراني في المنطقة أصبحت تمثِّل خطراً كبيراً على الأمن العربي بشكلٍ عام والخليجي بشكلٍ خاص وحتى هذه اللحظة لم تتخذ الإجراءات الفعالة لمحاصرة هذه المليشيات وتجفيف منابع تمويلها رغم تزايد خطورتها وتمددها المستمر خارج نظاق نفوذها المعروف.
- التصنيف: