قدرة الله لا غضب الطبيعة!

منذ 2013-11-17

إعصار وصفته وسائل الإعلام العالمية الكبرى بأنه غَيَّرَ خريطة الفلبين!


إعصار وصفته وسائل الإعلام العالمية الكبرى بأنه غَيَّرَ خريطة الفلبين!

وتقول الأمم المتحدة إنه قضى على 10 آلاف إنسان وشرَّد 10 ملايين آخرين وقال سينين مانجاليل القنصل العام للفلبين في بريطانيا: "لم يشهد العالم عاصفة مثل هذه من قبل".

إنه الإعصار الاستوائي (هايان) الذي ضرب الجزر الشرقية والوسطى في الأرخبيل الفلبيني يوم الجمعة ليتسبب في أحد أسوأ الكوارث في تاريخ البلاد،بعد أن جرفت مياه الإعصار منازل ومدارس ومباني، ودفنت الناس تحت أطنان من الأنقاض، وأغرقت مدناً بأكملها، فَمَحَتْها من خريطة الفلبين!

كما أسفرت الخسائر التي لحقت بالطرق والمطارات عن عرقلة جهود الإنقاذ. وتبذل هيئات دولية جهود إغاثة ضخمة ولكن عمال الإنقاذ يجدون مشقة في الوصول إلى بعض البلدات والقرى التي تقطعت بها السبل منذ بداية العاصفة.


وبلغت سرعة الإعصار 235 كيلومتراً في الساعة وبلغ ارتفاع الأمواج 15 متراً، وتسبب في هطول أمطار شديدة الغزارة.

علماً بأن السلطات كانت قد أَجْلَتْ مئات الآلاف من سكان المنطقة قبل وصول الإعصار إليها، غير أن الكثير من مراكز الإيواء، كالمدارس والكنائس والأبنية الحكومية، أثبتت عجزها عن الصمود أمام الرياح والعواصف.

وفي فيتنام التي قد يمر بها الإعصار جرى نقل 600 ألف مواطن من المناطق التي يُتَوقع أن يأتي عليها هايان!

وقال أحد الخبراء: "شهدنا عواصف مثل هذه ربما في مناسبات نادرة بمثل هذا المستوى من الشدة في البحر، لكن أن تجتاح اليابسة بمثل هذه القوة فهو شيء غير مسبوق".

والأعاصير الحلزونية -بحسب المراجع المتخصصة- عبارة عن عواصف استوائية هوائية عاتية تتميز بغيمة مخروطية دوارة. تحدث هذه العواصف العنيفة بشكل خاص في مناطق أمريكا الوسطى والجنوبية بالإضافة إلى بعض مناطق الولايات المتحدة الأمريكية.

وهذه الأعاصير تجمع الحرارة والطاقة من خلال ملامستها لمياه المحيط الدافئة فتزيد من قوتها لتدور العاصفة حول عين الإعصار في عكس اتجاه دوران الساعة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية و تدور في الاتجاه المعاكس في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية. وسرعة رياحها 74 ميلاً في الساعة، وعندما تصل إلى اليابسة تسبب أمطاراً غزيرة وفيضانات ،وشدة الرياح القوية تسبب موجات سواحلية تجرف الأشجار والمباني والسيارات في طريقها.

لهذا تعتبر الاعاصير أحد الكوارث الطبيعية التي تصيب البشر والحيوانات وتهدد البيئة ورغم ضراوتها إلا أنها ضرورية كمظهر من مظاهر مناخ الكرة الأرضية لأنها تنقل الحرارة والطاقة من المنطقة الاستوائية للمناطق الباردة باتجاه القطبين.

وأهم الظواهر التي تصاحب هذه العواصف الاستوائية الرياح العاتية التي تسبب ارتفاع موج المحيط ليصل إلى 15 متر، والفيضانات العارمة وارتفاع مستوى المياه به والأمطار الغزيرة لأنه يبخر 2 مليار طن ماء يومياً ويصبها كمطر.

وعندما يجتاح اليابسة ويحتك بها يدمر بعنف كل مافي طريقه مما يفقده طاقته وشدته. فتملأ عينه بالسحب ويخبو ثم يندثر. ولا يمكن التنبؤ ببدء نشوء مكان إعصار الهاركين الكاسح لكن يمكن التنبؤ بطريق سيره بعد تكوينه من خلال أماكن رصده بأجهزة الرادار. وأسرع اعصار في العالم وقع في تكساس بالولايات المتحدة إذ بلغت سرعته 450 مترفي الدقيقة.

وتضرب الأعاصير العملاقة شواطئ كل من أمريكا الشمالية والجنوبية‏، ‏وإفريقيا الجنوبية‏، ‏وخليج البنغال‏، ‏وبحر الصين‏، ‏وجزر الفلبين‏، ‏وإندونيسيا‏، ‏والملايو في حدود ثمانين مرة في السنة وأما الأعاصير الحلزونية فيهب منها سنوياً بصفة عامة ما بين‏ 30، ‏و‏150‏ إعصاراً فوق البحار الدافئة ويصل طول الواحد منها إلى 1500‏ كيلو متر‏، ‏ وتُقدَّر قوته التدميرية بقوة قنبلة نووية!

ذلك مبلغهم من العلم: وصف الوضع ومعرفة آليات التشكل ومساراته في حدود علم الإنسان المحدود.

إن الأعاصير الرهيبة والبراكين المفزعة والزلازل المدمرة، كلها من آيات الله تعالى في الكون، ينبغي للإنسان الرشيد أن يضعها في حسبانه كدلالات قاطعة على قدرة الله المطلقة وعلى طلاقة مشيئته سبحانه.

وأما الكفر بالله والحديث الخرافي عما يسميه الملاحدة: غضب الطبيعة وعن سيطرة الإنسان المغرور على مقاليد الكون، فسخرية من العقل الذي وهبه الله جل وعلا لبني آدم وميزهم به عن البهائم والجمادات، ويترك البشر فريسة الجهل المطبق واليأس القاتل.

ولو تأمَّل العقلاء في قول الحق تبارك وتعالى:

{إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس:24]، لكفاهم لليقظة من بلادة الشعور وتحجر العقول وصدأ القلوب.

فلله الحمد على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.